رمز الخبر: ۱۰۶۸۹
تأريخ النشر: 15:11 - 21 February 2009
عصر ایران - حقق حزب ليكود برئاسة الارهابي بنيامين نتانياهو نتائج مهمة في الانتخابات الصهيونية الأخيرة التي جرت في 10 شباط الجاري إذ تمكن من مضاعفة عدد مقاعده في الكنيست رغم أنه جاء في المرتبة الثانية بعد حزب كاديما بزعامة تسيبي ليفني .
 
و افادت وكالة انباء فارس بأنه و رغم فوز كاديما في الانتخابات ، لكن نتانياهو مدعوما بحزب يميني آخر هو "إسرائيل بيتنا"، الذي حقق أيضا نتائج مفاجئة في الانتخابات، اصبح الأكثر حظا في تشكيل الحكومة الجديدة.

و يعد نتانياهو (59 عاما) من أكثر القادة اليمينيين الصهاينة إثارة للجدل في تاريخ كيان الارهاب الصهيوني . و هو صقر من صقور الصهيونية الجدد ، و أحد أكثر زعماء صهيون عداًءً و كرهاً ليس فقط للعرب ، و إنما للمسلمين بشكل عام .. و هو أكثر من حاولوا الربط بين الإسلام و الإرهاب ، لتأليب الغرب على المسلمين ، و كسب تأييدهم لإسرائيل ، و تغاضيهم عن جرائمها ضد العرب و المسلمين !!

و كان شعار هذا الارهابي الانتخابي مع الفلسطينيين : " لو أعطوا سيأخذون ، و إذا لم يعطوا لن يأخذوا شيئًا " ، لدرجة انه هدد بالاستقالة عام 2004 في حال تنفيذ خطة شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة . و بالفعل قدم هذه الاستقالة في 7 آب 2005 بعد موافقة الحكومة (17 مقابل خمسة) على خطة شارون ثم حاول في أواخر ايلول 2005 تقديم موعد الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود رغبة في انتخابه رئيسًا للحزب و بالتالي تقديم موعد الانتخابات البرلمانية إلى شباط المقبل بدلا من تشرين الثاني 2006 ، لكن مركز الحزب صوت لغير صالحه حيث فاز شارون على منافسه نتنياهو بفارق 104 أصوات .

و يذكر عن نتانياهو أنه ضمن سعيه للحفاظ على تصاعد شعبيته في ظل تهاوي شعبية خصومه السياسيين ، شرع زعيم حزب الليكود الإسرائيلي المعارض ، بنيامين نتنياهو، في حملة إعلامية لإقناع الإسرائيليين بدوره الرئيسي في خفض نسبة الولادات في أوساط فلسطينيي 48؛ على اعتبار أن ذلك خطوة يتطلبها "النضال من أجل الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة"، على حد تعبيره.

و في مقابلاته مع قنوات التلفزيون الصهيوني ، قال نتانياهو إنه عندما تبوأ منصب وزير المالية في حكومة شارون (2003 - 2005) تعمد تقليص مخصصات الضمان الاجتماعي التي تمنحها الدولة للأطفال وللعائلات كثيرة الأولاد؛ لإقناع العائلات في أوساط فلسطينيي 48 بتقليص عملية الإنجاب بعد أن يدركوا أن زيادة الولادات لن يكون لها مردود اقتصادي جيد عليهم.

و كان نتانياهو إبان شغل منصبه كرئيس للحكومة الصهيونية قد فاوض الرئيس الراحل ياسر عرفات في المفاوضات المشهورة بـ "مفاوضات واي ريفر " التي حاول نتانياهو فيها إعاقة أي تقدم في سير المفاوضات ، و أظهر عداء للسلام ما بعده عداء !!

و لم يخل عهد نتانياهو من بعض العمليات الاستشهادية الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة . و في العام 1996، إتفق مع رئيس بلدية القدس المحتلة على الإستمرار في نفق السور الغربي للمسجد الأقصى ما أشعل شرارة فلسطينية استمرت 3 أيام سقط خلالها العديد من الشهداء الفلسطينيين .

فعشية انتخابات عام 1996 وبعد ظهور نتائجها بفوزه دعا الأردن أشقائه العرب إلى منح نتانياهو فرصة و عدم التسرع في إصدار أحكام مسبقة عليه لأنه متطرف في معارضته لاتفاق أوسلو و عملية السلام المنبثقة عن هذا الاتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية، فبرنامجه السياسي آنذاك المعارض لإقامة دولة فلسطينية و لتفكيك المستوطنات ووقف توسيعها ولتقسيم القدس وإخراجها من السيادة الإسرائيلية هو نفسه برنامجه الحالي مضافا إليه معارضته ل"عملية أنابوليس" واستبدالها بعملية "سلام اقتصادي" و تعهده المعلن بـ
"إنهاء" ما لم ينهه العدوان على غزة الذي توقف "قبل الأوان" في رأيه وبمنع إيران من مواصلة برنامجها النووي "بكل الوسائل" كما قال.

تولى الارهابي نتانياهو رئاسة الحكومة في 1996، و كان اصغر رئيس للحكومة في تاريخ اسرائيل، لكنه لم يبق في منصبه سوى ثلاث سنوات بعد خسارة حزبه في انتخابات 1999 أمام حزب العمل .

كما فقد لاحقا قيادة حزب الليكود التي تولاها أرييل شارون ، و مع ذلك تسلم مناصب في الحكومة التي تزعمها شارون حيث أصبح وزيرا للمالية في تلك الحكومة في الفترة من 2003 الى 2005 .

غير أن الفرصة واتت نتانياهو مرة أخرى عام 2005 عندما انشق شارون عن الليكود ليشكل حزبا وسطيا باسم كاديما ، قبل أن يصاب بجلطة دماغية أدخلته في حالة فقدان الوعي و الموت السريري .

و إثر انسحاب ارييل شارون اختير نتانياهو لزعامة الليكود ، وظل في حالة عدم توافق مع حكومة كاديما، مختلفا مع شارون خاصة بشأن خطته للانسحاب من غزة من جانب واحد .
و اشتهر نتانياهو بمعارضته لاتفاقات اوسلو عام 1993، كما يرفض مناقشة وضع القدس مع السلطة الفلسطينية، وتعهد باستمرار ما يصفه "بالنمو الطبيعي" للمستوطنات .

* مراحل حياته :

ولد هذا الارهابي في تل أبيب عام 1949، و خدم في جيش الاحتلال بين 1967 و 1973، و أصبح سفيرا للصهاينة في الأمم المتحدة عام 1984. تزوج ثلاث مرات ، آخر زوجاته هي سارة و هي مضيفة قابلها في إحدى سفراته . و قد اعترف بخياناته الزوجية المتكررة ، وسلوك سارة نفسها أصبح موضوعاً متداولاً في صحف الكيان الصهيوني . دخل الكنيست والحكومة عام 1988. أصبح رئيسا للحكومة عام 1996، ثم هزم في الانتخابات عام 1999، و صار وزيرا للخارجية بين عامي 2002 و 2003 . عين وزيرا للمالية في شباط 2003 ، ثم استقال من الوزارة في 2005 لاعتراضه على الانسحاب من غزة .

فاز في قيادة الليكود في 2005 ، وقد استطاع ليكود بزعامته من تضييق فارق التأييد الجماهيري بينه و بين كاديما ، بعد أن تعرض الأخير الى هزة سببها انسحاب إيهود أولمرت من قيادته إثر اتهامات بالفساد وجهت إليه . و قد دعا فشل الزعيمة الجديدة لكاديما تسيبي ليفني، في تشكيل حكومة، إلى إجراء انتخابات مبكرة .

و رغم أن الهجوم على غزة في كانون الأول 2008 حد من نسبة تقدم الليكود على كاديما ، لكن الأخير لم يحقق نصرا حاسما في الانتخابات، وما قلل من فرصه ضعف أداء حلفائه الطبيعيين في الانتخابات وعلى وجه الخصوص حزب العمل الذي دفع الى المرتبة الرابعة بعد "اسرائيل بيتنا".

و تعتبر النتائج التي حققها الليكود و تكليف زعيمه بتشكيل حكومة بالتحالف مع اليمين المتشدد، نقطة انعطاف مهمة في السياسية الإسرائيلية والوضع في منطقة الشرق الأوسط .

و نتنياهو الذي يطلق عليه "بيبي" أول زعيم اسرائيلي يولد بعد تأسيس دويلة إسرائيل ، وأهم ما يتميز به هو ارتقاؤه السريع سلم القيادة ، وشهرته الكبيرة فى اوساط المجتمع الاسرائيلي . و عندما كان يافعا انتقلت عائلته الى الولايات المتحدة حيث عاش سنوات طويلة وأكمل دراسته هناك . وبعد عودته الى اسرائيل أمضى خمس سنوات في الجيش برتبة كابتن في القوات الخاصة . ثم عاد للولايات المتحدة ليكمل دراسته في جامعتي هارفارد وماساشوستس . وفي عام 1981 عمل في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، عندما كان صديقه موشي أرينز سفيرا وأصبح في ما بعد وزيرا للخارجية . و فجأة بدأ نتانياهو بالظهور في الحياة العامة إذ أصبح وجهه مألوفا على شاشات التلفزيون وصار من ابرز المدافعين عن السياسة الإسرائيلية، خاصة عندما تولى منصب سفير الصهاينة في الأمم المتحدة .

و يتمتع نتانياهو بقدرة في التعامل مع وسائل الإعلام ويتكلم لغة انجليزية متقنة . و بعد عودته لإسرائيل مرة أخرى في 1988 بدأت رحلته في معترك السياسية الداخلية في الكنيست والحكومة .