رمز الخبر: ۱۱۴۷۸
تأريخ النشر: 12:33 - 18 March 2009
أما الناطق باسم تجمع "خط الإمام" فاعتبر انسحاب خاتمي بهذا الشكل "أمرا غير منطقي ولا يصب في مصلحة حركة الإصلاحات"، وقال داريوش قنبري إنه كان من الواجب معرفة ما إذا كان موسوي قادرا على جذب أصوات القاعدة الانتخابية للإصلاحيين قبل أن ينسحب خاتمي.

عصرایران - مع إعلان انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية الإيرانية لصالح المرشح مير حسين موسوي، يحاول الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إغلاق الباب أمام مخاوف من تعميق شقة الخلاف داخل صفوف التيار الإصلاحي وتفويت الفرصة أمام احتمال فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.


ويرجع المحلل السياسي الدكتور حسين كرمان بور سحب خاتمي ترشيحه إلى أسباب "أخلاقية تحكم شخصيته قبل أن تكون سياسية".

ويضيف كرمان بور -وهو عضو في تجمع أنصار خاتمي- أنه لم يكن مطروحا على الإطلاق أن يترشح خاتمي وموسوي في وقت واحد معا.


وقد بدا للمحافظين لدى إعلان موسوي ترشيح نفسه بعدما سبقه خاتمي إلى ذلك أن "الإصلاحيين يخططون للعبة سياسية معقدة"، لكن كرمان بور يؤكد أن المسألة لم تكن كذلك وأن انسحاب خاتمي دليل على الطريقة الأخلاقية التي يدير فيها الأمور بوصفه شخصية "ثقافية معروفة بأخلاقها قبل أن يكون شخصية سياسية".


أما الناطق باسم تجمع "خط الإمام" فاعتبر انسحاب خاتمي بهذا الشكل "أمرا غير منطقي ولا يصب في مصلحة حركة الإصلاحات"، وقال داريوش قنبري إنه كان من الواجب معرفة ما إذا كان موسوي قادرا على جذب أصوات القاعدة الانتخابية للإصلاحيين قبل أن ينسحب خاتمي.


لعبة سياسيه
وترى الكاتبة أعظم ويسمه أن ترشح مير حسين كان "لعبة سياسية تم نسج خيوطها من قبل التيار المحافظ لإخراج خاتمي من حلبة المنافسة".

وترى ويسمه أن ذلك هو ما حدث وأراح بال المحافظين، وتؤكد أن موسوي ليس مرشحا للتيار الإصلاحي. وكان موسوي قد نفى أن يكون مرشحا لأي من التيارين.


ورغم ما للرجل من مكانة واحترام في صفوف مختلف الأطياف السياسية من محافظين وإصلاحيين، فإن إعلان ترشيحه وانسحاب خاتمي أنهى أمل المنافسة الثنائية "خاتمي-نجاد" التي كان يعول عليها التيار الإصلاحي لحسم النتيجة لصالحه.

وعلى الطرف الآخر فذلك يعني تشتيت أصوات المحافظين لأن موسوي له قاعدة لا يستهان به داخل هذا التيار.


 هجوم وتشكيك
وحملت صاحبة كتاب "الشيطان الأكبر" فاطمة رجبي على موسوي بشدة وقالت في رسالة بعثتها له إن "القول بدعم هاشمي رفسنجاني لك سبب كاف لوضع مشروعيتك موضع التساؤل".


واعتبرت رجبي أن عودة موسوي إلى الحياة السياسية بعد هذا الصمت الطويل مسألة مبهمة، خاصة أنها جاءت عبر صور جمعته مع خاتمي ولقاءات مع ممثلي أطياف سياسية وصفتها رجبي "بالمفسدة والمعادية للإسلام والتابعة للغرب".


وجاءت أبرز الانتقادات لترشح موسوي من قبل مؤيدين لخاتمي الذي كان أول من طرح اسم مير حسين قبل أن يخضع لضغوط أنصاره ويعلن ترشيح نفسه.


ويشير كرمان بور إلى دور خاتمي في إعادة موسوي إلى الحياة السياسية بعدما "فشل كثيرون في ذلك".

ويعيد إلى الأذهان أن موسوي -قبل أن يكون معروفا كشخصية سياسية ثقافية- يتذكره الإيرانيون في قضيتين مهمتين: الأولى قدرته على إدارة اقتصاد إيران بنجاح عندما كان رئيسا للوزراء رغم قسوة الحرب مع العراق والحصار والمقاطعة الاقتصادية، والثانية استقلاليته رغم خلافه مع الرئيس الإيراني آنذاك علي خامنئي.


ويوجد شبه إجماع على نجاح موسوي في إدارة شؤون الحكم في فترة حساسة من تاريخ إيران بعد الثورة الإسلامية وهي الفترة التي شهدت الحرب العراقية الإيرانية، لكن معارضيه يشككون في قدرته على إدارة الأمور بعد غيابه الطويل وتراكم عدد من المشكلات على الصعيد الاقتصادي والسياسي.