رمز الخبر: ۱۱۸۱۴
تأريخ النشر: 08:46 - 08 April 2009

عصرایران -  (رويترز) - طالب الرئيس الامريكي باراك اوباما الفصائل العراقية المتناحرة يوم الثلاثاء بالتوصل الى تسوية ملمحا الى نفاد الصبر بقوله انه ينبغي للعراقيين تولي المسؤولية عن بلادهم حتى تتسنى للقوات الامريكية المغادرة.

وعبر أوباما الذي تفترض استراتيجيته للانسحاب بقاء العراق مستقرا نسبيا خلال الشهور الثمانية عشر القادمة عن قلقه من أن الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام قد تدفع بقضايا سياسية غير محسومة "الى الواجهة" في بلد يخرج ببطء من سنوات من العنف الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الالاف.

وكان أوباما قد توجه في وقت سابق يوم الثلاثاء الى بغداد في زيارة لم يعلن عنها مسبقا للاجتماع مع القادة العسكريين الامريكيين والزعماء العراقيين وتقييم الوضع الامني هناك بشكل مباشر.

وتهدف الاستراتيجية التي أعلنها أوباما بعد توليه السلطة في يناير كانون الثاني لانهاء الحرب التي بدأها سلفه جورج بوش قبل نحو ست سنوات وتسعى لسحب كل القوات الامريكية القتالية بنهاية أغسطس اب 2010 وباقي القوات بنهاية 2011.

وقال أوباما امام نحو 1500 جندي أمريكي في معسكر فيكتوري مترامي الاطراف والذي يقع خارج بغداد مباشرة "لقد حان الوقت بالنسبة لنا لنقل (المهمة) الى العراقيين. ينبغي عليهم النهوض بالمسؤولية عن بلدهم.. لكي يقوموا بذلك ينبغي عليهم التوصل الى تسويات سياسية."

ويشعر خبراء عراقيون بالقلق من أن المكاسب الامنية الاخيرة قد تتبدد اذا فشلت الفصائل العراقية في التوصل الى تسوية بشأن قضايا مثل تقاسم عوائد النفط بشكل أكثر انصافا ومنح العرب السنة كلمة أقوى في الحياة السياسية.

وقامت الحكومة التي يقودها الشيعة والتي تضم أقلية من الاكراد والعرب السنة ببعض الاصلاحات لكنها تفشل دائما في الاتفاق بشأن قضايا سياسية ذات أهمية حقيقية.

وقال مسؤولون عراقيون ان الطرفين اتفقا في اجتماعاتهما مع اوباما على ضرورة اقتران المكاسب الامنية الاخيرة بتقدم في التسويات السياسية.

وقال مجلس الرئاسة العراقي المكون من ثلاثة افراد على رأسهم الرئيس جلال الطالباني وهو كردي بعد اجتماعهم مع اوباما ان العراق بلد مهم ويعتمد على زعمائه السياسيين في قيادته نحو الرخاء والتنمية بشكل حضاري.

وأحيطت زيارة أوباما لبغداد التي استمرت أكثر قليلا من أربع ساعات بالسرية على غرار زيارات مماثلة قام بها سلفه بوش الذي حددت الحرب التي لا تحظى بالشعبية وبدأها في 2003 للاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين ارثه من السياسة الخارجية.

ولم يعلن عن الزيارة مسبقا ولم يكشف عنها الا بعدما هبطت طائرة الرئاسة الامريكية على أرض مطار بغداد الدولي قادمة من اسطنبول في نهاية أول جولة دولية كبرى يقوم بها أوباما.

واجتمع أوباما مع قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو كما أجرى محادثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي والطالباني ونائبيه.

وجاءت الزيارة بعد يوم من سلسلة تفجيرات منسقة على ما يبدو في أنحاء العاصمة العراقية أسفرت عن مقتل 37 شخصا. وقالت الشرطة العراقية ان سيارة ملغومة انفجرت يوم الثلاثاء فقتلت تسعة أشخاص وأصابت 20 في حي الكاظمية الذي تسكنه أغلبية شيعية بشمال غرب بغداد.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية ان موقف أوباما من الحرب يمثل فرقا واضحا بينه وبين بوش.

وأضاف أن حرب العراق ليست حرب أوباما وانه يرغب في سحب القوات. وتابع أن بوش كان يتحدث دائما بشأن وجود طويل الامد للقوات الامريكية بالعراق بينما يرغب أوباما في الانسحاب بأسرع ما يمكن وان هذا يمثل الفرق بينهما وهو ايجابي بالنسبة للعراق.

وبموجب خطة أوباما سيتم خفض عدد القوات الامريكية في العراق البالغ حاليا نحو 140 ألفا الى ما بين 35 و50 ألفا بنهاية أغسطس اب 2010.

وسيعاد تعريف مهمة القوات الباقية لتكون بدرجة كبيرة المساعدة في تدريب القوات العراقية.

وقال أوباما في اشارة الى موعد أغسطس اب 2010 "ستكون هذه فترة حرجة هذه الشهور الثمانية عشر القادمة."

وأضاف أوباما للقوات الامريكية في معسكر فيكتوري "ستكون لكم أهمية من حيث ضمان أن يكون العراق مستقرا وألا يكون ملاذا امنا للارهابيين.. ويمكننا (عندها) اعادة رفاقنا الى الوطن."

وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض ان أوديرنو قال لاوباما انه على الرغم من الزيادة الاخيرة في التفجيرات الا أن مستوى العنف في البلاد وصل الى أدنى مستوى له منذ 2003.

غير أنه فيما يسلط الضوء على هشاشة الوضع الامني استبعد مسؤولون أمريكيون فكرة انتقال اوباما الى داخل بغداد في موكب بعدما تسبب سوء الاحوال الجوية في الغاء رحلة مزمعة بطائرة هليكوبتر الى المدينة للاجتماع مع الزعماء العراقيين.

وبدلا من ذلك توجه المالكي والطالباني الى معسكر فيكتوري لاجراء محادثات مع أوباما.

وخلال العام الماضي انحسرت بشكل حاد أعمال العنف الطائفية وعمليات المسلحين التي اندلعت بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 لكن قوات الامن العراقية لا تزال تواجه تحديات هائلة فيما تتولى عمليات الشرطة والجيش من القوات الامريكية.

وحث المالكي بعد محادثاته مع أوباما الشركات الاجنبية على العودة والاستثمار في العراق قائلا انه بات أكثر استقرارا الان.

ونظم العراق أكثر عملياته الانتخابية سلمية منذ الغزو عندما مرت انتخابات محلية جرت في يناير كانون الثاني دون هجوم كبير واحد للمتشددين. لكن مسؤولين أمريكيين وعراقيين يقولون ان التوترات بين الفصائل المتناحرة ستزداد على الارجح مع اقتراب الانتخابات الوطنية في وقت لاحق من العام.

وحذر أوباما قائلا "أحرزنا تقدما سياسيا ملموسا. لمستم استعدادا أكبر من جانب كل الفصائل في العراق لحل خلافاتهم بالطرق السياسية وعبر وسائل غير عنيفة. لكن مع اقتراب الانتخابات الوطنية قد يدفع بكثير من القضايا السياسية غير المحسومة الى الواجهة."

ويحذر محللون من أن قضية مصير مدينة كركوك قد تؤدي الى اشعال الصراع العرقي الطائفي القادم بالعراق رغم بدء انحسار العنف بين الشيعة والسنة.

والمدينة غنية بالاحتياطيات النفطية وتزعم الاقلية الكردية أنها عاصمتهم التاريخية وهناك توترات متزايدة بين الاكراد في منطقة كردستان شبه المستقلة في الشمال والعرب في بغداد.