رمز الخبر: ۲۹۵۱۵
تأريخ النشر: 10:29 - 15 March 2011
وطبعا فان مشاكل بلدان هذه المنطقة ليست متشابهة، لكن يمكن العثور على حالات متشابهة في جميعها واكبرها "الاستبداد". الاستبداد الذي تمتد جذوره في قرون من تاريخ هذه الدول والذي ترافق مع القهر والعنف والقتل وسفك الدماء وحرم هذه المنطقة من العديد من موجات "الديمقراطية".
عصر ايران – يتفاخرون امام احدهم الاخر، وكانهم لا يواجهون اي مشاكل. وينظرون الى احدهم الاخر ويمارسون الاسقاط خشية ان يصل الدور اليهم لاحقا. ويعتبرون انفسهم اعلى مرتبة من الاخرين، ويضخمون مشاكل الجيران اكثر مما يعانون منه هم، في حين ان الجميع يعرف بانهم كلهم "من قماشة واحدة".

ان قصة الحكام العرب في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا هي على هذه الشاكلة في هذه الايام. ان الصحف ووسائل الاعلام التي تخضع لاشراف الحكومات تحاول دائما تضخيم مشاكل الجيران لاسيما الجيران الذين يواجهون مشاكل معهم وحتى يعملون على اذكائها. واذا كان بمقدروهم فانهم يصبون الزيت على نارها لكي يتاخر دورهم، لكن كما اسلفنا "فان جميعهم يواجهون نفس المصير" وان جميع حكام هذه المنطقة مدينون لشعوبهم بسقوط مدو.

وعندما تقرا وتسمع وسائل الاعلام في دول المنطقة في هذه الايام، تستطيع ان تدرك عمق الخوف والفزع الذي ينتاب الحكام، لا ادري "من اشعل شرارة هذه الثورة العربية ونشرها بين شعوب هذه المنطقة" لكن ايا كان فيجب ان ننحني اجلالا واكراما له لانه وبعد قرون ذاب الجليد وخرج المارد من قمقمه وبقي الحكام يفكرون كيف يتسترون على موجات المعارضة هذه التي تطالهم انظمتهم؟!

وطبعا فان مشاكل بلدان هذه المنطقة ليست متشابهة، لكن يمكن العثور على حالات متشابهة في جميعها واكبرها "الاستبداد". الاستبداد الذي تمتد جذوره في قرون من تاريخ هذه الدول والذي ترافق مع القهر والعنف والقتل وسفك الدماء وحرم هذه المنطقة من العديد من موجات "الديمقراطية".

اما الان حيث استفاقت الشعوب، لكن على اي حال فان المعارضين سواء كانوا اقلية يطالبون بحقوقهم او اكثرية يريدون التغيير قد تواجدوا اليوم في الساحة واربكوا حكام المنطقة ايما ارباك.

ان الادبيات التي يستخدما الحكام المستبدون هذه الايام هي خليط من الاسقاط والهروب الى الامام فيما اصيب خطاب الاستبداد في هذه الايام بالتلعثم والتناقضات. فيوما يتحدث هؤلاء الحكام الى شعوبهم بمرونة ولين ويتخذون موقف الحكام الديمقراطيين ويوما اخر وعندما يجدون ان الخناق قد ضاق عليهم يلجاون الى البلطجة والقمع عسى ان يدفعوا انصار التغيير الى بيوتهم والرحيل عن الساحة خوفا من الاعتقال او القتل او الاصابة او... ، لكن الى متى يستطيعون مواصلة هذه اللعبة المكشوفة؟!

وخلاصة القول ان حكام الدول العربية يمرون هذه الايام بظروف لا يحسدون عليها وان هذا الزلزال السياسي قد اقض مضاجعهم بشكل مروع والملفت انه في ظل هذا الوضع المزري ، يتبجح احدهم للاخر ويصف وضع الطرف الاخر بانه اسوأ ويضخمون الاحتجاجات الداخلية للبلد المنافس متجاهلين ان جميعهم من قماشة واحدة، واذا ما القينا نظرة ثاقبة على ظروف دولهم فان لا فرق بينهم، فاما انهم متصلون بانابيب النفط ويمتصون كالعلقة اموال الناس ويتضخمون يوما بعد يوم او انهم ومن خلال استرضاء الاجانب يكسبون عددا من الدولارات لينفقونها على بذخهم وترفهم وقواتهم العسكرية والامنية ليحافظوا عليهم ويبقوهم جالسين في كراسيهيم.

لكن ما تناله الشعوب هو هو لم يتغير وان نصيب الشعوب هو "الاذلال" و "الاذلال" لا غير وهذا الاذلال ياتي اما على يد عملاء الاستبداد الداخلي او على يد عملاء الاستعمار الخارجي، لكن يظل الحكام يتبجحون بانهم ان لم يبقوا في مناصبهم فان الوضع في بلدانهم سيضطرب ويتدهور الوضع الامني فيها وما الى ذلك من اقاويل.

لذلك ومن اجل الهروب الى الامام فانهم ينظرون دائما الى احدهم الاخر ومن اجل ان يعززوا معنوياتهم انصارهم واعوانهم يعتبرون ان وضعهم افضل ويضخمون مشكلة الجيران. وغداة اعلان تظاهرات "يوم الغضب" في بلد او عدد من بلدان المنطقة، فان وسائل الاعلام في بلد ما تعطي صورة قاتمة عن وضع البلد المنافس.


وخلاصة القول، ان مثل هذه السلوكيات "المقرفة" تظهر في ظل الواقع الجاري في المنطقة التي تشهد في الوقت الحاضر مخاضا عسيرا للديمقراطية، بان "العين العمياء" للحكام العرب في المنطقة هي اكثر عمى من ان ترى سطوع نور "شمس حقيقة "قوة وسلطة الشعب" ولذلك فان "السقوط" سيكون المصير الحتمي للعميان الذين يسلكون طريقا مليئا بالحفر والهوى العميقة.