رمز الخبر: ۱۲۳۶۰
تأريخ النشر: 09:07 - 26 April 2009

عصرایران -  (رويترز) - دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون العراقيين الى تجاوز خلافاتهم في غمرة هجمات انتحارية أحيت مخاوف من تجدد الحرب الطائفية عند انسحاب القوات الأمريكية.

وفي زيارة قصيرة للعراق هي الأولى لها كوزيرة للخارجية سعت كلينتون الى طمأنة العراقيين بشأن دعم بلادها لهم في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لسحب كل قواتها من البلاد بحلول نهاية عام 2011.

ووصلت كلينتون لبغداد على متن طائرة نقل عسكرية بعد يوم من تفجير مهاجمتين انتحاريتين نفسيهما خارج مرقد شيعي في بغداد مما أسفر عن سقوط 60 قتيلا في أدمى هجوم فردي في العراق منذ أكثر من عشرة شهور.

وكان هذا ثالث هجوم كبير يقع خلال يومين ليصل اجمالي عدد قتلى اعمال العنف منذ يوم الخميس الى 150 شخصا على الاقل.

وأججت الهجمات المخاوف من تجدد اعمال العنف في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لسحب قواتها المقاتلة من المدن العراقية بحلول نهاية يونيو حزيران لانهاء جميع المهام القتالية في اغسطس اب 2010 واعادة جميع القوات الى البلاد بحلول نهاية 2011.

وفي اجتماع لكلينتون مع حوالي 150 عراقيا في مقر السفارة الامريكية قال صحفي عراقي بشكل واضح ان كثيرا من العراقيين خائفون مما سيحدث حينما تغادر القوات الامريكية وان الناس لا يثقون بقوات الأمن العراقية.

ولكن كلينتون ردت قائلة "لا يوجد شيء أكثر أهمية من العراق الموحد.. كلما تعززت وحدة العراق شعرتم بالثقة في أجهزة الامن. ينبغي ان تفوز أجهزة الامن بثقتكم ولكن يتعين أن يطالب الناس بذلك."

وبدأت أعمال العنف الطائفية مع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 ولكنها تراجعت على مدى العام الماضي غير أن قوات الامن العراقية ما زالت تواجه تحديات جسيمة وهي تتسلم المهام العسكرية وتدير أجهزة الشرطة من يد القوات الامريكية.

وعززت انتخابات وطنية تجرى نهاية العام الحالي في العراق من المخاوف مع تنافس أحزاب وجماعات مسلحة للسيطرة على البلد المنتج للنفط.

وسئلت كلينتون يوم الجمعة عما اذا كانت أعمال العنف الأخيرة قد تشعل الحرب الطائفية من جديد فقالت "لا أرى مؤشرات على ذلك في الوقت الحالي."

وقالت للصحفيين في الكويت في وقت متأخر من مساء الجمعة قبل السفر الى بغداد يوم السبت "أعتقد أن التفجيرات الانتحارية.. هي مؤشر وللاسف بطريقة مأساوية على أن الرافضين يخشون أن يكون العراق يسير في الطريق الصحيح."

وفي زيارتها القصيرة اجتمعت كلينتون مع رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري كما اطلعها الجنرال راي أوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق على الاوضاع هناك.

وقال زيباري انه يرى ان رسالة كلينتون بشأن مواصلة الدعم الامريكي تبعث على الاطمئنان وان العلاقات بين البلدين ستتطور الى علاقة طبيعية تقوم على التعاملات الاقتصادية بدلا من العلاقة التي استندت الى المخاوف الامنية والعسكرية.

وقال انه لا يوجد شك في وجود تحديات امنية واقتصادية خطيرة تواجه العراق الذي سيواصل الاعتماد على تعهدات الولايات المتحدة ودعمها.

واجتمعت كلينتون أيضا مع عراقيين عاديين تمت دعوتهم لزيارة السفارة الامريكية شديدة التحصين وتحدثت على نحو خاص مع مجموعة من العراقيات اللاتي ترملن خلال السنوات الست الماضية جراء أعمال العنف الطائفية.

وخلال اجتماعها مع المواطنين العراقيين في السفارة أجابت على سؤال تلو الآخر بشأن ما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله لمساعدتهم في كل شيء من التعليم والزراعة الى تمكين المرأة وحقوق الاقليات.

وقالت كلينتون انها تعلم بأنه ليس من السهل اصلاح روابط المجتمع العراقي.

وأضافت "أعلم مدى صعوبة الأمر.. لقد ناضلت بلادي لسنوات عديدة مع كل أنواع الانقسامات ولكن حتى الآن كما تعلمون.. لقد انتخبنا للتو رئيسا أمريكيا من أصل أفريقي.. شخصا يقود جميع الأمريكيين وليس مجرد مجموعة واحدة."