رمز الخبر: ۱۱۵۹۸
تأريخ النشر: 14:57 - 29 March 2009
وعرف في الستينيات من القرن الماضي بـ"الأمير الأحمر" لمطالبته بملكية دستورية، وقد سحبت منه السلطات السعودية آنذاك جوازه بعد أن لجأ إلى مصر التي كان رئيسها جمال عبد الناصر أكبر مناهض للسياسة السعودية في المنطقة.

عصر ايران - الرياض - رويترز - بدأ أحد اخوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز جدلا علنيا نادرا بشأن خلافة العرش من خلال التساؤل بشأن تعيين وزير الداخلية نائبا ثانيا لرئيس الوزراء وهو منصب سيجعله بطبيعة الحال يحتل المركز الثاني في ترتيب خلافة العرش.

وجاءت تصريحات الأمير طلال بن العزيز بعد ان أعلن الديوان الملكي السعودي يوم الجمعة تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس الوزراء وهي ترقية تعني انه سيدير المملكة عندما يكون الملك وولي العهد في الخارج.

وهذه المهمة تكون في المعتاد مسؤولية النائب الأول لرئيس الوزراء ولي العهد الأمير سلطان لكنه يتعافى في الولايات المتحدة بعد جراحة أجراها في وقت سابق هذا العام.

وقال الأمير طلال ان العاهل السعودي يحتاج الى ان يصدر بيانا يوضح فيه ان هذا ليس سوى "ترشيح إداري".

وفي بيان أُرسل بالفاكس لرويترز قال الأمير طلال "جرت العادة في المملكة العربية السعودية أن يصبح النائب الثاني وليا للعهد بصورة تلقائية. وهذا الترشيح الأخير للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء سيعطي الانطباع بأنه سوف يصبح وليا للعهد تلقائيا."

واضاف "وبالتالي فانني أنادي بأن يقوم الديوان الملكي بتوضيح ما عناه بهذا الترشيح وأن ذلك لا يعني بأنه سيصبح وليا للعهد. فنظام البيعة هو المسؤول عن ذلك. وأكرر ومع كل التقدير والاحترام للملك عبد الله فانه لا بد من أن يكون هناك بيان يوضح فيه مغزى هذا المرسوم وأنه ليس سوى ترشيح إداري."

وجرى التأكد من صحة البيان من مساعد شخصي للأمير طلال وهو ابن لمؤسس المملكة العاهل الراحل الملك عبد العزيز آل سعود شأنه في ذلك شأن الملك عبد الله والأمير نايف.

وقال الأمير طلال ان تعيين الأمير نايف وليا للعهد يجب ان تقرره هيئة البيعة التي تضم في عضويتها أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الذين يصوتون لاختيار أولياء العهد.

واستهدف قرار تشكيل الهيئة في عام 2006 ان تحل محل سياسة صعبة سابقة كان يتم بموجبها اختيار أكبر أبناء العاهل الراحل الملك عبد العزيز آل سعود وأكثرهم قدرة على اداء المهام لمنصب ولي العهد.

وينظر الى الأمير نايف الذي يُعتقد انه يبلغ من العمر 75 عاما باعتباره واحدا من أشد القوى المحافظة في المملكة ومعارضا للاصلاحات التي ربما تقلص نفوذ الأسرة المالكة والمؤسسة الدينية في المملكة.

وقال للصحفيين في وقت سابق هذا الاسبوع انه لا يرى حاجة لان تصبح النساء عضوات في مجلس الشورى أو لإجراء انتخابات لاختيار أعضائه.

والأمير طلال من ناحية أخرى من أكبر المؤيدين للاصلاحات بين أفراد أُسرة آل سعود الحاكمة.

وامتنع متحدث باسم وزارة الداخلية عن التعليق على البيان بقوله ان الديوان الملكي فقط هو الذي من حقه التعليق على هذه المسائل. ولم يتسن الوصول على الفور الى مسؤولي العلاقات العامة بالديوان الملكي للتعليق.

وقال دبلوماسيون غربيون ومحللون ان تعيين الامير نايف يحسن فرصه في ان يصبح ولي العهد القادم.

وقال خالد الدخيل وهو استاذ للعلوم السياسية في جامعة الملك سعود انه ليس هناك تفسير آخر لهذا التعيين مضيفا ان بيان الأمير طلال يعكس هذا.

واضاف دبلوماسي "من العدل الحديث عن هيئة البيعة اذا كان هناك منصب شاغر. تعيين الامير نايف يشير الى حتمية انه سيصبح وليا للعهد."

وقال محلل سعودي قريب من الدوائر الرسمية ان تعيين الامير نايف جاء بعد مناقشات بين كبار أفراد الأسرة الحاكمة لكنه لم يستطع قول ما اذا كان الامير طلال شارك في هذه المحادثات.

وقال "كل شئ ممكن خلف الابواب المغلقة وقد اتفقوا. يسمح القانون للملك بتعيين نائب او عدة نواب او عزلهم .. هيئة البيعة غير مطلوب اللجوء اليها الان حيث ان المنصب ليس شاغرا."

وتعيين الأمير نايف الذي قال مرسوم ملكي انه "بناء على ما تقتضيه المصلحة العامة" سيجعل وزير الداخلية مسؤولا عن ادارة شؤون المملكة خلال غياب متوقع للعاهل السعودي الملك عبد الله لمدة اسبوعين.

ويتوقع ان يحضر العاهل السعودي قمة عربية هذا الاسبوع في قطر قبل ان يتوجه الى لندن لحضور قمة مجموعة العشرين في اوائل شهر ابريل نيسان.

ويقول دبلوماسيون ومحللون ان مساعي الامير طلال من اجل اجراء اصلاحات لا يشاركه فيها سوى اقلية من بين عدة الاف من الامراء السعوديين.

وعلى مدى 30 عاما شغل فيها الامير نايف منصب وزير الداخلية تعين عليه التصدي لحصار دام للكعبة في عام 1979 وموجة من التفجيرات قام بها متعاطفون مع القاعدة واستهدفت الاطاحة بالاسرة المالكة.
 
الأمير طلال بن عبد العزيز
 
الأمير "الإصلاحي"
 
ونقلت "بي بي سي " ان الأمير طلال بن عبد العزيز - وهو والد الأمير وليد بن طلال أحد أثرى أثرياء العالم-  اشتهر بدعوته إلى إدخال بعض الإصلاحات على نظام الحكم في بلده.

 
وعرف في الستينيات من القرن الماضي بـ"الأمير الأحمر" لمطالبته بملكية دستورية، وقد سحبت منه السلطات السعودية آنذاك جوازه بعد أن لجأ إلى مصر التي كان رئيسها جمال عبد الناصر أكبر مناهض للسياسة السعودية في المنطقة.

وقبل أقل من سنتين أعلن عزمه على تشكيل حزب سياسي كما انتقد أمراء العائلة الحاكمة السعودية لاحتكارهم السلطة والوقوف في وجه الإصلاح السياسي في البلاد.

إلا أن الأمير يعتبر اليوم من المقربين للعاهل السعودي الذي كان ينظر إليه باعتباره من المتعاطفين مع الإصلاح عند مجيئه إلى الحكم.

ومن شأن تعيين الأمير نايف - الذي يحسب على التيار المحافظ في المملكة- أن يجعله الحاكم الفعلي للملكة في حال غياب العاهل السعودي خارج البلاد نظرا لأن ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبد العزيز يمضي فترة نقاهة في الولايات المتحدة.