رمز الخبر: ۲۲۶۳۹
تأريخ النشر: 08:25 - 08 May 2010
عصرایران - وکالات - بدأ حزبا المحافظين والديمقراطيين الأحرار المعارضان في بريطانيا محادثات الجمعة بشأن ائتلاف محتمل لتشكيل حكومة بعد نتيجة غير حاسمة للانتخابات العامة التي لم يحصل فيها أي حزب على الغالبية المطلقة في مجلس العموم.
 
ويمكن أن تمنح المفاوضات لحزب الديمقراطيين الأحرار -الذي يحل ثالثا دائما- فرصة تذوق طعم السلطة لأول مرة منذ عقود خلت.
 
وفي أول رد فعل أميركي على نتائج الانتخابات، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن "العلاقات المميزة" التي تربط واشنطن ولندن "لن تتأثر بالغموض السياسي بشأن تشكيل الحكومة البريطانية المقبلة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات".
 
وقال غيبس في تعليق على هذه النتائج "نتطلع إلى العمل مع أي شخص يشغل منصب رئيس الوزراء البريطاني"، مشيرا إلى أن "الرئيس باراك أوباما اطلع على نتائج الانتخابات البريطانية".

وجاءت تصريحات غيبس بعد أن قال زعيم حزب المحافظين البريطاني ديفد كاميرون إنه سيباشر محادثات مع حزب الديمقراطيين الأحرار نك كليغ تتعلق بحكومة ائتلافية.
 
محادثات واتفاق

وتحدث زعيم الديمقراطيين الأحرار مع زعيم حزب المحافظين هاتفيا الجمعة قبيل محادثات أوسع نطاقا بين كبار الساسة من كلا الحزبين.
 
وقال متحدث باسم الديمقراطيين الأحرار إن الرجلين "اتفقا على ضرورة استكشاف المزيد من المقترحات لبرنامج إصلاح اقتصادي وسياسي".
 
وتفوق المحافظون -الذين حكموا بريطانيا في أوقات كثيرة من القرن العشرين لكن لم يتولوا السلطة منذ 13 عاما- على حزب العمال الحاكم بعد فوزهم بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت الخميس ولكن دون تحقيق أغلبية حاسمة.
 
وحل الديمقراطيون الأحرار في المركز الثالث لكنهم يملكون الآن توازن القوى.
 
وسيجتمع كليغ، الذي ضعف موقفه داخل حزبه بعد نتائج الانتخابات المخيبة لأمال الديمقراطيين الأحرار، مع أعضاء حزبه الذين انتخبوا في البرلمان اليوم السبت.
 
وسيمثل الاجتماع فعليا الجزء الأول من عملية داخلية معقدة من ثلاثة أجزاء تحد من صلاحيات كليغ عندما يتفاوض حول أي شكل من أشكال الائتلاف أو يدعم أي حزب آخر.
 
وكان كاميرون قال إنه سيبدأ محادثات مع الديمقراطيين الأحرار تتعلق بحكومة ائتلافية مشتركة, بينما أعرب رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال غوردون براون عن استعداده للتفاوض مع الأحرار إذا فشل كاميرون.
 
وأضاف كاميرون أنه يرى أرضية مشتركة ونقاط التقاء مع حزب الديمقراطيين الأحرار مما يساعد على تشكيل حكومة قوية، على حد قوله.
 
وكانت النتائج النهائية للانتخابات البريطانية أظهرت حصول حزب المحافظين بزعامة كاميرون على 306 مقاعد مقابل 258 لحزب العمال بزعامة براون, في حين حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 57 مقعدا بمجلس العموم المكون من 650 مقعدا.
 
وبذلك يكون حزب المحافظين أكبر حزب في البرلمان البريطاني، لكن دون تحقيق أغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة بعد انتخابات متقاربة لم تشهد البلاد مثلها منذ ثلاثين عاما, خاصة وأن أي حزب يحتاج للفوز بـ326 مقعدا لتحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان.
 
نقاط التفاوض

وحسب كاميرون، ستتناول المحادثات مع الديمقراطيين الأحرار عدة نقاط أبرزها إصلاح النظامين الانتخابي والضريبي.
 
وقال كاميرون إن عرضه للديمقراطيين الأحرار يشمل بالخصوص مساعدتهم على تطبيق نقاط برنامجهم الانتخابي وإشراكهم في إرساء الاستقرار السياسي والاقتصادي بالبلاد.
 
لكنه شدد في المقابل على أن حزبه سيتمسك في أي مفاوضات برفض نقل أي سلطات إضافية من لندن إلى الاتحاد الأوروبي, وكذلك بضرورة المحافظة على القدرات البريطانية في مجال الردع النووي.
 
استعداد براون

وكان رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال غوردون براون أكد استعداد حزبه لإجراء مفاوضات مع الديمقراطيين الأحرار إذا فشلت المفاوضات مع المحافظين.
 
وأعرب براون عن استعداده لتأييد إصلاح النظام الانتخابي الذي يعتبر أحد المطالب الرئيسية لحزب الديمقراطيين الأحرار.
 
يذكر أن أي حكومة بريطانية جديدة ستواجه تحدي خفض عجز الميزانية الذي بلغ 163 مليار جنيه إسترليني في العام المالي 2009-2010.
 
سيناريوهات

وكان مراسل الجزيرة في لندن ناصر البدري قال إن كثيرا من المحللين والمعلقين يرون أن السيناريو المرجح هو أحقية براون بتشكيل حكومة جديدة، حيث إن دستور بريطانيا يمنح رئيس الوزراء الحالي الحق أولا في محاولة تشكيلها.
 
وأضاف المراسل أن تحالف حزب العمال مع الأحزاب الصغيرة قد يمنح الحزب نحو 317 إلى 330 مقعدا وفق الأطراف التي قد تدخل التحالف المتوقع، وأشار إلى أن البلاد حاليا تعيش مرحلة انتقالية قد تستمر أياما بسبب عدم وضوح صورة التحالفات.
 
يُذكر أنه كان قد دعي نحو 45 مليون ناخب بريطاني إلى التصويت في 40 ألف مركز انتخابي بإنجلترا وويلز وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية لاختيار 650 نائبا برلمانيا.