رمز الخبر: ۲۸۸۶۵
تأريخ النشر: 12:20 - 12 February 2011
ان الايرانيين لا يمكن ان ينسوا هذا التقارن التاريخي في النصر المتزامن وفي يوم واحد للشعبين وذلك بعد مضي 32 عاما وهكذا فان الثورات تعيد انتاج احداها الاخرى وتتوالى واحدة تلو الاخرى وتستنسخ احداها الاخرى.
عصر ايران، سيد جواد سيد بور

لقد حدث ما كان يجب ان يحدث، سقط ديكتاتور لم يعر ادنى اهمية وقيمة لارواح شبانه وكان غافلا عما يحدث في محيطه من تغيرات واسعة النطاق ، ولم يكن يعرف انه ليس بالامكان اخماد صحوة الجماهير والقضاء عليها، وقد حدث الامر في يوم فريد لا مثيل له بالنسبة للايرانيين.

وهذه لحظة تاريخية، ولم يشهد اي سقوط لحد الان ذلك القدر من الاهتمام الذي ابداه العالم لهذا السقوط.

ولم يكن انهيار دكتاتور موضع اهتمام شعوب العالم بهذا القدر لحد الان. وبلا شك فان التقارير التي كانت ترد من ميدان التحرير في القاهرة خلال الاسبوعين او الثلاثة الاخيرة كانت تجتذب وتشد نحوها شعوب العالم، لقد كان تطورا دراماتيكيا للغاية لفت انتباه واهتمام اكثر الافراد جدية في المنطقة والعالم.

فللنصر، متعة لا توصف خاصة اذا كان هذا النصر يسجله شعب عظيم والهزيمة يمنى بها دكتاتور بليد وفرعون عنيد.

وقد ذاق الشعب المصري حلاوة هذا النصر المبين، لانه بعد هذا الصراع بزغ فجر امل جديد لغد افضل يصقل الروح والنفس.

الا ان خصوصية العالم الجديد، هي ان هذا النصر ليس متعلقا بالمصريين وحدهم بل متعلق بجميع الذين سايروا وواكبوا وساندوا وناصروا هذا الشعب الابي من اجل التخلص من الظلم والعسف والاضطهاد ولذلك فان سقوط مبارك ، هو في الحقيقة حدث مبارك وميمون لاسيما لجميع الذين كانوا يحصون اللحظات بفارع الصبر من اجل "سقوط الدكتاتور".

والان وبعد هذا النصر الباهر حيث سيتشكل شرق اوسط جديد، الشرق الاوسط المبني على مكافحة الظلم والاضطهاد وينهل من منهل الحرية والديمقراطية ويتطلع الى اقرار العدالة الاجتماعية.

ان الايرانيين لا يمكن ان ينسوا هذا التقارن التاريخي في النصر المتزامن وفي يوم واحد للشعبين وذلك بعد مضي 32 عاما وهكذا فان الثورات تعيد انتاج احداها الاخرى وتتوالى واحدة تلو الاخرى وتستنسخ احداها الاخرى.

والان اصبحنا نحن ومصر نشبه احدنا الاخر بعد مضي ثلاثة عقود من الزمن، الشبه في النضال ضد الدكتاتور وحصيلة ذلك مبروك لنا ولهم .