رمز الخبر: ۲۴۷۷۵
تأريخ النشر: 09:27 - 08 August 2010
عصرایران - وکالات - أثار مدير مكتب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والمقرب منه اسفنديار رحيم مشائي مجدداً استياء المحافظين الذين انتقدوا بشدة تصريحات أخيرة له في شأن الدين اعتبروها "وثنية".

وقال مشائي الثلاثاء الماضي في مؤتمر للايرانيين في المهجر "هناك تفسيرات عدة للاسلام (حول العالم) لكن فهمنا لحقيقة ايران والاسلام ينبع من المدرسة الايرانية, من الآن وصاعداً علينا أن نقدم المدرسة الايرانية للعالم".

وأثارت هذه العبارة انتقادات شرسة من المحافظين في معسكره نفسه, حيث قال آية الله احمد خاتمي في خطبة الجمعة بطهران, اول من امس, ان "وضع مدرسة ايران في مواجهة مدرسة الاسلام مرادف للقومية الوثنية التي لم يقبل بها الشعب الايراني قط".

وتضافر رجال الدين المحافظون خلف موقف خاتمي, حيث وجه آية الله محمد يزدي, الشخصية النافذة في النظام, انتقادات لاذعة الى مشائي الذي أدلى "مرة أخرى بتصريحات مغلوطة وغير مناسبة", وقال "عليه تجنب الحديث عن الاسلام وعن ايران", معتبراً انه من "المؤسف" ان يكرر مشائي مواقف "الملكيين والجماعات القومية".

كذلك, طالب عدد من النواب المحافظين أحمدي نجاد بتوضيح موقفه من تصريحات مدير مكتبه, حيث قال النائب المحافظ أحمد توكلي, الذي غالباً ما ينتقد الحكومة, "إنها خيانة للاسلام ولايران, على الرئيس توضيح موقفه من هذا الشخص الذي يستخدم منابر رسمية لإطلاق مواقف منافية للدستور والاسلام وايران".

في المقابل, رفض مشائي هذه الانتقادات, مؤكداً أن "الفكر الايراني والمدرسة الايرانية هما الاسلام الحقيقي", مستنداً الى اقوال للامام الخميني, مؤسس الجمهورية الاسلامية.

وصباح امس, دافع احمدي نجاد بشكل غير مباشر عن مدير مكتبه, مشيراً في كلمة ألقاها الى أن إيران "هي منهج ومدرسة فكر فلسفي وديني قبل أن تكون بلداً وأمة".

وكان مشائي اضطر إلى التخلي عن منصب النائب الاول للرئيس في يونيو 2009 بعد انتقادات حادة وجهت إليه من المحافظين بسبب ادلائه تصريحاً قال فيه ان ايران هي "صديقة الشعب الاسرائيلي", غير ان المسؤول المثير للجدل, الذي قدم له احمدي نجاد يومها دعماً تاماً في تلك الازمة, رفض تلك الانتقادات مؤكداً انه ملتزم موقف ايران الرسمي الذي لا يعترف بوجود اسرائيل.

وتزايدت في الاسابيع الاخيرة الانتقادات الصادرة عن المحافظين ضد حكومة احمدي نجاد, وذلك بعد مواجهات عدة دارت بين الاخيرة والبرلمان بشأن عدد من الملفات الخلافية, سيما تلك المتعلقة بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

وشن عدد من المسؤولين هجوماً مباشراً على الرئيس بسبب مواقفه التي اعتبروها شديدة الليبرالية, سيما في ما يتعلق بقضايا مجتمعية وأبرزها طريقة ارتداء الحجاب.

وأكد بعض المحافظين, وبينهم كاتب الافتتاحية في صحيفة "رسالات", أن احمدي نجاد وانصاره اوجدوا "حركة محافظة بلا رجال دين", ورأوا في هذا انحرافاً خطيراً.