رمز الخبر: ۴۴۶۰
تأريخ النشر: 11:28 - 28 May 2008
وهذا الخبر نقل بعد لحظات الى وزارة الخارجية الايرانية التي كانت في حالة استنفار وهنا بدأت الدبلوماسية الايرانية مرحلة جديدة من تحركها السياسي وتمت عشرات الاتصالات السرية والعلنية واستخدمت الادوات الدبلوماسية الايرانية – التي لم يحن الوقت بعد للكشف عنها –.
عصر ايران – ضياء الدين احتشام : ان لبنان يعتبر "ورقة الشرق الاوسط الرابحة" وهذا تعرفه ليس جميع دول المنطقة فحسب بل شعوب ماوراء المحيطات ايضا وانه لهذا السبب وطوال التاريخ المعاصر ، فان الاوروبيين – لاسيما الفرنسيون – كانوا يطمعون ب "عروس الشرق الاوسط" اضافة الى ان الامريكيين انفقوا الكثير في لبنان ليكسبوا موطئ قدم لهم في المنطقة.

وكانت الازمة السياسة التي استمرت 18 شهرا في لبنان قد تحولت الى عقدة لا يمكن حلها ، وفي الحقيقة فان جميع الاطراف المعنية في لبنان سواء الامريكيون والاسرائيليون والاوروبيون والدول العربيه وايران والمجموعات اللبنانية كانت قد وصلت الى خطوطها الحمر في قضية تعيين الحكومة الجديدة ولم يكن اي منها مستعدا للتراجع والانسحاب، حتى فؤاد السنيورة الذي كان قد انهك من الناحية الشخصية وكان مستعدا للتخلي عن منصبه ، فانه احتفظ بكرسيه ك "متراس" لاسباب سياسية وضغوط اجنبيه الى ان ارتكب الخطأ الاستراتيجي لحكومة السنيورة من خلال قراريها بازالة شبكة اتصالات حزب الله وتغيير قائد امن مطار بيروت لكن حزب الله غير مجرى الاحداث وبذلك فان البلد الذي ارجئ فيه اجتماع مجلس النواب ل 19 مرة لانتخاب رئيس للجمهورية اصبح يملك من خلال مؤتمر الدوحة رئيسا جديدا للجمهورية وشطب من خلاله اهم عنصر للتيار المعادي لايران في لبنان اي السنيورة حتى وان عاد فان الظروف السياسية لن تمسح باي يحتفظ بالسلطة السابقة نفسها، وانتخب ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية الذي استقبل قبل اي من الضيوف الاجانب الاخرين، وزير الخارجية الايراني كاول ضيف اجنبي وكان هذا الاستقبال يحمل في حد ذاته رسالة معمقة.

لكن ماذا جرى في مؤتمر الدوحة بحيث تحققت هذه النتيجة المرجوة لايران والمقاومة واضافة الى تغيير رئيس الوزراء وحصول حزب الله على 11 وزيرا وامتيازات اخرى وخلال فترة زمنية اقل من اسبوع اقترحت تل ابيب اجراء محادثات مع حزب الله لاطلاق سراح الاسرى اللبنانيين.

بلا شك ان هذه الامتيازات الواسعة لم تمنح لحزب الله اعتباطا. ويجب البحث عن الاجابة على هذا السؤال في الدبلوماسية النشطة لاقرب بلد الى حزب الله ، اي في ايران.

فمؤتمر الدوحة كان قد وصل الى طريق مسدود في جولته الاولى وقبل دقائق من الساعة الثالثة فجرا هدد المسؤولون القطريون الذين استضافوا المؤتمر بانهم سيعلون رسميا فشل المحادثات.

وهذا الخبر نقل بعد لحظات الى وزارة الخارجية الايرانية التي كانت في حالة استنفار وهنا بدأت الدبلوماسية الايرانية مرحلة جديدة من تحركها السياسي وتمت عشرات الاتصالات السرية والعلنية واستخدمت الادوات الدبلوماسية الايرانية – التي لم يحن الوقت بعد للكشف عنها – بسرعة وبالتالي فان الاجتماع الفاشل الذي كان يحضره المناهضون لايران تحول الى انتصار استراتيجي كبير لايران وان الجبهة المقابلة لايران وقعت بمرارة على اتفاقية هزيمتها.

وفي اليوم التالي اعترف سعد الحريري : لقد خسرنا في الدوحة لكن لم يكن خيار اخر سوى القبول بالحقائق.

والسعوديون الذين اتخذ وزير خارجيتهم سعود الفيصل اخيرا اكثر المواقف تشددا ضد ايران قد عادوا من الدوحة الى الرياض وهم خاليو الوفاض.

وبلا شك فان مكاسب مؤتمر الدوحة ستكون مؤثرة بالنسبة لايران في المراحل اللاحقة لعلاقاتها مع دول المنطقة والتعاطي بين ايران واميركا والتهديدات المعادية لايران وستزيد من قوة التحرك الايراني.

ومن هذا المنطلق فانه يجب الاقرار بان الدبلوماسية الايرانية كان لها في الملف اللبناني نشاطا فاعلا وفي اطار المصالح الوطنية والمؤمل ان تسمح ظروف المنطقة باعطاء تقرير مسهب وشفاف في مستقبل ليس ببعيد عن الاجراءات الدبلوماسية الايرانية التي تمت وراء الكواليس وحققت هذا "النصر الناعم" للبلاد.