رمز الخبر: ۱۰۶۳۵
تأريخ النشر: 11:14 - 19 February 2009

عصر ایران - (رويترز) - أفرجت السلطات المصرية على غير توقع يوم الاربعاء عن السياسي المعارض أيمن نور بعد أكثر من ثلاث سنوات قضاها في السجن بتهمة التزوير التي قال ان دوافعها سياسية.

وقال محللون ان هذا الإجراء ربما يهدف الى كسب ود إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما.

وقال نور لرويترز في اتصال هاتفي من منزله في القاهرة حيث كان يتلقى مكالمات من مؤيديه ومن الصحفيين "الحمد لله أُفرج عني."

وأضاف انه الآن في منزله وان هذا هو الشيء الوحيد الذي يعرفه الآن.

وقالت مصادر النيابة العامة ان نور أُفرج عنه لأسباب صحية.

ويعاني نور الذي حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات من داء السكري وأمراض أخرى.

ونافس نور (44 عاما) الرئيس المصري حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية تعددية فتحت الباب أمام العديد من المرشحين عام 2005 لكنه حصل على أصوات أقل من مبارك بكثير وان كان جاء في المرتبة الثانية في السباق الذي خاضه عشرة مرشحين.

وجاء الافراج عن نور مفاجأة لزوجته جميلة اسماعيل التي عملت دون كلل من اجل الافراج عنه.

وقالت "انني لا أُصدق ... اننا جميعا في ذهول. انه أمر مُحير للغاية" مضيفة انها هرعت الى منزلها فور علمها بالافراج عنه. وقالت "عندما دخلت الى المنزل وجدته يُصلي."
وقال نور انه يعتزم مواصلة العمل بالسياسة من خلال حزب الغد.
 
وأضاف "سأستمر في ممارسة دوري كسياسي من خلال حزب الغد ومن خلال دوري السابق." ويحظر القانون المصري على نور السعي لتولي أي منصب عام ما لم يصدر عفو رئاسي.
 
وتوافد أفراد عائلة نور وكثير من أصدقائه على منزله للاحتفال بالافراج عنه. وكان بعض أفراد عائلته يبكون. وأجرى نور بعد ذلك مقابلات مقتضبة مع وسائل الاعلام. وقال ان الإفراج عنه كان مفاجأة حتى بالنسبة له.
 
ويقول نور ان الاتهامات التي وجهت اليه مختلقة لمعاقبته على انه تجرأ وتحدى مبارك الذي يتولى السلطة منذ عام 1981 . وتقول مصر ان قضاءها مستقل ولا تأثير للسلطة التنفيذية عليه وان أحكامها ليس لها دوافع سياسية.
وأشادت واشنطن بالافراج عن نور.
 
وقال جوردون دوجويد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "انه أمر يجب الترحيب به. وهو شيء ندعو اليه منذ بعض الوقت."
 
ولاحظ محللون ان الافراج عن نور جاء بعد فترة قصيرة من اجتماع في واشنطن بين وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط.
 
ومن المقرر ان تزور كلينتون القاهرة في أوائل الشهر القادم للمشاركة في مؤتمر المانحين الدوليين لإعادة إعمار غزة بعد الغزو الاسرائيلي.
 
وحقوق الانسان قضية شائكة بين البلدين وأثارت ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش مرارا قضية نور في اجتماعات على مستوى عال.
 
وقال اساندر العمراني المحلل بالمجموعة الدولية لادارة الازمات "ربما هم يريدون الان ان يبدأوا من موطيء قدم جديد مع ادارة أوباما قبل ان تبدأ في تشكيل سياستها بشأن كل قضايا الشرق الاوسط. هذا بالتأكيد علامة ايجابية."
 
وقال مصطفى السيد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان الافراج يعكس فيما يبدو رغبة مشتركة من جانب مصر والولايات المتحدة لتعزيز العلاقات بعد فترة توتر بشأن سجل مصر في مجال حقوق الانسان.
 
وقال "ربما كانت هذه مبادرة من الحكومة المصرية لازالة أحد الاسباب وراء التوتر مع الولايات المتحدة."
 
لكن عدة محللين قالوا ان الافراج اجراء "رمزي" فقط لان نور لا يمثل أي تهديد جاد لحكم الحزب الوطني الذي يتزعمه مبارك.
 
وقال عمرو الشوبكي المحلل بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية الذي تموله الدولة انه من غير المرجح ان تتخذ الحكومة أي اجراءات لتحسين سجلها في حقوق الانسان أو تسمح بمزيد من المشاركة السياسية.
 
وقال ان كل المؤشرات تظهر ان مصر تتجه الى مزيد من القيود حتى تفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة بأغلبية ساحقة والى ان يفوز مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة التي ستجري في عام 2011 .