رمز الخبر: ۳۱۲۳۹
تأريخ النشر: 22:19 - 26 December 2011
وفي اعقاب طرح امكانية حظر شراء النفط من ايران من قبل الدول التي تفرض عقوبات على ايران، فان المسؤولين الايرانيين ذكروا مجددا بقدرات البلاد في اغلاق مضيق هرمز، لذلك فاننا نسلط في هذا التقرير الضوء على قدرات ايران في وضع هذا الشئ موضوع التنفيذ.
عصر ايران – ان صواريخ كروز والصواريخ البالستية وصواريخ جو – سطح تشكل جزء من المنظومة الهجومية للقوات المسلحة الايرانية والتي بوسعها ان تبقي على مضيق هرمز مغلقا متى ما ارادت ايران ذلك. كما ان الزوارق السريعة الايرانية تعد الوسيلة المكملة الاخرى التي تجعل اهم ممر تمر عبره الطاقة في العالم، في حالة ارتباك.

وافاد موقع "مشرق" الالكتروني في تقرير انه مع تحول النفط في العصر الحاضر الى اكثر السلع حيوية بالنسبة لاقتصاد العالم، فان المناطق الغنية بالنفط في العالم اصبحت محط اهتمام القوى الكبرى. واهم مصدر لتوفير الطاقة للعالم، هو منطقة الشرق الاوسط والخليج الفارسي الذي يعد مضيق هرمز ذا الاهمية الكبرى البوابة الوحيدة للدخول اليه والخروج منه.

وفي اعقاب طرح امكانية حظر شراء النفط من ايران من قبل الدول التي تفرض عقوبات على ايران، فان المسؤولين الايرانيين ذكروا مجددا بقدرات البلاد في اغلاق مضيق هرمز، لذلك فاننا نسلط في هذا التقرير الضوء على قدرات ايران في وضع هذا الشئ موضوع التنفيذ.

وحسب الارقام المتوافرة فان نحو 40 بالمائة من نفط العالم ومعظم نفط الدول الثماني المصدرة للنفط والواقعة على شواطئ الخليج الفارسي ، يمر عبر هذا الممر المائي الحيوي. فعلى سبيل المثال يمر اكثر من 88 بالمائة من النفط السعودي و98 بالمائة من النفط العراقي و 99 بالمائة من النفط الاماراتي و 100 بالمائة من نفط الكويت وقطر واجمالا 97 بالمائة من نفط هذه الدول عبر مضيق هرمز. كما ان 50 بالمائة من سائر المبادلات التجارية لهذه الدول تتم عبر مضيق هرمز.

ويرى الخبراء الاقتصاديون انه في حال اغلق مضيق هرمز، فان سوق النفط العالمي سيواجه نقصا بنسبة 16.5 الى 20 مليون برميل ، وعندها سيرتفع سعر البرميل الواحد من النفط بنحو 2.5 امثال اي الى نحو 250 دولارا للبرميل.



كما ان معظم الاعمال اللوجستية العسكرية لهذه الدول يتم توفيرها عن طريق الخليج الفارسي. ورغم ان مياه غرب السعودية وشواطئ اليمن وسلطنة عمان بامكانها ان تكون بديلا لهذا البحر لكن النفقات والقوة اللوجستية البرية ومجمل الوقت اللازم للتامين اللوجستي هذا يجب اخذه بنظر الاعتبار.

ونظرا الى ما ذكر والذي يشكل فقط جانبا من اهم اثار وتداعيات اغلاق مضيق هرمز امام حركة الملاحة البحرية، وفي حال تشخيص وجود خطر امني قادم من السفن ، فان ايران قادرة على عدم السماح لهذه السفن بالمرور عبر مضيق هرمز الذي يعتبر في قسمه الاعظم جزء من المياة الاقليمية الايرانية.

ويبلغ طول مضيق هرمز 110 كلم على الاقل ويتراوح عرضه من نحو 35 كلم في جنوب جزيرة لارك الى اقل من 60 كلم في سائر المناطق. كما ان عرض المياه الواقعة قبل وبعد هذا المضيق يبلغ اقل من 100 كلم في الحد الفاصل بين جنوب غرب جزيرة قشم حتى شواطئ غرب كنكان.

ويتراوح عمق مياه هذا المضيق في مناطقه المختلفة من 35 الى اقل من 100 متر، لذلك فان السفن التي تمر فيه لاسيما ناقلات النفط العملاقة وحاملات الطائرات والغواصات الكبيرة تواجه قيودا كبيرة خلال مرورها عبر هذا المضيق.

الزوارق السريعة



ان استخدام ايران للزوارق السريعة لممارسة الضغط على العدو، يعود الى فترة الحرب المفروضة. ولكن اجمالا يمكن القول بان الزوارق السريعة الايرانية اصبحت اليوم اكثر سرعة وتجهيزا من نظيراتها السابقة التي كانت تستخدم في فترة الحرب المفروضة وهي قادرة على الدخول في مواجهة مع القطع البحرية الحربية المتطورة للعدو ناهيك على مواجهة سفن النقل.

وهذه الزوارق مزودة بالرادارات البحرية والمنظومات الالكترونية المتطورة للاتصالات وصواريخ كروز قصيرة المدى بمدى يبلغ 25 كلم ومتوسطة المدى مضادة للسفن وطوربيدات من العيار المتوسط والكبير والالغام البحرية فضلا عن اسلحتها التقليدية اي الرشاشات شبه الثقيلة وقاذفات صواريخ تحمل على الكتف سطح – جو. وبذلك فهي قادرة على اغلاق هذا المضيق على الامدين القصير والطويل من جهة ومواجهة الاسطول البحري للعدو الذي سيسعى لفتح هذا الطريق.

وهذه الزوارق التي تتمتع بسرعة فائقة قادرة على المناورة وتنفيذ عمليات ليلية بمدد التجهيزات التي تملكها وفي ظروف مناخية قاسية، وقد اظهرت هذه القدرات خلال المناورات الصغيرة والكبيرة التي جرت خلال الاعوام الاخيرة. وفضلا عن تجهيز القوات المسلحة الايرانية باسرع الزوارق السريعة في العالم، فانه تم تطوير وتحسين الزوارق بلاراكب من اجل تنفيذ المهام اللازمة.

الغواصات


مع تجهيز سلاح البحر الايراني بالغواصات، فان هذا السلاح تحول الى قدرة تفوق نظيراته في بلدان المنطقة. ان القطع تحت السطح الايرانية قادرة على استخدام الطوربيدات والالغام والصواريخ وبامكانها ان تبقى لايام واسابيع تحت الماء وجاهزة لتنفيذ المهام الموكلة اليها.

وماعدا الغواصة الروسية من طراز "كيلو" فان بقية الطرازات مثل "نهنك" و "غدير" و "فاتح" صممت وفقا للظروف البحرية المحيطة بايران لاسيما الخليج الفارسي وتمتلك قدرات خاصة بما فيها قابلية الاستقرار في قعر البحر والاختفاء عن المنظومات الرادارية المعادية.

وهذه الغواصات التي يقدر عددها باكثر من 20 قادرة على اغلاق مضيق هرمز فضلا عن مواجهة الاسطول السطحي وتحت السطحي للعدو. ان غواصة كيلو قادرة على حمل 24 لغاما او 18 طوربيدا كبيرا فيما تتمكن غواصة فاتح من حمل 12 طوربيدا او 8 الغام. كما ان وسائل الاعلام العالمية تحدثت عن تجهيز غواصة كيلو بطوربيد "حوت" الصاروخي (الذي تبلغ سرعته اربعة امثال الطوربيدات العادية) لكن المسؤولين الايرانيين لم ينفوا او يؤكدوا هذه المعلومات.

ويملك سلاح البحر الايراني ايضا قطع تحت السطح صغيرة ذات راكب واحد او عدة ركاب معروفة ب الغواصات الرطبة التي تستخدم لتنفيذ عمليات القوات الخاصة وزرع الالغام وحتى اطلاق الطوربيدات. وهذه القطع يمكن استخدامها في عمليات اغلاق مضيق هرمز والقادرة على الاضطلاع بمهامها في المياه قليلة العرض والمياه الضحلة.

البوارج الحربية


والبوارج الحربية الايرانية هي من الطرازات المختلفة للفرقاطات (القطعة البحرية السريعة القاذفة للصواريخ) وبارجة ومدمرة (بارجة حراسة). وهذه القطع البحرية قادرة على اطلاق اربعة صواريخ بعيدة المدى مضادة للسفن يبلغ مداها 120 الى 170 كلم وصاروخ "قادر" البالغ مداه اكثر من 200 كلم. والمدفعية من عيار 114 و 76 ملم المركبة على هذه البوارج تتمتع بمدى وقوة كافية لتهديد السفن المختلفة. ان قابليتها المضادة للغواصات لايجاد عامل ضغط والتعاون مع سائر القوات، فاعلة في تنفيذ اغلاق مضيق هرمز.

الفرقاطات القاذفة للصواريخ التابعة للحرس الثوري



صواريخ كروز المضادة للسفن



ويمكن تقسيم القوة الصاروخية الايرانية الى قسمين: صواريخ سطح – سطح كروز المضادة للسفن التي يتم اطلاقها من الشاطئ والصواريخ البالستية.

وهذه القاذفات تعمل بشكل تلقائي اي عندما يتم تركيبها بالقرب من الشاطئ فان بامكانها القيام بمهام الكشف والرصد والتحديد ومهاجمة الهدف البحري من دون الحاجة الى منظومات فرعية او التبعية للوحدات الجوية والبحرية.

المنصات المكتفية ذاتيا لاطلاق صواريخ كروز




وهذه المنظومات قادرة على الاستقرار والاختفاء في عمق 70 الى 150 كلم داخل الاراضي الايرانية وحتى من محافظة كرمان (جنوب شرق) لتغطية القسم الرئيسي من مضيق هرمز (وطبعا يجب في هذه الحالة نقل الحيثيات الاولية للهدف والاوامر المعدلة الى الصاروخ من اجل اصابة الهدف). وهذه الصواريخ وضعت بتصرف القوات المسلحة الايرانية باعداد كبيرة.

الصواريخ البالستية



وقد قدمت ايران لحد الان ثلاثة صواريخ بالستية مضادة للسفن وهي حسب الترتيب الزمني صاروخ "الخليج الفارسي" و صاروخ "تندر" و صاروخ "سجيل". ويبلغ مدى صاروخ الخليج الفارسي 300 كلم ويستخدم الوقود الصلب ومنظومات التصويب والتوجيه المتطورة ليكون جاهزا خلال دقائق للاطلاق واصابة سفن العدو من الاعلى.

منصة اطلاق صواريخ الخليج الفارسي الثلاثية



وحسب "مشرق" فان الخبراء يقدرون مدى صاروخ "تندر" بين 150 الى 250 كلم ويستخدم كصاروخ قصير المدى (من الطراز البالستي) بجانب صاروخ الخليج الفارسي وبصورة مركبة. ويجب ان تكون منظومة التصويب والتوجيه فيه من النوع الراداري. ان عمليات التركيب بين هذين الصاروخين تزيد من امكانية الاصابة بالهدف بشكل كبير.

صاروخ "تندر" المضاد للسفن

لكن ربما اكثر الاسلحة الايرانية فاعلية ضد السفن هو صاروخ "سجيل". وكان التصور السائد هو ان هذا الصاروخ هو صاروخ ارض – ارض لكن وحسب اعلان القوات المسلحة الايرانية فان هذا الصاروخ ممكن استخدامه لتدمير الاهداف البحرية. ويملك دقة بالغة في اصابة الهدف. وهذا الصاروخ قادر على الوصول الى مدى 2000 كلم في ظل سرعة تبلغ 8 الى 12 ماخ (اكثر من 2700 الى اقل من 4100 متر على الثانية).

وبمدد هذا الصاروخ يمكن تغطية حتى شواطئ شمال البلاد والى ابعد نقطة في الشمال الغربي من البلاد وحتى الى ما بعد مضيق هرمز.

المقاتلات القاذفات للقنابل


ان الطائرات الحربية للقوات المسلحة الايرانية قادرة على التزود بعدة انواع من الصوارخ جو – ارض لاستخدامها ضد الاهداف البحرية. وهذه الصواريخ تشمل صوارخ جو – ارض توجه بالبصر والليزر والرادار.

وصاروخا "نور" و "قادر" يمكن اطلاقهما من الجو ويعتبران بجانب صواريخ "سي -801 كي" و "سي -802" السلاح الرئيسي المضاد للسفن والذي يطلق من الجو. ومن الناحية الفنية هناك امكانية استخدام صاروخي "كوثر" و "نصر". والطائرات القاذفة لسلاح الجو الايراني قادرة على حمل حتى 5 انواع من هذه الصواريخ .

وتعتبر قنابل "قاصد – 1 و 2" البصرية البالغ مداها 30 الى 50 كلم وفي المستقبل القريب "قاصد -3" البالغ مداها اكثر من 100 كلم، اسلحة بعيدة المدى وقوية لتدمير الاهداف البحرية.

وصواريخ "كي – اتش- 25 و 29" الروسية التي يتم توجيها بالبصر والليزر يمكن استخدامها في طائرات "سوخو – 24" و "سوخو -25" و "ميغ – 29" ( في حال تحسينها) ويبلغ مداها 10 الى 30 كلم وقوة تدمير متوسطة.

كما ان صواريخ "كي – اتش – 58" السريعة والمضادة للرادار والبعيدة المدى التي يتم تركيبها على طائرات "سوخو-24" يمكن استخدامها لمهاجمة بوارج العدو في اطار عمليات اغلاق مضيق هرمز.

الطائرات العمودية



ويتم استخدام عدة طائرات عمودية في المهام العسكرية والبحرية في ايران، لكن نظرا الى نوع التهديدات فان الطائرات العمودية "شاهد – 285" التي يمكن تجهيزها بصواريخ كروز "كوثر" المضادة للسفن والطائرات العمودية "ميل -171" القادرة على اطلاق الصواريخ بعيدة المدى "نور" وربما "قادر"، يمكن ان تنطلق من مناطق مختلفة وتشكل تهديدا للاسطول التجاري والعسكري للعدو.

الطائرة العمودية "شاهد-285" مع صاروخ مضاد للقطع البحرية

كما ان الطائرات العمودية "كوبرى" نفذت مهامها في المناورات السابقة في مجال البحر. وبعض هذه الطائرات جهزت خلال الحرب المفروضة بصواريخ "ماوريك" ويمكن الان تجهيزها ببعض الصواريخ المضادة للسفن في حال تحسينها.

الزوارق الطائرة



وتم لحد الان تدشين نموذج واحد من الزوارق الطائرة في البلاد. وهذه الادوات التي تعتبر الجيل الجديد للطائرات التي تهبط في المياه، ويمكن تجهيزها بالصواريخ المضادة للسفن.

الطائرات بلاطيار

ان الطائرات بدون طيار التي احتلت اليوم موقعا جيدا في الجيوش المتقدمة في العالم، استخدمت في ايران بداية لانجاز المهام المضادة للسفن. ان طائرة "كرار" جت القاذفة قادرة على حمل اربعة صواريخ "كوثر".

ويبلغ مدى هذه الطائرة نحو 1000 كلم وبامكانها بدء مهمتها من اي نقطة من خلال استخدام منصة اطلاق صاروخية ومن ثم اطلاق صواريخها بعد وصولها الى المدى المناسب. وبامكان طائرات "كرار" اطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مجموعة من بوارج العدو وبالتالي التغلب على القوة الدفاعية لهذه البوارج.

المدفعية والمنظومة الصاروخية


وتحدث القادة العسكريون الايرانيون لمراة عديدة عن زيادة مدى المدافع ذات العيار الثقيل واشاروا احيانا الى استخدام القذائف الموجهة خاصة ضد الاهداف البحرية. ونظرا الى الاعلان عن وجود قذائف كراسنوبل، فان هذه القذائف قد تكون احد انواع العتاد الذكي المشار اليه. وحسب اعلان القادة العسكريين فان القوات المسلحة الايرانية تملك حاليا قذائف ذكية يمكن من خلالها اصابة حتى العربات المتحركة.

وطبيعي ان عتادا كهذا يمكن استخدامه ايضا لاصابة الاهداف البحرية. ويصل مدى المدافع الايرانية في الوقت الحاضر الى اكثر من 40 كلم . كما جرى الحديث عن الاستخدام الناجح لمطلقات صواريخ "فجر – و 5" ضد الاهداف البحرية خلال المناورات السابقة.

ان جميع المياه المحيطة بالبلاد في السطح وتحت السطح، تخضع على الدوام لمراقبة منظومات الرصد والمراقبة بما فيها طائرات الدورية البحرية والطائرات بلا طيار ومنظومات المراقبة تحت الماء ويتم تصنيف الاهداف المتحركة وتسجيل مسار تحركتها وحتى اتصالاتها ويتم دراستها من قبل منظومة الرصد الدائم للاهداف البحرية.

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية حريصة اشد الحرص على حماية الاستقرار في المنطقة والعالم، وانها سترد بالمثل فقط اذا ما تعرضت مصالحها القومية للخطر. وفي المجال العسكري فان تاكيد قائد الثورة الاسلامية هو عدم البدء في الاشتباك العسكري لكن الرد سيكون مدمرا وقاصما ان ارتكب العدو حماقات.