ومن حسن الحظ فان الشارع الاسلامي العربي وحتى الراي العام العالمي، يعرف تماما من هو المعني برسالات طهران التحذيرية ويفهم بانها تلك الاطراف البعيدة عن جغرافيا هذه المنطقة.
عصر ايران، حميد حلمي زادة – استغل بعض المتصيدين في المياه العكرة التصريحات التي ادلى بها اللواء محمد علي جعفري القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية في مؤتمره الصحفي بمناسبة ذكرى ميلاد الامام الحسين (عليه السلام) قبل عدة ايام، واعتبروها موجهة لبلدان معينة في منطقة الخليج الفارسي وبالتحديد الى المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الشقيقتين.
نقول هذا ردا على ما اوردته كل من صحيفة "الوطن" السعودية وصحيفة "الوطن" الكويتية الى جانب بعض التسريبات البرلمانية في كلا البلدين من ان تصريحات اللواء جعفري بشان الانجاز الصاروخي الايراني الجديد وجهوزية قواتنا الكاملة وقدرتها على اغلاق مضيق هرمز بكل بساطة ، كانت تقصد تهديد السعودية والكويت بالتحديد.
ويبدو ان الجهات التي روجت لمثل هذا الادعاء هي اما غافلة او متغافلة حيال ما يجري من سجالات وتحذيرات متبادلة بين الاطراف الغربية من جهة والجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة اخرى.
فالذي يمتلك الف باء القرارة السياسية لاحداث والتطورات الجارية في المنطقة لا يراوده ادنى شك في ان ما صدر عن اللواء جعفري جاء في معرض اجاباته على اسئلة الصحافة الداخلية والاجنبية ردا على الحرب النفسية والدعاية الاعلامية التي تستخدمها الولايات المتحدة الاميركية وسلطات الاحتلال الصهيوني بوتيرة متصاعدة ابتغاء تخويف ايران واخضاعها عبر الترغيب والترهيب للابتزاز السياسي الغربي لكي تتراجع عن برنامجها النووي السلمي ، بل وعن كل مواقفها النضالية والاستقلالية سواء على مستوى انجازاتها ومكاسبها التنموية والصناعية والعلمية او في دفاعها عن قضايا الامة الاسلامية والعربية وحمايتها للامن الاقليمي .
ومن حسن الحظ فان الشارع الاسلامي العربي وحتى الراي العام العالمي، يعرف تماما من هو المعني برسالات طهران التحذيرية ويفهم بانها تلك الاطراف البعيدة عن جغرافيا هذه المنطقة، والتي تستهدف الاستيلاء على بلداننا وتسرق خيراتنا وتعمل ليلا نهارا حتى تكون اسرائيل الغاصبة صاحبة اليد الطولى في المنطقة وحامية للمصالح الاستغلالية الغربية والصهيونية في الشرق الاوسط.
وللاسف الشديد ونقولها بمرارة ان ثمة فئات مشبوهة في السعودية وفي الكويت آلت على انفسها ان تقدم خدمة مجانية لقوى الاستكبار العالمي بتحريف المواقف الايرانية الواضحة من اجل خلق مناخ مشحون ومتوتر في المنطقة دون اي مبررات او مسوغات اللهم الا اذا كان الهدف من وراء ذلك افزاع شعوبها واغراقهم في لجج من الخوف والقلق بشكل مستمر.
مرة اخرى نؤكد على ان اهل هذه المنطقة هم بحمد الله اكثر وعيا ويقظة لما يدور بين ظهرانيهم من تحركات استكبارية معادية وهم اكثر انتباها لما يشاع من اباطيل وافتراءات ضد ايران وهو البلد الذي يفخر بان التاريخ لم يذكر عنه انه اعتدى على اي من جيرانه.