رمز الخبر: ۱۲۱۳۹
تأريخ النشر: 10:46 - 19 April 2009
رفض.. يقتضي التصدّي الدولي

عصرایران - رفض إسرائيل التعاون مع اللجنة الدولية للتحقيق في مجزرة غزة، ما كان مفاجئاً. يتسق مع تعاملها المألوف، في مثل هذه الحالات. الهيئات والقرارات، من هذا النوع، لا تأبه بها، تل أبيب.
 
اعتادت على تجاهلها. بل على النظر إليها بازدراء واستخفاف، تامين. تتعاطى معها من فوق.عدم انصياعها للمشيئة الدولية، صار القاعدة والنمط. وما من مرة دفعت ثمن استهتارها هذا.

الغطاء الأميركي المستديم، لم يؤمن لها الحماية فحسب، بل شجّعها على المزيد. هذا الامتياز الذي تتمتع به بصورة متعسّفة والمسكوت عنه، صار من الضروري التصدّي له. حان الوقت وأكثر، لكي يقف المجتمع الدولي ويطالب بإسقاطه.

كان من الطبيعي، في ضوء الانتهاكات الفظيعة، التي مارستها إسرائيل في عدوانها على غزة، أن ترتفع المطالبات بفتح تحقيق. عندما يسقط مئات النساء والأطفال، تكون القوة المعادية قد ارتكبت جرائم محرّمة، ضدّ الإنسان. عندما يقوم المعتدي بتدمير ألوف المباني السكنية والمدرسية والصحية والعامة، عندئذ يكون في الأمر جرائم حرب، حظرتها القوانين الدولية واتفاقية جنيف. وحين يستفظع الأمين العام للأمم المتحدة، إثر زيارة ميدانية للقطاع المدمّر، ما رأى وشاهد، ملمّحاً إلى إمكانية فتح تحقيق، عندئذ تكون رائحة الجريمة تفوح بقوة.

وهكذا كانت انطباعات وإفادات، كل الذين زاروا غزة بعد وقف النار. لكن استغفال إسرائيل للعالم، فضحه جنودها.

شهاداتهم، التي نشرتها الصحف الإسرائيلية، فاضت بالروايات والتفاصيل حول الجرائم المتعمّدة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، ضدّ الفلسطينيين المدنيين هناك. مع ذلك عندما قرر مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، تعيين لجنة دولية للتحقيق في الأمر، أبدت إسرائيل انزعاجها.

وعندما فاتحتها اللجنة بهذا الشأن وطلبت التعاون، أبلغت تل أبيب المجلس بأنها (لن تتعاون مع التحقيق). ذريعتها، أن هذا الأخير (قام على قرار أعوج)! كأنها تقول وبكل عين جامدة: إن كل ما قاله العالم ورآه، من آثار الخراب والمجازر، في غزة، منحاز وغير صحيح. ما تزعمه هي، وحده الصحيح والمستقيم!

أن تكذب إسرائيل، أمر مألوف. وأن لا تبالي بما يقوله الآخرون، أيضاً ليس بالجديد. التساهل معها، جعلها تدمن على مثل هذا السلوك. لكن أن تتحدّى هيئة دولية وترفض صراحة التجاوب معها في مسألة بسيطة كالتحقيق، ففي ذلك قفزة جديدة وخطيرة من تمردها على العالم وقوانين العصر.

خاصة وأن رفضها جاء بلغة مهينة، عندما وصفت قرار المجلس بأنه (أعوج). الأعوج الوحيد والشاذ، هو سلوكها، بما ينطوي عليه من عدوانية واستعلاء، آن الأوان كي يتحرك المجتمع الدولي ليضع حداً له.
 
البيان - الامارات