رمز الخبر: ۹۷۵۸
تأريخ النشر: 18:54 - 23 January 2009

الجزيرة نت - يتندر الإيرانيون على اسم الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، ويكونون منه جملة بالفارسية (أو با ما إست) وتعني هو معنا، وهو ما ينسجم مع تصريحاته التي تتحدث عن محادثات غير مشروطة مع إيران، وعندما يصرح بأن بلدهم خطر أساسي، تنقلب الجملة إلى (أو با ما نيست) وتعني هو ليس معنا.

وبين مع وما تعنيه من صفحة علاقات جديدة، وضدها وما يشير إليه من تهديد، تنقسم توقعات الإيرانيين بشأن علاقتهم المستقبلية مع الولايات المتحدة الأميركية أثناء رئاسة أوباما، وهي العلاقة التي حكمها الخصام على مدى ثلاثين عاما.

تفاؤل ساذج

ويصف الأستاذ في جامعة شهيد بهشتي محمود سريع القلم بعض التوقعات الإيرانية بأن ينتهج أوباما سياسة مغايرة تجاه إيران بـ"النظرة الساذجة"، مشيرا إلى أن الاعتقاد بأنه سيدعم الدول النامية وسعيها لاستقلال قرارها السياسي -انطلاقا من الصورة التي صنعها الإعلام حول لونه وتعرض بني جلدته للاضطهاد- خاطئ.

ويضيف أن هذا التحليل يصطدم بواقع أن أوباما "ممثل لحزب ومؤسسة وسلطة"، ويؤكد أنه سيتبع سياسات حزبه تجاه إيران، ويشير إلى أن المثلث الذي انتخبه سيجعل من توجهاته تجاه  الجمهورية الإسلامية في غاية الصعوبة.

 ويتمثل "الثالوث" بمدير مكتب البيت الأبيض الإسرائيلي رام إيمانوئل، ووزيرة الخارجية هيلاري كلنتون، أما الطرف الثالث فهو دينيس روس الذي سيكون مسؤولا عن ملف الشرق الأوسط والذي يصفه سريع القلم بأنه يتبني سياسة حادة تجاه إيران. ويؤكد أن نظرة أوباما لإيران ستكون من خلال عدسة يهودية إسرائيلية.

ويتوقع أن ينتهج أوباما في سياسته المستقبلية ضغوطا أشد على إيران، من خلال المقاطعة الاقتصادية وحقوق الإنسان ومحاولة عزل إيران سياسيا في الشرق الأوسط، وذلك كله سيتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي خاصة فيما يتعلق بالملف النووي.

فرصة لإنهاء العداء

ويرى صادق زيبا كلام -وهو مستشار سابق للرئيس السابق محمد خاتمي- أن مجيء أوباما "أفضل فرصة منذ ثلاثين عاما لإنهاء العداء بين إيران وأميركا"، ويؤكد أن كلا البلدين لديه تيار يشجع الخصومة، وهو ما يرجعه كلام إلى حاجة هذين التيارين لإدامة التوتر.

ويتوقع كلام أن يبقى أوباما منتظرا لما ستسفر عنه نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية القادمة، ويذهب إلى القول إن فوز الإصلاحيين يعني صعوبة في تطبيع العلاقات، لأن المحافظين سيعتبرونه ضعفا في مواجهة الأعداء، أما فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد فمعناه إقامة علاقات بين البلدين.

و كان محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قد استبعد -في مقابلة سابقة مع الجزيرة نت- أن تترك نتائج الانتخابات الإيرانية أثرا على العلاقة مع واشنطن، وأكد أن الإرادة السياسة لتطبيع العلاقات غائبة لدى كلا الجانبين، وتوقع ألا يحدث تغيير لافت للنظر على هذا الصعيد مستقبلا.

 تهديد ناعم

ويخالف الأكاديمي أصغر زارعي ما ذهب إليه كلام، ويقول إن ما صرح به أوباما منذ أيام فيما يتعلق بالحل الدبلوماسي للملف النووي يناقضه على أرض الواقع طبيعة الفريق الذي اختاره أوباما وخاصة في مجالي الأمن والسياسة الخارجية.

ويصف تعيين كلينتون وزيرة للخارجية بأنه "استجابة للضغط الصهيوني"، ويذهب إلى القول بأن التغيير الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي "كان مجرد شعار انتخابي"، ويشكك بذلك لأنه يعتقد أن "تغيير السياسات العامة وتنظيمها في الولايات المتحدة أمر خارج عن سلطة أفراد مثل أوباما".

ومع ذلك يرى زارعي أن أوباما سيكون مجبرا مع الوقت على اتخاذ سياسات متوازنة في الشرق الأوسط والإقرار بقوة إيران. ويذكر أن السعي لتغيير النظام واتباع سياسة العقوبات الاقتصادية طبعت إستراتيجية الديمقراطيين تجاه إيران على مدى السنوات الماضية، وأوباما في النهاية "لن يسبح بعيدا عكس تيار حزبه وإن كان سيتبع سياسة التهديد الناعم".