رمز الخبر: ۱۲۰۷۱
تأريخ النشر: 09:28 - 15 April 2009

عصرایران - رسالة السلام التي صاغها ستة وزراء خارجية عرب والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى التي يعتزم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني تسليمها للرئيس الاميركي باراك اوباما في العشرين من الشهر الجاري تؤكد مجددا على خيار السلام وخطة الدولتين التي اقرها المجتمع الدولي وتطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك لاطلاق عملية السلام على هذا الاساس وهو موقف تبناه العرب في قمتهم الاخيرة وتلك التي سبقتها.


وهي نفس روح المبادرة العربية التي استخفت بها اسرائيل وضربتها عرض الحائط بل انها قابلت تلك المبادرة بمزيد من الخطوات المتسارعة لنسف عملية السلام وفي مقدمتها تكثيف الاستيطان وتشديد الحصار وحملات الاعتقال والقتل في الضفة ثم العدوان المدمر على قطاع غزة.. وهي نفس الممارسات المتواصلة حتى اليوم.

واكثر من ذلك فان حكومة نتانياهو الجديدة تجاهلت الالتزام بعملية السلام والاتفاقيات الموقعة وخطة الدولتين وراح نتانياهو يتحدث عما اسماه (السلام الاقتصادي) في محاولة جديدة للتهرب من الاستحقاقات السياسية الجوهرية اللازمة لصنع السلام.

ازاء هذا الوضع يحق للمواطن العربي عموما والفلسطيني على نحو خاص التساؤل حول ما هو الجديد الذي جاء به وزراء الخارجية العرب هذه المرة ؟

ثم ألم يطلب العرب على مدى عقود من اميركا ومن المجتمع الدولي انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية؟

وهل ثبت ان آلية العمل العربي ومضمونه على هذا النحو يمكن ان يحقق نتائج على الارض باتجاه السلام ؟ هذا رغم اننا ندرك اهمية اي تحرك سياسي عربي بما في ذلك التحرك الحالي الموجه اساسا للادارة الاميركية على امل احداث توازن في الموقف الاميركي المنحاز لاسرائيل اصلا وعلى امل ان يؤدي ذلك لاطلاق عملية سلام جادة تقود فعلا لتطبيق رؤية الدولتين.

ولكن الأمل والاماني شيء يختلف تماما عن الواقع واتجاهاته وهو ما يفرض على العرب اعادة النظر في كل هذه الآليات للتحرك او على الاقل دعمها بموقف عربي جاد يربط بين جهود السلام وموقف اي دولة من المبادرة العربية بمدى قرب الدول العربية او بعدها عنها، فالحديث يدور عن مصالح وحقوق عربية من الدرجة الاولى ولا يعقل ان يبقى العرب في موقع استجداء السلام من اميركا واوروبا في الوقت الذي لا زال فيه الموقف الاميركي - الاوروبي يتجاهل ما تقوم به اسرائيل ويوفر لها الحماية والدعم.

وفي نفس الوقت تتمتع اميركا واوروبا بضمان مصالحها الهائلة في الدول العربية وهو عكس ما يمكن ان تقدم عليه اوروبا او اميركا عندما تتعرض ادنى مصلحة لهما للخطر نستخدم كل ادوات الضغط من عقوبات اقتصادية الى مقاطعة وصولا الى التدخل العسكري.

وهذا هو الفارق الكبير بين الموقف العاجز الذي لا يقدم ولا يؤخر ويكتفي بالتمني والامل وتوجيه الدعوات والنداءات وبين الموقف الفاعل الذي يستخدم كل اوراق القوة لخدمة مصالحه وحقوقه وللأسف فاننا كأمة عربية لم نستخدم حتى الان اوراق القوة التي تمتلكها امتنا في مواجهة انحياز الغرب لاسرائيل او محاولة الضغط عليه لاتخاذ موقف متوازن.

ولهذا نقول انه حتى تكون رسالة السلام العربية التي سيحملها الملك عبدالله الثاني الى اوباما مؤثرة وفاعلة فلا بد ان يسندها موقف عربي موحد وموقف اسلامي موحد يوجه بالمقابل رسالة واضحة للغرب بان هذه الامة العربية لن تسكت الى الابد عن ضياع حقوقها وتهديد مصالحها وان المجتمع الدولي عموما واميركا واوروبا على نحو خاص تتحملان مسؤولية اساسية في هذا الخلل الذي يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه الما وحرمانا ومعاناة منذ نكبة عام ۱۹۴۸ وتدفع شعوب الامة العربية ثمنه حتى اليوم بمواصلة اسرائيل احتلال اراضيها وتهديد امنها وسلامتها.
 
 
القدس - فلسطين