رمز الخبر: ۱۰۴۱۳
تأريخ النشر: 14:49 - 11 February 2009

عصر ایران - رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - أثار الفيلم الوثائقي (الارض بتتكلم عربي) للمخرجة الفرنسية الفلسطينية الاصل ماريز غرغور مشاعر الكثيرين وهو يعود بهم الى ما شهدته الاراضي الفلسطينية قبل عام 1948 خلال عرضه ليل الاثنين في المركز الثقافي الفرنسي الالماني في رام الله.

ويتناول الفيلم على مدار 16 دقيقة التاريخ الفلسطيني قبل العام 1948 وحياة من كان يسكن هذه الارض من فلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهود قبل نشوء الحركة الصهيونية في ظل الانتداب البريطاني عبر شهادات حية ووثائق تاريخية وصور ارشيفية واراء الباحث نور مصالحة.

وقال فيليب بولوني مدير المركز الثقافي الفرنسي الالماني في رام الله في تقديمه للفيلم الذي عرض للمرة الاولى في الاراضي الفلسطينية منذ ان انتج في العام 2007 "يتميز هذا الفيلم بالمحتوى المهم والتوثيق الخاص بفلسطين. مخرجة الفيلم ولدت في يافا وتعيش حاليا في باريس."

ويقدم الفيلم رواية كل الاطراف من خلال كتابات رواد الحركة الصهيونية واراء قادة مخططاتهم لانشاء وطن قومي لهم قائم على ترحيل الفلسطينيين من ارضهم بالاضافة الى اعطاء مجال لعدد من الفلسطينيين الذين عاشوا تلك المرحلة للادلاء بشهادتهم مع استحضار العديد من صور الرسائل المتبادلة بين حكومة الانتداب والفلسطينيين واليهود في الفترة التي امتدت من 1917 الى 1948 .

وربط المحامي رجا شحادة الفائز بجائزة أوريل البريطانية لعام 2008 عن كتابه (سرحات فلسطينية) الذي يتحدث فيه عن تغير المعالم الجغرافية للارض الفلسطينية بسبب الاستيطان بين ما يجري اليوم من محاولات اسرائيلية لمصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وما يعرضه الفيلم عن كيفية السيطرة على الارض عام 1948 .

وقال شحادة لرويترز بعد مشاهدته الفيلم الذي ينتهي عند سيطرة اسرائيل على الاراضي الفلسطينية عام 1948 وقيام دولة اسرائيل " المؤثر في الفيلم ان التاريخ يعيد نفسه. تصرف المستوطنين وعملية الاستيطان لاكمال العملية التي تمت 48 . ما يجري اليوم هو الفصل الثاني من الفيلم في المنطقة المحتلة."

واضاف "ولكن يجب ان نأخذ بعين الاعتبار ان اهمية وجود اسرائيل بالنسبة لاوروبا كدولة تقطع الامتداد العربي على ضفتي السويس لم يعد قائما. والسؤال اليوم هل يصمت العالم على ما تقوم به اسرائيل في ظل ما يبدو من استعداد اسرائيل لارتكاب اي شيء."

ويرى شحادة ان العالم تغير اليوم "ولن يصمت كما صمت عام 48 على ما قامت به اسرائيل ضد الفلسطينيين." وقال "التجربة من ردة الفعل اتجاه ما جرى في غزة من قتل ودمار كان كبيرا. هذا يعكس ان الظروف تغيرت واعمال مثل هذه لن تمر دون ضجة."

واضاف "الفيلم يقدم ذاكرة حية من خلال الشهادات الشفوية لأناس عاشوا تلك المرحلة بشكل متوازن بطريقة تخلو من العاطفة الزائدة اضافة الى ما يقدمه الباحث نور مصالحة والمادة الارشيفية التي جمعت سواء الصور او الوثائق."

ويعرض الفيلم مشاهد حية لقصف الطائرات للقرى الفلسطينية وتقارير عن عمليات التفجير التي كانت تشهدها مدن يافا وحيفا والقدس وروايات عن عمليات القتل للنساء والرجال في القرى الفلسطينية.

وبدت الشابة لينا صوفان الامريكية الفلسطينية الاصل والتي قدمت الى رام الله لتعلم العربية منفعلة جدا مع ما يقدمه الفيلم. وقالت لرويترز "الصورة لدى العالم ان الفلسطينيين هم الارهابيون ولكن ما يقدمه هذا الفيلم يوضح لنا من الارهابي.. من الذي فجر الفنادق وطرد الناس من ارضهم" مشيرة الى مشاهد تفجير فندق الملك داود وسميراميس بأيدي أناس قيل انهم من العصابات الصهيونية.

واضافت "يجب عرض هذا الفيلم في كل مكان في العالم حتى تكون لديه صورة عما جرى للفلسطينيين."

وسبق للفيلم (الارض بتتكلم عربي) ان عرض في مقر جامعة الدول العربية وفي فرنسا وغيرها.