رمز الخبر: ۳۹۳۹
تأريخ النشر: 12:28 - 30 April 2008
يوسف علي الصديق
عصر ايران – يوسف علي الصديق : التصريحات التي ادلى بها السيد سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني بشان استعدادات طهران لتقديم رزمة مقترحات تتعلق بالبرنامج النووي السلمي حظيت باهتمام الاوساط السياسية والاعلامية العالمية.

اللافت في هذه التصريحات هو تسمية المقترحات الايرانية بانها "رزمة سلام" تسعى الى ايجاد تصور عالمي في الامن والاقتصاد ومكافحة الفقر والتعايش الانساني السلمي بين بني البشر كافة.

ويمكن استشفاف ما قد تنطوي عليه هذه الرزمة من خلال تاكيد السيد سعيد جليلي على ضرورة ان يكون عالمنا المعاصر عالم تفاهم واخاء ومحبة ، عالم متعدد الاقطاب لا ينفرد فيه احد كائنا من كان بالقرارات الدولية او بتحديد مصائر الامم والشعوب ، عالم يعطي فرصا متكافئة للجميع من اجل المساهمة والابداع لصالح الحضارة الانسانية برمتها ، عالم مجرد من اسلحة الدمار الشامل والترسانات النووية الهدامة.

وكما هو واضح وحتمي فان رزمة المقترحات ستؤكد على حق الجمهورية الاسلامية الايرانية في تخصيب اليورانيوم على اراضيها وليس في اي مكان اخر، واستنادا الى ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة حظر الانتشار النووي (NPT ) الشئ الذي يضمن لطهران حقوق امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية والتنموية بل ويفرض على الوكالة تقديم كل المساهمات الكفيلة بوصول الايرانيين الى اسباب ذلك.

وانطلاقا مما سبق، يفترض بالجهات المعنية ولاسيما مجموعة دول 5+1 التي ستعقد اجتماعها يوم الجمعة في العاصمة البريطانية لندن ان تعي رسالة الجمهورية الاسلامية الايرانية من وراء الاعلان عن "رزمة السلام" قريبا ، وان تدرك جيدا بان الاستمرار في التعنت والتسويف بهدف غمط الحقوق الايرانية هو امر يرفضه المنطق والعقل والانصاف.

مطلوب من مجموعة 1+5 الكف عن المغالطات او اتخاذ المواقف الخاطئة والعودة الى جادة الصواب عبر ارجاع الملف النووي الايراني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها الجهة المختصة والمعنية بدراسة هذه القضايا ومتابعتها.

ومطلوب ايضا من مجلس الامن الدولي التفرغ لمهامه الحقيقية وعدم اقحام نفسه في قضايا بعيدة كل البعد عن اختصاصاته.

فالعالم تتقاذفه اليوم سياسات ومواقف وممارسات استكبارية هوجاء وضعت مصداقية هذا المجلس في دائرة الاستفهام والريبة واحيانا قذفت به الى منزلقات خطيرة لا ناقة له فيها ولا جمل.

ولاشك بان ايران وهي تطبق توجيهات قائد الثورة الاسلامية المفدى سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) بجعل هذا العام عاما للابداع والازدهار يحدوها امل كبير في ان تكون "رزمة السلام" المرتقبة تنفيذا عمليا لدعوة ولي امر المسلمين (حفظه الله) على مستوى العالم من اجل ان يعلم القاصي والداني باننا رسل محبة وصداقة وخير للبشرية جمعاء وباننا نرفض الاستكبار ونكافحه.