رمز الخبر: ۱۱۱۲۸
تأريخ النشر: 14:59 - 07 March 2009
احمد عمرابي

أوباما و(التبشير) العربي

عصر ایران - على مدى أيام عديدة بلياليها والقوات الإسرائيلية تقصف أهل قطاع غزة في الجو والبر والبحر التزم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما سكوتاً غير بليغ. وعندما خرج أخيراً من صمته لم يجد ما يقول سوى شجب المقاومة الفلسطينية وصواريخها البدائية.. ومن ثم استخلص أن الهجوم الإسرائيلي الكاسح كان رداً على المقاومة. وإذن فإن إسرائيل كانت في حالة (دفاع عن النفس).


أستذكر الآن وبعد أن عين أوباما وزيرة للخارجية تتبنى الأجندة الإسرائيلية بالكامل وكأنها الناطق الرسمي باسم الدولة اليهودية أولئك المعلقين العرب الذين كانوا يبشرون الأمة العربية والإسلامية بفوز المرشح الرئاسي (الديمقراطي) لأن اسمه الثلاثي الكامل يتوسطه اسم (حسين) متجاهلين تماماً مؤشرات مبكرة كانت توحي بأن ذلك الرجل كان في حقيقة الأمر المرشح (أيباك) - التنظيم المظلي للمنظمات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة، لكن الغريب حقاً أن هذا (التبشير) تواصل حتى بعد أن شرع أوباما في كشف أوراقه عقب دخوله البيت الأبيض رسمياً.

ظهر ذلك أوضح ما يكون في تعيين فريقه من المستشارين والوزراء - خاصة كبير موظفي البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي ووزيرة الخارجية - وذلك أنهم جميعاً ينتمون إلى فئة (المحافظين الجدد) التي تعتبر طليعة التنظيم المظلي الصهيوني.

كان من بين المؤشرات المبكرة التي كان من المفروض أن يتوقف عندها أولئك المعلقين العرب أن المرشح الرئاسي أوباما سافر خلال حمأة الحملة الانتخابية إلى الدولة الصهيونية ليعلن ولاءه لها ميدانياً، لبس الطاقية اليهودية الرمزية وزار نصب الهولوكوست قبل أن يعقد مؤتمراً صحافياً أعلن فيه التزامه بالدفاع عن إسرائيل إذا خرج من المعركة الانتخابية منتصراً، مع ذلك لا يزال معلقون يتجاوزون الاستبشار إلى التبشير، رغم أن الكتابة على الجدران أصبحت أوضح أكثر من أي وقت مضى. في مقاربته للقضايا العربية والإسلامية يعتمد أوباما ازدواجية القول والفعل، فالقول يصاغ بعبارات بلاغية تدخل في باب الود والتأييد لكن سرعان ما تأتي الأفعال مناقضة لها تماماً.

ومعنى ذلك أن العرب والمسلمين لا يستحقون من وجهة نظر واشنطن سوى بيانات في العلاقات العامة. للظهور في أول مقابلة تلفزيونية مطولة اختار أوباما قناة عربية. وقال الرئيس الجديد انه يريد إقامة علاقات طيبة مع العالم العربي والإسلامي. لكن سرعان ما اتخذ قراراً يقضي بتوسيع نطاق الحرب الأميركية في أفغانستان.

وسرعان ما عين فريقاً خاصاً ليتفرغ لمسألة البرنامج النووي الإيراني وكيفية منعه من التحول إلى إنتاج أسلحة نووية سوف تشكل تهديداً لإسرائيل متجاهلاً تماماً الترسانة النووية الإسرائيلية كخطر ماثل على شعوب الأمة العربية.

البيان- الامارات