رمز الخبر: ۳۰۸۵۹
تأريخ النشر: 15:31 - 21 August 2011
هذه الاعتداءات لاسيما على قوات الحدود المصرية تظهر بان الاسرائيليين قلقون جدا من الناحية الامنية. ففتح معبر رفح وانطلاق اللاجئين الفلسطينيين خلال الشهرين الاخيرين من حدود لبنان وسورية والاردن بعد 63 عاما نحو فلسطين المحتلة ، مؤشر على ان الحدود البرية اصبحت غير آمنة بالكامل بالنسبة للكيان الصهيوني.
عصر ايران – الاعتداءات الاخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية تظهر بان تل ابيب تقيم الظروف بالنسبة لها على انها "غير عادية". فالهجوم الصهيوني على حرس الحدود المصريين في سيناء هو اجراء غير مسبوق على مدى العقود الثلاثة الاخيرة وهو ما يؤكد بان الوضع متازم من حيث التقويم الصهيوني. كما ان توقيت تصعيد هذه الاعتداءات قد اثار هذا التساؤل لدى الاوساط السياسية والاستخباراتية وهو هل ان هذه الاعتداءات هي الاعراض السريرية لحرب كبيرة يريد شنها الكيان الاسرائيلي الذي يمر بازمة.

هذه الاعتداءات لاسيما على قوات الحدود المصرية تظهر بان الاسرائيليين قلقون جدا من الناحية الامنية. ففتح معبر رفح وانطلاق اللاجئين الفلسطينيين خلال الشهرين الاخيرين من حدود لبنان وسورية والاردن بعد 63 عاما نحو فلسطين المحتلة ، مؤشر على ان الحدود البرية اصبحت غير آمنة بالكامل بالنسبة للكيان الصهيوني.

والكيان الصهيوني يواجه ظروفا مختلفة وغير مستقرة تماما في الداخل. فالتظاهرات التي ضمت مئات الالوف في تل ابيب وعشرات الالاف في 16 مدينة اخرى في هذا الكيان اظهرت بان المواطنين الغاصبين الذين شكلوا جزء من الجيش الاسرائيلي قد تحولوا اليوم الى تحد امني وسياسي للجيش الاسرائيلي. ولهذا السبب تخلى الكيان الصهيوني عن مجاملاته مع المتظاهرين ووصفهم بانهم اوباش وعديمي الهوية. فزعماء الكيان الصهيوني يقيمون ظروفهم الداخلية بالخطيرة جدا ويرون بان التحدي اليهودي – الاسرائيلي بامكانه اكثر من اي شئ اخر ان يدفع هذا الكيان الى هاوية الموت.

وبناء على ذلك فان الكيان الصهيوني ومن اجل حرف الانظار في الداخل والخارج الى نقطة اخرى والتغلب على ضعفه اقدم على هجمات سهلة – ضد الناس العزل – لكن هذا يمكن ان يكون مقدمة لسلسلة اجراءات جديدة مضادة للصهاينة من قبل الفلسطينيين، لانه ان كان نظام تل ابيب بحاجة الى شن هجمات للتغلب على ضعفه فان الفلسطينيين بحاجة الى الهجوم لجعل اسرائيل اكثر ضعفا واكمال حلقة انعدام الامن في محيطه.

ومن ناحية اخرى ، فان اسرائيل بحاجة ماسة الى اصطفاف عسكري للتغلب على خوفها الامني وايجاد التماسك بين قطاعاتها المختلفة. ان القاء نظرة على موقف زعماء هذا الكيان في المجال الامني والمناورات الداخلية والاقليمية ومحاولاتها لزيادة نفقاتها العسكرية (من 9 مليارات دولار عام 2010 الى 18 مليار دولار عام 2011) تظهر جيدا ان نتنياهو وباراك يريان بان المخرج من الظروف الداخلية والاقليمية المتازمة يكمن في زيادة التحركات العسكرية والامنية في المساحة الداخلية والاقليمية.

ان اسرائيل الغاصبة تعتبر ان الظروف هي اسوأ من ان يكون بامكانها التغلب على انعدام الثقة الداخلية من خلال اطلاق وعود السلام والاستقرار. ففي فترة كان شعار قادة الكيان الصهيوني هو ان القوات العسكرية تحارب على الحدود من اجل ان يتمكن المزارع اليهودي في حيفا وتل ابيب ونهاريا و... من ممارسة عمله بامان لكنهم ياخذون الان بهذا المزارع الى الملاجئ ويقولون له بان كيان اسرائيل في خطر!

ويمكن القول بان الاعتداءات الاخيرة للكيان الصهيوني على غزة – وعشية اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر المقبل والمقرر ان تناقش موضوع تاسيس الدولة الفلسطينية المستقلة – تعد بمثابة توقيع على النهاية الرسمية لعملية التسوية. وهذا الامر يؤسس لمناخ جديد ويضفي على جبهة المقاومة المزيد من الانسجام والشرعية.

واستنتاجا يجب القول بان ما يجري هذه الايام ضد اهالي غزة وقوات الحدود المصرية في سيناء، لا يمكن اعتباره حدثا عرضيا او مرحليا، وهو على الارجح يشكل بداية لمرحلة جديدة من التوترات التي يريد الصهاينة اثارتها في المحيط الداخلي والاقليمي. وهذا الكيان ومن اجل بقائه يريد التكشير عن انيابه، لكن الان ليس عقد الاربعينيات او الخمسينيات او الستنيات، فالان هناك حزب الله وحماس وسورية وايران والشعب المصري و... الذين يعلمون علم اليقين بان هذه الصرخات هي من اجل التغلب على الخوف ليس الا، وقد آن الاوان لوضع نهاية لهذا الكيان المرتعب.