رمز الخبر: ۱۰۰۹۴
تأريخ النشر: 11:48 - 01 February 2009
عصر ایران - أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن آلة الحرب الصهيونية حولت الأراضي الفلسطينية إلى ما يشبه «السجن في الهواء الطلق» ، كما وصف غزة بأنها باتت مجموعة من الركام ، و هي مقفلة و تحت الحصار ، منتقدا العالم الذي طالب بالانتخابات الفلسطينية ولم يحترم نتائجها .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأن اردوغان اعلن ذلك في حديث إلى صحيفة «واشنطن بوست» و مجلة «نيوزويك» نشرت مقتطفات منه ، أمس السبت و أكد أن أنقرة كانت على وشك التوصل إلى اتفاق بين سوريا و إسرائيل لإجراء محادثات مباشرة في كانون الأول الماضي ، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى مراجعة نفسها في مسألة العلاقات مع بلاده ، لا أن تستغل الموضوع في الانتخابات المقبلة .

و أشار أردوغان إلى أن بلاده و نزولاً عند طلب دمشق "دخلت مرحلة عمل جماعي مع سوريا وإسرائيل بشكل غير مباشر ، و أدت تركيا دور الوسيط في هذا المسار" .
و سئل ما إذا كان الهدف من المحادثات هو التوصل إلى مفاوضات مباشرة فأجاب اردوغان : "نعم" ، و هل كان على وشك إحداث خرق بين سوريا و إسرائيل ، فقال : "أتقاسم حماسي معكم" .

و بحسب صحيفة «الخليج» الإماراتية ، فقد أشار أردوغان إلى أن تركيا أدت دور الوسيط في المحادثات بين إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، المنتهية ولايته ، مشيراً إلى أنه عقد اجتماعاً في 23 كانون الأول الماضي مع اولمرت في أنقرة .

و قال اردوغان : "في ذلك اليوم ، أجرينا جولة خامسة من المحادثات غير الرسمية بين سوريا و إسرائيل، و في تلك الليلة تحدثت هاتفياً إلى الرئيس السوري بشار الأسد و إلى اولمرت شخصياً و الى وزير الخارجية السوري ، في محاولة لدفع الأمور باتجاه المفاوضات المباشرة بين الطرفين .

و تابع : "كان للرئيس الأسد منذ البداية موقف إيجابي جداً تجاه هذه المحادثات ، وفي تلك الليلة اقتربنا جداً من التوصل إلى اتفاق بين الطرفين ، وتم الاتفاق على استمرار المحادثات حتى نهاية الأسبوع ريثما يجري التوصل إلى نتيجة إيجابية".

و شرح أن المفاوضات في 23 كانون الأول الماضي "استمرت لخمس أو ست ساعات ، و عندما تحدثت إلى اولمرت قلت له في مسألة المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية ان من الخطأ عدم إشراك حركة حماس في المفاوضات ، فهم شاركوا في الانتخابات و فازوا بغالبية المقاعد في البرلمان ، لكن اولمرت قال : إنه لا يستطيع القيام بأمر كهذا ، و أكثر من ذلك قلت له : إن بوسعي النجاح في إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت" .

و أضاف : "قلت لأولمرت: إذا أردت أن نتوسط لإطلاق الجندي الإسرائيلي فيمكننا ذلك و أعتقد أننا سنتوصل لنتيجة ، لكن ما إن يفرج عنه على إسرائيل إطلاق الناطق باسم حماس والبرلمانيين (الفلسطينيين) المسجونين لديها" .

و قال أردوغان : إن الجملة الأخيرة لأولمرت قبيل مغادرته تركيا كانت "لدى وصولي سأتشاور مع زملائي و أعود لك ، فانتظرت جوابه لكن في 27 كانون الأول بدأت الصواريخ تسقط على غزة".

و أردف قائلا : "لم تسجل أي إصابات في إسرائيل منذ وقف النار في حزيران 2008 ، الإسرائيليون يدعون أن الصواريخ تطلق من غزة ، فسألت أولمرت كم شخصاً مات من هذه الصواريخ ؟ منذ 27 كانون الأول قتل نحو 1300 و جرح 6000 فلسطيني ، ولم تبق بنى تحتية ولا مبان ، غزة مجموعة ركام ، و هي مقفلة و تحت الحصار . لقد أصدر مجلس الأمن قراراً و إسرائيل أعلنت أنها لا تعترف بالقرار ، أنا لا أقول: إن حماس حركة جيدة و إنها لا تخطئ ، لقد أخطأت ، لكنني أجري تقويماً للنتيجة النهائية" .

و قال اردوغان : إن إرسال جنود حفظ سلام أتراك إلى غزة "غير وارد على الإطلاق ، موضحاً أن أنقرة ربما ترسل مراقبين ، في ظل اتهامه بأن مواقفه من إسرائيل خلال الهجمات الأخيرة على غزة معادية للسامية ولليهود".

و سئل عن سبب التقارب بين تركيا و حماس "التي تشكل ذراعاً لإيران" ، فأجاب : "أولاً حماس ليست ذراعاً لإيران ، فالحركة شاركت في الانتخابات كحزب سياسي ، ولو أعطاها العالم فرصة التحول إلى حزب سياسي لما كانوا في وضع كهذا بعد فوزهم في الانتخابات، فالعالم لم يحترم إرادة الشعب الفلسطيني" .

و أضاف : "من جهة ندافع عن الديمقراطية ونبذل ما بوسعنا للحفاظ عليها في الشرق الأوسط ، و من جهة أخرى لا نحترم نتائج صناديق الاقتراع . إن فلسطين اليوم سجن في الهواء الطلق ، ولا يمكن لحماس مهما حاولت أن تغير هذا الوضع ، تخيلوا أن إسرائيل تسجن نائباً للبلاد و بعض وزراء الحكومة ثم تتوقع من الفلسطينيين الجلوس بطاعة" !! .

و سئل عن رأيه بموقف اليهود الأمريكيين المستاءين منه بعد المشادة الكلامية التي حصلت بينه و بين شمعون بيريز في دافوس فأجاب "أنا مستاء جداً منهم . و اليهود الذين يعيشون في بلادي يشهدون على موقفي من اليهود ، كفرد .. رددت مراراً أن معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية ، و كرئيس للوزراء عارضت على الدوام معاداة السامية ، أما إحباطي فموجه ضد الحكومة الإسرائيلية الحالية لأنها لم تكن عادلة في تصرفها" .

و أضاف : "كل ما قلناه موجه ضد الحكومة الإسرائيلية الحالية وليس ضد اليهود، وفي خطاباتي أعلنت بوضوح أن كل من يفكر بالمس باليهود في تركيا سيجدني بالمرصاد ، لكنني لن أطلب من أولمرت أن يكتب خطاباتي".

و هل يعتقد أن إسرائيل تنوي شن هجوم على إيران ؟ قال : "خطأ كبير أن يتحدث سياسي عن نوايا الدول ، لكننا لا نريد حصول شيء من هذا القبيل ، و إن حصل ، لا أعلم ماذا سيحدث في الشرق الأوسط، ويجب حتى ألا نفكر في هذه المسألة".