رمز الخبر: ۱۴۹۴۴
تأريخ النشر: 10:20 - 22 August 2009
عصرایران ـ "القدس العربي" ـ ما زالت تداعيات قضية النشر في صحيفة سويدية عن تجارة الأعضاء من قبل الإسرائيليين تلقي بظلالها على العلاقات بين ستوكهولم وتل أبيب، وبحسب التصريحات الإسرائيلية فإنّ الأزمة بين الدولتين باتت قريبة للغاية.

وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة السويدية، الجمعة، أن السفيرة السويدية في إسرائيل قد تصرفت من تلقاء نفسها باسم السويد، وذلك في أعقاب قيام الأخيرة باستنكار ما تضمنه تقرير نشر في إحدى الصحف السويدية جاء فيها أن جنود الاحتلال يقتلون فلسطينيين من أجل الاتجار بأعضائهم.

ووفق موقع صحيفة "هآرتس" على الانترنت، نقل عن مصدر في الخارجية السويدية قوله إنّ سفارتها في تل أبيب قد تصرفت بما يتناسب مع الرأي العام الإسرائيلي، في حين أن السويد ملتزمة بحرية الصحافة.

وكان تقرير نشر في صحيفة "أفتون بلادت" واسعة الانتشار في السويد قد أثار ردود فعل إسرائيلية غاضبة، لكونه يتهم إسرائيل بالاتجار بأعضاء فلسطينيين، وذلك على خلفية تورط إسرائيلي في قضية الاتجار بالأعضاء التي كشفت مؤخرا في الولايات المتحدة.

في نفس السياق، رفضت صحيفة "أفتون بلادت" السويدية الهجوم الإسرائيلي عليها بعد نشرها تحقيقا يتهم جنودا إسرائيليين ببيع أعضاء بشرية لمعتقلين فلسطينيين مطلع التسعينيات، وقالت الصحيفة إن إسرائيل تتجاهل القضية الأساسية عندما اعتبرت أن المقال يحتوي على افتراءات معادية للسامية وجنحت إلى الحديث عن اتهام الأوروبيين لليهود في العصور الوسطى باستخدام دماء أطفال رضع مسيحيين في طقوس خاصة بهم.

ورد رئيس تحرير صحيفة "أفتون بلادت" بقوة على كل من إسرائيل والسفيرة السويدية لديها بسبب انتقاداتهما لتغطية الصحيفة للقضية. وكررت الصحيفة اتهامات فلسطينية تعود إلى أوائل التسعينيات بأن جنودا إسرائيليين أخذوا أعضاء بشرية من فلسطينيين قضوا أثناء اعتقالهم.
وكان التقرير قد أشار إلى قضية ولاية نيوجرسي الأمريكية حيث وُجه اتهام إلى يهودي أمريكي بالاتجار بالكلى البشرية، وهو ما رفضه المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيغال بالمور متهما الصحيفة بتشجيع جرائم الكراهية.

واتهم رئيس تحرير الصحيفة السفيرة السويدية بشن اعتداء صارخ على حرية التعبير رافضا اتهام صحيفته بمعاداة السامية. وعلم أن السفير الإسرائيلي في السويد ينوي طرح القضية أمام خارجية السويد.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية باللغة العبرية إنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، سيطرح قريباً الموضوع مع نظيره السويدي، وأنّه هاجم الخارجية السويدية بشدة بسبب موقفها مما نشر في التقرير، وادعى ليبرمان أن عدم تدخل السويد عندما يكون الحديث عن فرية دم ضد اليهود يذكر بموقف السويد خلال الحرب العالمية الثانية حيث لم تتدخل، على حد تعبيره.

وبحسب وزير الخارجية الإسرائيلية فإن ما نشر هو استمرار طبيعي لـبروتوكولات حكماء صهيون. بالإضافة إلى ذلك، قالت الإذاعة إنّ وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، طلب من المستشار القضائي لوزارة الأمن فحص إمكانية تقديم شكوى تشهير ضد كاتب التقرير. كما وجه رسالة إلى الخارجية السويدية يطالب فيها بأن تتنصل السويد مما أسماه النشر الكاذب الذي يتهم جنود الاحتلال بسرقة الأعضاء البشرية من أجساد الفلسطينيين.

علاوة على ذلك، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر رفيع المستوى في الخارجية قوله إنّ الوزير ليبرمان سيطلب من مكتب الصحافة الحكومي في الدولة العبرية سحب بطاقة الصحافة من الصحافي السويدي الذي أعد ونشر التقرير في الصحيفة.