رمز الخبر: ۲۶۴۱۲
تأريخ النشر: 12:28 - 14 October 2010
وقد اتخذت ايران اخيرا خطوات مهمة لدعم لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني. وربما اهم هذه الخطوات هي استعداد ايران لتسليح الجيش اللبناني. كما قدمت ايران مبلغ 450 مليون دولار للاستثمار في قطاع الكهرباء والماء في لبنان وقد وضع هذا المبلغ بتصرف الحكومة اللبنانية.
عصر ايران – رضا غبیشاوی

بدأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يوم الاربعاء 13 تشرين الاول/اكتوبر، زيارة للبنان تستمر يومين. وكانت هناك ردود افعال وقضايا جانبية تجاه هذه الزيارة نورد فيما يلي عدة نقاط:

1- ان ايران ولبنان، ليسا بلدين جارين لكن كان هناك على الدوام تقارب وارتباط معنوي بين البلدين بسبب وجود الشيعة في جنوب لبنان. واذا ما درسنا ظروف ووضع الشيعة في لبنان خلال فترة الخمسين عاما الاخيرة، سنرى بانهم تحولوا من اناس لم يكن لهم اثر او سلطة او دور يذكر من الناحية الاجتماعية، الى اناس يتمتعون الان بالقوة ويضطلعون بدور مؤثر.

2- ان لبنان، بلد مثير للاهتمام. وهو البلد الاسلامي الوحيد الذي يراسه رئيس جمهورية مسيحي. ويعيش فيه اناس من اديان ومذاهب مختلفة جنبا الى جنب. البلد الذي تعتبر عاصمته رمزا لاساليب مختلفة من الحياة. ان التباين من جنوبة الى شماله هو كالتباين والمسافة من الشرق الاوسط الى اوروبا.

3- وهذه اول زيارة لاحمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، الى لبنان. لبنان الذي تبرز فيه واكثر من اي وقت مضى التباينات بين مختلف مجموعاته.

ولم تكن الساحة الداخلية في لبنان، تشهد كل هذه الاصطفافات والمواجهات الصريحة والواسعة للقطاعات المختلفة منه، لكن الوضع حاليا يختلف عما كان عليه سابقا.

ومنذ ذلك الحين ولحد الان شهد لبنان تطورات هائلة. فقد اغتيل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق واحد اهم اسباب ايجاد التوازن بين مختلفة القوى اللبنانية، في حادث غامض.

وفي البداية وجه جزء من القوى السياسية اللبنانية المعروفة بتيار 14 اذار اصابع الاتهام نحو سورية. وانسحب الجيش السوري من لبنان. واستحدثت المحكمة الدولية لتحديد ومحاكمة قتلة الحريري.

وهاجمت اسرائيل لبنان. واندلعت اشتباكات مسلحة بين حزب الله وتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري. واصبحت الغالبية في البرلمان والحكومة بتصرف فريق 14 اذار. وشهدت العلاقات بين سورية والسعودية توترا، لكنهما اجتازا اخيرا هذه المرحلة وسافر الزعيمان السوري والسعودي وفي اجراء غير مسبوق، معا الى بيروت.

وتصطف المجموعات السياسية اللبنانية، الان ضمن فريقين. ففريق 14 اذار يتشكل من حزب المستقبل بزعامية سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني وباقي الاحزاب والقوى السياسية المحسوبة على السعودية وفرنسا واميركا وفي المقابل هناك تيار 8 اذار، ومحوره حزب الله وحركة امل وباقي القوى الداعمة لايران وسورية.

4- وقضية الساعة حاليا في لبنان، هي شهود الزور في المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال رفيق الحريري.

وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد اعلن في وقت سابق بان المحكمة الدولية التي برأت ساحة سورية ، ستصدر قرارا ضنيا تتهم فيه عناصر غير منضبطة من حزب الله باغتيال رفيق الحريري. كما اكد نصر الله بان حزب الله لن يسلم اطلاقا اي متهم الى المحكمة الدولية.

ويرى حزب الله بان المحكمة الدولية واستنادا الى افادات شهود الزور، تتهم عناصر من حزب الله، لذلك فانه يدعو الى محاكمة شهود الزور هؤلاء والجهات المرتبطة بهم. وفيما يطالب حزب الله وحركة امل بوقف نشاطات او تغيير الحكم المحتمل للمحكمة الدولية، فان الحكومة اللبنانية وكذلك اميركا وفرنسا تصر على مواصلة عمل المحكمة.

ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي اتهم في وقت سابق سورية بالضلوع في اغتيال والده، سحب كلامه وسافر الى سورية وتحسنت العلاقات بين دمشق وبيروت ، لكن سورية وفي سبيل دعم تيار 8 اذار اصدرت احكاما قضائية باعتقال عدد من شخصيات تيار 14 اذار ما جعل العلاقات بين سورية ولبنان مرشحة للتوتر.

ومن ناحية اخرى، فقد حظيت زيارة الرئيس احمدي نجاد الى لبنان باهتمام واسع النطاق من وسائل الاعلام والاوساط الدبلوماسية. وقال السفير الايراني لدى بيروت غضنفر ركن ابادي في مقابلة مع قناة "العربية" حول زيارة احمدي نجاد ان هذه الزيارة شانها شان الزيارات المماثلة، جدول اعمالها مماثل لجدول اعمال اي رئيس دولة يزور لبنان.

ان ما جعل زيارة احمدي نجاد الى لبنان تستقطب اهتمام الاوساط المختلفة هو ما حدث قبلها وعلى هامشها، بحيث ان سفيري اميركا وبريطانيا في لبنان حذرا خلال لقائهما المسؤولين اللبنانيين من هذه الزيارة. كما دعت وزارة الخارجية الامريكية رعاياها في لبنان للتحلي بالحذر خلال الزيارة.

كما اطلق قادة اسرائيل تحذيرات وتهديدات من خلال الامين العام للامم المتحدة والسلطات الفرنسية والامريكية الى لبنان حول زيارة احمدي نجاد.

ونقطة البداية الرئيسية للقضايا التي سبقت هذه الزيارة، هو الخبر الذي تحدث عن نية احمدي نجاد رمي حجر بصورة رمزية تجاه اسرائيل خلال زيارة لجنوب لبنان، لكن تم نفي الخبر لاحقا.

وكلما اقتربنا من هذه الزيارة تقلصت اعتراضات تيار 14 اذار عليها وحتى ان حزب المستقبل بوصفه محور هذا التيار، رحب خلال اجتماع له بزيارة الرئيس احمدي نجاد الى بيروت.

وفي الاجمال فان هذه القضايا، اسهمت في ان تصبح هذه الزيارة محط اهتمام الاعلام والاوساط المختلفة كما كان الامر خلال زيارة احمدي نجاد الى الامم المتحدة.

وقد اتخذت ايران اخيرا خطوات مهمة لدعم لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني. وربما اهم هذه الخطوات هي استعداد ايران لتسليح الجيش اللبناني. كما قدمت ايران مبلغ 450 مليون دولار للاستثمار في قطاع الكهرباء والماء في لبنان وقد وضع هذا المبلغ بتصرف الحكومة اللبنانية.