رمز الخبر: ۱۰۱۲۴
تأريخ النشر: 11:23 - 02 February 2009
ان ميناء "ايلات" التابع للکيان الصهيوني في خليج العقبه من الموانيء المهمه لصادرات وواردات الکيان الصهيوني . وترتبط اسرائيل عبر هذا الميناء بالسواحل الشرقيه والجنوبيه لافريقيا ودول جنوب وجنوب شرقي اسيا . وهذا الميناء يرتبط عبر خطوط انابيب وطرق بريه مع ميناء اسرائيلي اخر باسم " اشکلون" الذي يقع علي السواحل الشرقيه للبحر الابيض المتوسط.

عصر ایران -ان احتلال الکيان الصهيوني لجزيرتي "تيران" و" صنافير" السعوديتين وصمت السعوديه وعدم اهتمامها بهذا الموضوع يدل علي وجود صفقه سريه بين الجانبين.   

* الاهميه الستراتيجيه للجزيرتين
ان ميناء "ايلات" التابع للکيان الصهيوني في خليج العقبه من الموانيء المهمه لصادرات وواردات الکيان الصهيوني . وترتبط اسرائيل عبر هذا الميناء بالسواحل الشرقيه والجنوبيه لافريقيا ودول جنوب وجنوب شرقي اسيا . وهذا الميناء يرتبط عبر خطوط انابيب وطرق بريه مع ميناء اسرائيلي اخر باسم " اشکلون" الذي يقع علي السواحل الشرقيه للبحر الابيض المتوسط.

هذا الموضوع جعل الکيان الصهيوني في غني عن قناه السويس من جهه وضاعف من الاهميه الستراتيجيه للميناء من جهه اخري . لکن الطريق الوحيد لارتباط هذا الميناء بالبحر هو مضيق "تيران" الذي يربط خليج العقبه بالبحر الاحمر . وفي مدخل المضيق تقع جزيرتا "تيران" و" صنافير" .

وکان سفير الکيان الصهيوني في امريکا في ذلک الوقت اسحاق رابين قد اعلن ان هذه المنطقه (جزيرتا تيران وصنافير) منطقه حساسه جدا لان بامکان ثلاثه اشخاص مسلحين ان يغلقوا المضيق عند نشوب نزاع ما . وتتضح اهميه هذا المضيق والجزيرتين اکثر عندما راي العديد من الخبراء ان احد اسباب نشوب حرب 1967 کانت غلق مصر لهذا المضيق امام الاسطول الاسرائيلي .

*الماضي التاريخي للموضوع
لقد اغلقت مصر في عام 1949 قناه السويس امام السفن الاسرائيليه مما ضاعف من اهميه ومکانه ميناء "ايلات" الستراتيجي بالنسبه للکيان الصهيوني لان غلق قناه السويس وعدم الوصول الي ميناء "ايلات" جعل السفن الاسرائيليه التي تتعاطي تجاريا مع الدول الاسيويه تقوم بالدوران حول افريقيا الجنوبيه .

وفي 12 ايلول / سبتمبر 1955 الزمت الحکومه المصريه کافه السفن للحصول علي ترخيص قبل الدخول الي خليج العقبه . وفي المقابل اعلنت اسرائيل ان حقها في المرور غير المضر للوصول الي المياه الحره قد انتهک. وفي عام 1956 شنت بريطانيا وفرنسا والکيان الغاصب للقدس حربا علي مصر بعد ان اعلن الرئيس المصري آنذاک جمال عبد الناصر تاميم قناه السويس . واسفرت هذه الحرب عن تحقيق احد المطالب الاسرائيليه اي فتح مضيق تيران وانتشار قوات الامم المتحده في خليج العقبه وصحراء سيناء.

ويقول صالح مختاري في مقال في مجله المحقق العدد 146 ان "جزيره صنافير احتلت لاول مره في عام 1956 ولمده 10 اشهر من قبل اسرائيل . وقبل حرب 1967 استاءجرت مصر جزيرتي " تيران وصنافير" من السعوديه بهدف غلق مضيق تيران امام اسطول الکيان الصهيوني الا ان الکيان الصهيوني احتل الجزيرتين خلال الحرب ".

وبدا التمهيد لهذه الحرب بعد طلب مصر بانسحاب قوات الامم المتحده من خط وقف اطلاق النار مع الکيان الصهيوني . وهذه القوات انسحبت في 23 ايار / مايو من منطقه انتشارها . کما ان مصر اغلقت مضيق تيران امام سفن الکيان الصهيوني .

اما الاسباب وراء اعلان مصر اغلاق مضيق تيران تعود للاحتلال غير الشرعي للکيان الصهيوني لميناء ايلات في منطقه " ام الرشراش" المصريه بعد وقف اطلاق النار في عام 1949 ووجود الجزء الاکبر من خليج العقبه في المياه الاقليميه لمصر وموقف مصر بان مضيق تيران غير دولي .

هذا الاجراء المصري کان يشير الي ان القاهره مستعده لحرب مصيريه مع الکيان الصهيوني
الا ان الکيان الصهيوني استبق الاوضاع وبضوء اخضر من امريکا فبدا في صباح يوم 5 حزيران / يونيو 1967 ، بشن الحرب علي مصر وذلک بقصف 9 مطارات مصريه خلال ثلاث ساعات وکل مره کان القصف يستمر 10 دقائق .

وهاجمت القوات البريه الصهيونيه ظهر يوم 5 حزيران / يونيو ،المناطق الحدوديه المصريه. ومن ثم توجهت قوات الکيان الصهيوني نحو قناه السويس . وفي مساء اليوم الثاني من الحرب / 6 حزيران -يونيو / اصدر قائد الجيش المصري عبدالحکيم عامر امرا بانسحاب القوات المصريه من صحراء سيناء. وفي مساء يوم 7 حزيران / يونيو اعلنت مصر قبولها بوقف اطلاق النار وابلغت الامين العام للامم المتحده في ذلک الوقت بهذا الموضوع في حين ان قوات الکيان الصهيوني کانت تواصل في 8 حزيران / يونيو احتلالها لصحراء سيناء.

واهم النتائج التي تمخضت عن الحرب الثالثه بين العرب واسرائيل يمکن تلخيصها بهذا الشکل:
1. احتلال الکيان الغاصب للقدس باقي الاراضي الفلسطينيه بمافيها الضفه الغربيه وقطاع غزه وصحراء سيناء المصريه ومرتفعات الجولان والجزيرتين السعوديتين صنافير وتيران.
2. تشريد نحو 330 الف فلسطيني .

3. سيطره الکيان الصهيوني علي الثروه المائيه لنهر الاردن وفتح مضيق تيران وخليج العقبه امام ملاحه الکيان الصهيوني .

4. ايجاد الکيان الصهيوني خطوط دفاعيه جديده وعمق ستراتيجي مناسب لمواجهه الهجمات الاجنبيه.

5. احتلال اراضي عربيه جديده مما جعل جهود العرب تترکز حول استعاده الاراضي المحتله في عام 1967 وليست المناطق التي احتلت في عام 1948 .
6. تدمير القدره العسکريه لمصر والاردن وسوريا.

7. کشف عجز قاده الدول العربيه وعدم التنسيق فيما بينهم وعدم الاهتمام الجاد بتحرير الاراضي الفلسطينيه .

8. بدء المقاومه المسلحه للفلسطينيين وتصعيد المقاومه يوما بعد يوم وظهور الهويه الوطنيه الفلسطينيه التي کانت تسعي لاخذ زمام المبادره بعد ان تکشف عجز الدول العربيه في استعاده فلسطين.

وهذه الحرب اي حرب حزيران / يونيو 1967 لم تکن نهايه الحروب العربيه مع الکيان الصهيوني ففي عام 1973 نشبت حربا اخري بين الجانبين لکي تمهد لتوقيع اتفاقيه سلام مذل في "کمب ديفيد" في 17 ايلول / سبتمبر 1978 بين الرئيس المصري آنذاک انور السادات ورئيس وزراء الکيان الصهيوني في ذلک الوقت مناحيم بغين.

واستطرد صالح مختاري في مقالته قائلا " مفاوضات السلام بين الکيان الصهيوني ومصر اسفرت عن اتفاقيه کمب ديفيد في عام 1978 في الوقت الذي لم تتطرق الاتفاقيه الي جزيرتي "تيران وصنافير " السعوديتين بذريعه عدم ارتباطهما بمصر وکذلک لم تشر الاتفاقيه الي منطقه ام الرشراش المصريه المحتله والتي ثبتت في خرائط قبل حرب عام 1967 جزء من الاراضي المصريه.

*تفسير الموضوع
الجدير بالاشاره انه وکما اشار کاتب المقال ان صمت السعوديه في متابعه موضوع الجزيرتين
من الممکن ان يکشف عن اتفاق سري بين الحکومه السعوديه والکيان الغاصب للقدس لان قبل عام ونصف العام من حوادث غزه اعلنت العربيه السعوديه عن نيتها بناء جسر بين منطقه " راس الشيخ حميد" السعودي وشرم الشيخ في مصر والذي واجه ردا عنيفا من قبل الکيان الصهيوني بحيث ان موقع " دبکا " الالکتروني الامني الذي يرتبط بجهاز الاستخبارات الاسرائيلي قد اذعن ان بناء هذا الجسر من الممکن ان يمهد لصراع عسکري في الشرق الاوسط وذکر موقع دبکا المسوولين السعوديين باسباب نشوب حرب 1967 بين اسرائيل والعرب وذلک لاظهار خطوه السعوديه الخطيره .

وکتب " في عام 1967 عندما نشبت الحرب بين اسرائيل ومصر اصدر جمال عبد الناصر امرا بغلق مضيق تيران امام السفن الاسرائيليه " . هذا الجسر البالغ طوله 50 کيلومترا والذي تم تخصيص 3 مليارات دولار لبنائه کان من المقرر ان يدشن خلال 3 سنوات ورغم مرور عامين من مراسم وضع حجر الاساس لاتوجد اي معلومات عن کيفيه تطور هذا المشروع.

ان حوادث غزه وصمت السعوديه المريب امام الجرائم الاسرائيليه يطرح هذا السوال من قبل الراي العام لشعوب المنطقه "هل ان حوادث غزه الاخيره وصمت ال سعود هما جزء من الاتفاق السري بين السعوديه والکيان الصهيوني لمتابعه مشروع بناء الجسر من قبل ال سعود في منطقه تيران والذي اعلن بعض الخبراء عن وجود ثروات نفطيه في جزيرتي تيران وصنافير؟ والتطورات المستقبليه ستکشف عن اتفاقيات محتمله خلف الکواليس لمنافقي الامه وتيار الاسلام الامريکي مع الصهاينه المجرمين .
 
ارنا/