رمز الخبر: ۱۰۴۱۵
تأريخ النشر: 14:56 - 11 February 2009

عصر ایران - بيشاور (باكستان) (رويترز) - حمل الفنان الكوميدي الباكستاني الامزيب مجاهد اخبارا سيئة لمعجبيه بعد أن أطلق متشددون اسلاميون كانوا قد اختطفوه في مدينة بيشاور الشهر الماضي سراحه.

وقال مجاهد واسمه الفني "جنان" في مؤتمر صحفي "سأعتزل الفن" دون أن يخوض في تفاصيل سواء بشأن الخطف او الاسباب التي دعته الى ترك المسرح.

وكان أصدقاؤه وزملاؤه أقل حذرا.

ويقولون ان أعضاء لجان امنية اهلية اسلاميين عقدوا العزم على فرض القيم بأسلوب طالبان في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي وهو اقليم مضطرب متاخم لافغانستان كانوا اختطفوا مجاهد وهو من عرقية البشتون.

وأطلق الممثل المخضرم النحيل حليق الذقن (38 عاما) الذي شارك في مئات العروض المسرحية والمسرحيات التلفزيونية لحيته من أجل حياته بعد ترك عالم الكوميديا.

وقال مجاهد الذي أحجم عن الحديث عن التجربة التي غيرت حياته لرويترز انه سينضم الى جماعة التبليغ وهي جماعة مسلمة للدعوة ليعظ بالدين.

وقال بوقار "لقد اطعمني الله من قبل وسيواصل اطعامي الان."

وكان مجاهد محظوظا.

فغيره ممن خالفوا مباديء فرق المتشددين الاخلاقية لم يحصلوا على فرصة ثانية.

ففي يناير كانون الثاني تم جر راقصة تدعى شابانا الى الشارع واطلاق الرصاص عليها بوسط بلدة مينجورا في سوات وهو واد على بعد نحو 130 كيلومترا الى الشمال من العاصمة اسلام اباد حيث يتمتع المتشددون بالفعل بسيطرة كاملة.

وحاول مسلحون قتل المغني سردار يوسفزاي وهو من البشتون في منطقة دير اثناء عودته الى منزله بعد أن أحيا حفل زفاف في ديسمبر كانون الاول. وفر لكن عازف الارغن بفرقته انور جول قتل وأصيب أربعة اخرون في الهجوم.

وأصبح المناخ عدائيا في المنطقة بالنسبة لاي أحد يرتبط بصناعة الترفيه بعد أن وصلت الاحزاب الاسلامية الى السلطة في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي على متن موجة من المشاعر المناهضة لامريكا بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان المجاورة في أواخر 2001.

وحظرت الاحزاب الاسلامية الرافضة تشغيل الموسيقى في وسائل المواصلات العامة وعملت على تمزيق ملصقات الافلام التي تظهر بها نساء.

وتمادى المتشددون أكثر.

في البداية تم تفجير متاجر الموسيقى في المناطق القبلية مثل وزيرستان ثم انتشرت الهجمات في أنحاء الشمال الغربي حيث امتد المد الاسلامي خارجا نحو المدن والبلدات.

وفي يونيو حزيران الماضي تجول مقاتلون من طالبان مسلحون بالبنادق في بيشاور عاصمة الاقليم في شاحنات نصف نقل محذرين أصحاب متاجر الموسيقى باغلاق متاجرهم والا سيواجهون العواقب.

وأثارت رؤيتهم قلقا في أنحاء باكستان بعد ثلاثة اشهر من تولي حكومة مدنية السلطة وصدرت أوامر لقوات الامن بشن عملية.

ومنذ ذلك الحين أصبحت المناطق القبلية للاقليم الحدودي الشمالي الغربي وأحياؤه معاقل للمتشددين.

وشن الجيش هجمات في مناطق قبلية مثل باجوار وموهمند. وفي حين يجري احراز تقدم في بعض المناطق يتفاقم انعدام الامن في مناطق أخرى. وبيشاور ليست استثناء.

وأثارت هزيمة الاحزاب الاسلامية في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي بعد انتخابات أجريت منذ عام مضى الامال بأن الشمال الغربي سيصبح مكانا امنا مجددا للغناء والرقص واضحاك الناس.

لكن حزب البشتون العلماني الذي يرأس حكومة الاقليم الان لم يستطع تحقيق شيء على الرغم من النوايا الطيبة.

وقال سيد عقيل شاه الوزير الاقليمي للرياضة والثقافة ان على الجميع الوقوف في وجه المتشددين.

وأضاف "من الخطأ بمكان افتراض أن الحكومة وحدها تستطيع التعامل مع هذا... يجب على السكان بأسرهم والمجتمع المدني مواجهة هذه التهديدات."

لكن الناس لا يريدون أن يقتلوا.

وفر العديد من المطربين والموسيقيين بالفعل الى الخارج ويعتزم اخرون اللحاق بهم.

وقال مغن طلب عدم نشر اسمه خوفا من أن ينتقم منه المتشددون "أخشى ترك منزلي. حتى اذا خرجت تظل زوجتي تتصل بي لتطمئن علي.

"نحن خائفون للغاية. لهذا أخطط للذهاب الى الخارج."

ووجد اخرون أساليب اكثر امانا لجني المال من أجل أسرهم.

وقال موسيقي اتجه الى بيع الفواكه والخضروات لكسب قوته ان "تسعين في المئة من الموسيقيين ماتوا." ووضع الى جواره الة الارغن التي علاها التراب.