رمز الخبر: ۱۲۳۸۶
تأريخ النشر: 14:32 - 26 April 2009

عصرایران -(رويترز) - يحاول الرئيس الاندونيسي كسب ود الاحزاب الاسلامية لتشكيل ائتلاف جديد غير ان الاقليات العرقية والدينية تخشى ان يقوض ذلك تقليد التسامح في الدولة التي تقطنها أغلبية مسلمة الا أنها تتبنى توجها علمانيا من الناحية الرسمية.

ويمكن أن يكون لهذا التحول تبعات اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى ويحتمل أن يؤجج توترات بين الاغلبية المسلمة والاقلية المسيحية والهندوسية وقد يدفع الاقلية ذات الاصول الصينية وأغلب أفرادها من المسيحيين الذي يهيمنون على قطاع الاعمال في البلاد للاحتفاظ بمزيد الاصول في الخارج.

وفي فترة ولايته الاولى اعتمد الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو على ائتلاف واسع من الاحزاب الاسلامية والعلمانية بما في ذلك حزب جولكار الذي هيمن على السياسة في عهد الرئيس السابق سوهارتو مما زاد من صعوبة تنفيذ الاصلاح.

وفي الانتخابات البرلمانية التي اجريت هذا الشهر ارتفع نصيب الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه يودويونو من الاصوات ثلاث مرات ليصل الى الخمس ليصبح في وضع اقوى لتشكيل ائتلاف من احزاب ذات برنامج مشترك.

وقال يودويونو انه قد يتحالف مع الحزب العدالة الاسلامي الذي رفع نصيبه من الاصوات قليلا الى ثمانية بالمئة مما أثار قلق بعض الاندونيسيين.

وقال سفيان واناندي رئيس اتحاد ارباب العمل في اندونيسيا "يقلقنا احتمال تحالف يودويونو مع حزب العدالة " مشيرا لمخاوف من أن حزب العدالة ربما يضغط لاقامة دولة اسلامية حين يتقلد السلطة.

وقال "ثمة الكثير من الشكوك تحيط بهذا الامر. لا نعرف اذا كان بامكاننا أن نصدقهم."

وتابع "لا أمانع في وجود عدد قليل من الوزراء من حزب العدالة ولكن اذا بدأوا في تطبيق سياسات قومية فعلية فقد يأتي ذلك بنتائج سلبية. أهم شيءالاستقرار السياسي لتفادي هروب راس المال."

وتتناسب مساعي حزب العدالة للاصلاح وشن حملة على الفساد مع البرنامج السياسي ليودويونو ولكن ليس ثمة توافق في جوانب أخرى.

وتعقد كوادر الحزب جلسات دينية أسبوعية وفيما حاول الحزب التهوين من سمعته كحزب ديني لزيادة شعبيته فان شكوكا تنتاب الكثير من الاندونيسيين خشية ان يعمل على فرض قوانين اسلامية.

كما ان سياساته الاقتصاديه تميل نحو القومية وذكر الحزب انه سيضغط من أجل اعادة التفاوض بشأن عقود قطاع الطاقة والتعدين مما قد يبعد المستثمرين الاجانب.

وقال محمد جونتور روملي من النشطاء في مجال الحرية الدينية "يتبني حزب العدالة ايديولوجية محافظة ولكنه يصور نفسه على انه منفتح ومعتدل لانه براجماتي ايضا."

وتابع "في الوقت الحالي ولان الحزب الديمقراطي يحقق تقدما سوف يتكيف (حزب العدالة) لانه يريد الانضمام للائتلاف. سيكون حريصا فيما يصرح به."

وصرح تيفاتول سيمبيرينج رئيس الحزب لرويترز في وقت سابق من هذا الشهر بان الحزب يؤيد مباديء الشريعة وليس تقنين الشريعة.

ويمنح تحالف وثيق بين الحزب الديمقراطي وحزب العدالة الاخير نفوذا أكبر وربما المزيد من المناصب الحكومية في وقت يتراجع في التأييد لمعظم الاحزاب الاخرى ذات التوجه الاسلامي وحزبين علمانيين أكثر رسوخا هما جولكار والحزب الديمقراطي- نضال برئاسة ميجاواتي سوكارنوبوتري.

وفي وقت سابق من هذا الشهر حذر تقرير يدعمه الرئيس السابق عبد الرحمن واحد من ان متشددين ومتطرفين من بينهم حزب العدالة يتسللون الى جماعات ومؤسسات مسلمة معتدلة للضغط من اجل اجندة أكثر تشددا. وينفي حزب العدالة وجود أجندة سرية لديه.

ورغم ذلك يشعر بعض المسلمين المعتدلين ان الطابع الاسلامي لاندونيسيا الذي يرجع لعقود مضت مهدد من قبل طابع أكثر محافظة مشيرين لتنامي تعدد الزوجات وعدد النساء بل والفتيات اللائي ترتدين الحجاب كما زاد عدد من يتحولون الى الاسلام.

ويدين نحو 85 في المئة من سكان اندونيسيا البالغ تعدادهم 226 مليون نسمة بالاسلام لكن الاغلبية العظمى تعتبر معتدلة.

وقال نصر الدين عمر مدير عام مكتب الارشاد الاسلامي بوزارة الشؤون الدينية " تنامي الوعي الديني في السنوات الخمس الاخيرة وهذا ينطبق على الديانات الاخرى ايضا."