رمز الخبر: ۱۲۲۵۴
تأريخ النشر: 09:25 - 22 April 2009

عصرایران ـ القدس العربي  ـ تقدم أكثر من 200 من أعضاء مجلس النواب الأمريكي برسالة تدعم مشروع الحكم الذاتي الذي تقدمت به الحكومة المغربية كحل لنزع الصحراء الغربية، في حين طرح وزير الخارجي المغربية الطيب الفاسي الفهري النزاع في اللقاء الذي احتضنته مدينة قرطبة الأندلسية وجمع وزراء خارجية دول غرب البحر الأبيض المتوسط أو ما يصطلح عليه بـ 5+5.

وفي إطار الحرب الدبلوماسية القائمة بين المغرب وجبهة البوليزاريو لحشد الدعم لأطروحة كل منهما، نجح المغرب في الحصول على دعم قوي يتجلى في قيام 229 من أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 445 بالتوقيع على رسالة تؤيد اقتراح المغرب بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية كحل نهائي للنزاع الذي يعود لعقود مضت.

يأتي الكشف عن هذه الرسالة الجماعية بعد أسبوعين فقط من تقرير أصدره معهد بوتماك للدراسات السياسية وجامعة جون هوبكنس يصب في مصلحة المغرب وعنوانه "لماذا يهمنا المغرب العربي؟". ويصب التقرير في مصلحة المغرب من حيث أنه يرحب باقتراح الحكم الذاتي. وأيدت التقرير وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت.

وتكشف الرسالة الجماعية أن الدعم الأمريكي قوي للمغرب، لكن بعض المراقبين يعتبرون أن الرسالة قوية ولكن غير حاسمة بحكم أن السفير الأمريكي في مجلس الأمم المتحدة دائما يصوت على استفتاء تقرير المصير وليس على مقترح الحكم الذاتي.

المحلل السياسي مصطفى الخلفي نشر في جريدة "التجديد" المغربية مقالا يحلل فيه الأهمية التي تكتسيها الرسالة، ويبرز أن هذه الرسالة تنقل مستوى الالتزام الأمريكي بدعم مشروع الحكم الذاتي إلى درجة متقدمة، لا سيما وأن الرسالة تشدد على أن هذا المقترح طرحه المغرب بطلب من واشنطن.

من جانب آخر، قال الخلفي "على مستوى التنافس مع سياسة البوليزاريو المضادة للمغرب في هذا المجال، نجد أن الرسالة حملت توقيعات شخصيات عرفت تاريخيا بانحيازها لمصلحة أطروحة البوليزاريو وهو مكسب للمغرب".

في الوقت نفسه، يبرز هذا المحلل وجود ضعف مغربي في مجلس الشيوخ بينما البوليزاريو لها تواجد في هذا المجلس ومن خلال "شخصيات جد مؤثرة مثل الديمقراطي باتريك ليهي رئيس اللجنة الفرعية لمخصصات العمليات الخارجية، وهي اللجنة التي كانت وراء وضع شرط احترام حقوق الإنسان داخل الصحراء على جزء من المساعدة العسكرية للمغرب ودون أدنى إشارة لمخيمات تندوف، وأيضا الديمقراطي إدوارد كينيدي الذي لعب دورا أساسيا في صعود باراك أوباما، فضلا عن الجمهوري جيمس إنهوف ذي المواقف الإنجيلية المتطرفة، وغني عن الذكر أن جزءا مقدرا من مشاكل المغرب مع الكونغرس صدر بشكل قوي من مجلس الشيوخ".

وفي تقييم شامل، يرى الخلفي " النجاح المغربي إلى غاية اليوم على مستوى الكونغرس بمجلسيه هو في حدود التعبير عن مواقف من خلال رسائل، لكن لا تتوفر على قيمة تشريعية، على خلاف تحركات أنصار البوليزاريو، حيث تم الانتقال من مرحلة الرسائل المتزامنة مع مناقشات مجلس الأمن حول قضية الصحراء، إلى مرحلة جديدة برزت منذ تموز/يوليو 2007 وهي استصدار توصيات وإجراءات تشريعية تهم ملف حقوق الإنسان في قضية الصحراء، فضلا عن استثناء الصحراء المغربية من اتفاقية التبادل الحر".

في سياق متصل، طرح وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي في مؤتمر وزراء خارجية دول 5+5 (تشمل المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا واسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا ومالطا) والذي انعقد أمس بمدينة قرطبة بجنوب اسبانيا، مقترح الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء الغربية.

وبغض النظر عن الموقف الجزائري المعارض والذي يؤكد أن الأمم المتحدة هي المكان المناسب لهذا النزاع، يبدو أن الرباط، ترغب من خلال هذه المبادرة، في دور للاتحاد الأوروبي في إيجاد حل للنزاع.