رمز الخبر: ۱۰۹۱۵
تأريخ النشر: 14:27 - 01 March 2009

خطوة في الاتجاه الصحيح ينبغي دعم الجميع لها

عصر ایران -ليس من المبالغة في شيء القول أن ما تمخض عنه مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي عقد في القاهرة يتسم بالكثير من الاهمية، ليس فقط على الصعيد الفلسطيني، ولكن ايضا على الصعيد العربي العام، خاصة وانه يعتبر، في جانب منه على الأقل، مدخلا مهما لخطوات اخرى طال انتظارها على صعيد العلاقات العربية العربية، ودفعت دول وشعوب المنطقة ثمنا غاليا لانتظاره على امتداد الشهور الماضية.


ومع الوضع في الاعتبار ان جلسة الحوار التي عقدت ستتبعها جلسات اخرى في شهر مارس المقبل لاستكمال كل الجوانب الاخرى بما في ذلك بحث ما ستتوصل اليه اللجان الخمس التي تم تشكيلها تمهيدا للانتقال بالاوضاع الفلسطينية الى ما هو مأمول منها، وخلال فترة لا تتجاوز نهاية الشهر المقبل، فان تأكيد كل الفصائل الفلسطينية على طي صفحة الماضي البغيضة، وفتح صفحة جديدة تتجاوز كل ماحدث في الفترة الماضية، والاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية بنهاية الشهر المقبل، يتجاوب في الواقع مع ما انتظرته وتطلعت اليه الجماهير الفلسطينية والعربية على امتداد المنطقة وخارجها كذلك طوال الفترة الماضية.

ومع الترحيب الكامل بكل خطوة فلسطينية ايجابية، تقرب بين الاشقاء وتتجاوز الخلافات، وتعيد وحدة الصف والتماسك الفلسطيني الى سابق عهده، فانه من الاهمية بمكان التأكيد ايضا على ان الخطوة التي اتخذت، هي خطوة في الاتجاه الصحيح بالتأكيد، هي خطوة لها ما بعدها، بل ان نجاحها وتحقيق الاهداف والآثار المتوخاة منها يتوقف الى حد كبير على ما ستتم ترجمته الى قرارات على ارض الواقع والكيفية التي سيتم بها ذلك ايضا خلال الفترة القادمة التي ينتظر كثيرون ما يمكن ان تشهده من تطورات.

واذا كانت الفصائل الفلسطينية، وخاصة فتح وحماس، قد سبق وان اتفقت على تجاوز الخلافات وبدء صفحة جديدة تتجاوز ماحدث، وتعيد الامور الى نصابها وتفعل مبادئ تحريم الاعتقال السياسي المتبادل للكوادر والاقتتال الفلسطيني وتحث على اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين لأسباب سياسية، فان الاتفاق الذي تم التوصل اليه يملك فرصة غير قليلة لتنفيذه والالتزام به من جانب مختلف الفصائل الفلسطينية، ليس فقط لأنه يتسم بالشمول، حيث تناول كل جوانب الخلافات بين فتح وحماس وعمل على وضع أسس للتوافق فيما بينهما حول تلك الجوانب، ولكن ايضا لانه وضع آليات محددة للعمل وترجمة ما تم الاتفاق عليه الى خطوات عملية على الارض، بل ووضع جدولا زمنيا لتحقيق ذلك. كما ان الاتفاق الاخير يحظى بدعم وتأييد واسع النطاق عربيا وفلسطينيا، خاصة وان كل الاطراف الفلسطينية والعربية تدرك بعمق اهمية وضرورة تجاوز الخلافات الفلسطينية، والعربية التي ساهمت في تدهور الاوضاع الفلسطينية والعربية خلال الفترة الماضية. ومن شأن ذلك كله ان يوفر فرص النجاح والالتزام بتطبيق الاتفاق الذي سيفتح المجال ايضا للانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية القادمة والتي ستحدد الى درجة كبيرة طبيعة وملامح الاوضاع على الساحة الفلسطينية خلال الفترة القادمة.

واذا كان من الطبيعي ان تتفاوت رؤية وتقييم وحماس الاطراف المختلفة، ومن ثم مدى تأييدها لما تمخض عنه الحوار الفلسطيني في القاهرة، الا انه من المهم والضروري، فلسطينيا وعربيا، ان تحرص كل الاطراف العربية وبلا استثناء على دعم وتأييد استعادة التقارب والتماسك الفلسطيني مرة اخرى عبر الآليات التي اتفق عليها الفلسطينيون، واغلاق الطريق امام اية خلافات او حسابات فصائلية او فئوية او مصلحية لهذا الطرف او ذاك خاصة وان الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة في غزة والضفة الغربية هو من يدفع ثمن استمرار الخلافات بين الاشقاء الفلسطينيين والعرب. ومن المؤكد ان استعادة التماسك والوحدة الوطنية الفلسطينية ستكون بدورها خطوة اخرى لتعزيز التقارب بين الدول العربية ووضع نهاية لخلافات وانقسامات اثرت كثيرا على قوة العرب وتأثيرهم حتى بالنسبة لقضاياهم وآن الأوان لوضع نهاية لذلك كله.
عمان - عمان