رمز الخبر: ۱۲۳۱۴
تأريخ النشر: 11:09 - 23 April 2009

ضجّة غرضها تأمين عازل لإسرائيل

عصرایران - الضجّة التي شهدها افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية في جنيف، لصالح إسرائيل، مفتعلة ومبالغ فيها. طغى فيها، عمداً، التسييس على جوهر الموضوع. طابعها الاعتراضي، غرضه التمويه وحرف الأضواء عن إدانة السياسات والممارسات العنصرية، الغني بها تاريخ الدولة العبرية. تمّ استنفار كافة الإمكانات السياسية والإعلامية، لحماية تل أبيب ومنع توجيه إصبع الاتهام إليها، في هذا الخصوص. كأن في الأمر افتراء عليها.


السياسة التي تعتمدها مع الفلسطينيين، داخل الخط الأخضر أو خارجه، ناطقة بالتمييز العنصري ضدهم. مع ذلك يأبى حماتها تصنيفها في هذه الخانة. لا بالتصريح ولا بالتلميح. كما لو أنه ممنوع رشقها بشيء، حتى ولو بزرّ ورد، كي لا تنخدش مشاعر الاستعلاء والتمايز لديها. فما ينطبق على غيرها في هذا العالم، لا ينطبق عليها. مساواتها بالآخرين لا تجوز.

تعطيل القرارات الدولية العديدة الصادرة ضدّها، يشهد على ذلك. ناهيك عن المقررات والإدانات التي صدرت في مناسبات ومؤتمرات لا تحصى، إزاء احتلالها وسياساتها العدوانية.

واليوم يتكرر المشهد في جنيف. تقوم الدنيا ولا تقعد، لمجرد ذكر عبارة عنصرية، في توصيف هذه السياسات. حوّلوا المسألة من تعرية للعنصرية ومن يمارسها، إلى تنديد بمن يشير إلى عنصرية إسرائيل. انقلبت المقاييس. بدل أن يكون التركيز على هذه الآفة والجهة التي تعتمدها في تعاملها مع الآخرين، صار على ضرورة نصب سياج حول إسرائيل، يردّ هذه التهمة عنها.

بل يتولى تحويلها إلى مجرد عداء للسامية. نغمة قديمة، طالما لجأت إليها إسرائيل وأبواقها في الخارج، إما لتغيير الموضوع وصرف الاهتمام عنه، وإما لإخراس أية أصوات مشابهة، يمكن أن ترتفع لاحقاً. وكانت الماكينة الصهيونية تحرص دائماً على ملاحقة من يتجرأ، في الغرب خاصة، على كسر القاعدة، لتصفية حسابها السياسي معه.

بصرف النظر عن الصخب الذي جرى على هامش اليوم الأول للمؤتمر، يبقى بيت القصيد في الرسالة التي أراد المقاطعون والمعترضون إرسالها، هو أن وضع إسرائيل في قفص الاتهام، من الممنوعات. كل شيء مسخّر لهذا الغرض. لا بأس من ليّ عنق الواقع وتزييفه، أو من شنّ حملة تضليل وتمويه، تضيع معها الوقائع ذات الصلة، أو افتعال معارك جانبية، تختلط معها الأمور. المهم أن تبقى صورة إسرائيل منزّهة.

في سبعينات القرن الماضي، أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بأن الصهيونية حركة عنصرية. لم يقلل من ذلك القرار عودة الجمعية عنه، في التسعينات، تحت ضغط كبير مارسته آنذاك إدارة بوش الأب. ولن تقلل منه الآن مقاطعة هذا المؤتمر، من قبل البعض، أو التشويش عليه.
البيان - الامارات