رمز الخبر: ۱۱۱۱۹
تأريخ النشر: 13:03 - 07 March 2009
عصر ايران – اصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير. واعتبرت ان ارتكاب "جرائم حرب" هي اكثر التهم اساسية ورواء اصدار مثل هذه المذكرة.

ان هذا المقال لا يريد الخوض في مذكرة اعتقال البشير والحكم على مدى عدالة او قانونية المذكرة من عدمها لان المواقف المختلفة التي اتخذتها الدول الغربية تجاه هذه المذكرة وانتقاد الدول العربية والصين وروسيا وايران لها يظهر جيدا اننا نواجه في هذه القضية اصطفافات سياسية اكثر منها قضية قانونية.

ان ما يهمنا في هذا المقال هو هل ان ارتكاب جرائم حرب من وجهة نظر قضاة محكمة لاهاي يختص في الوقت الحاضر بعمر البشير فحسب او انهم لو فتحوا اعينهم والقوا نظرة على الشرق الاوسط فانهم سيجدون مجرمي حرب هناك، فاي من جرائم الحرب التي يتهمون عمر البشير بارتكابها لم تحدث في فلسطين؟ هل ان قتل وابادة الاطفال والنساء والمدنيين خافية على قضاة محكمة الجنايات الدولية؟ الا تعتبر الهجمات السافرة على المناطق السكنية وتدمير منازل الفلسطينيين بالجرافات وحرق مزارعهم واخراجهم من بيوتهم وديارهم ، جرائم حرب؟

الا تعتبر مذابح صبرا وشاتيلا التي تدمي قلوب وضمير البشرية الى الابد ، جرائم حرب؟ والا تعتبر مهاجمة المناطق السكنية في غزة بالقنابل الفوسفورية مصداقا لجرائم الحرب ويستحق منفذوها العقاب؟ وهل سمع قضاة محكمة الجنايات الدولية لحد الان اصلا باسم فلسطين؟

فاذا كان الغرب ومحكمته يدعون حقا الى العدالة لما كانوا يسمحون اطلاقا بوقوع هكذا جرائم مروعة ضد شعب كبير وان تستمر على مدى 60 عاما لكن عندما يكون مقررا ان يصبح ميزان العدل اداة بيد مناهضي العدالة فاوضاع العالم ستصبح كما هي عليه الان ، ومن سوء حظ اولئك الذين يعقدون الامل على الاوساط والمنظمات التي تضفي علي نفسها صفة الدولية لكنها في الحقيقة هي في خدمة العالم الغربي لتبرير الظلم الحديث في الالفية الثالثة.