رمز الخبر: ۱۲۴۶۵
تأريخ النشر: 08:55 - 29 April 2009
عندما تكون اميركا غير قادره علي اداره التطورات في باكستان – وفي اي مكان اخر – الا تستخدم باكستان كمصدر لتصدير انعدام الامن الي الدول المجاوره لباكستان واضعاف الموقع الحالي لهذه الدول؟
عصر ايران – كتبت صحيفه "كيهان" الايرانيه في مقال لها حول باكستان ان الانباء المختلفه تتحدث عن حصول "تغيير كبير" في باكستان.

واضافت الصحيفه ان المسوولين الرسميين الامريكيين والمسوولين السابقين للجيش الباكستاني وبعض وسائل الاعلام الباكستانيه اعلنوا ان الحكومه الحاليه في اسلام اباد ستسقط خلال الاشهر الثلاثه او الاربعه المقبله. لكن اي مجموعه ستحل محلها؟ وردا علي ذلك يري البعض ان طالبان باكستان ستتسلم السلطه والبعض الاخر يري انه قد يقع انقلاب عسكري.

وتابعت ان الحكومه الباكستانيه كانت قد اجرت سلسله محادثات مع "طالبان المحليه" في منطقه "سوات" بشمال غرب البلاد ادت الي ابرام اتفاق قبل شهرين بين يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء الباكستاني والشيخ صوفي محمد زعيم طالبان في هذه المنطقه.

واعتبر الغرب هذا الاتفاق بمثابه تراجع من جانب الحكومه والجيش الباكستانيين عن مكافحه طالبان والقاعده ومؤشر علي عجز هذه الحكومه. واشارت اميركا الي تكرار هيمنه طالبان المحليه علي منطقه "بونير" الصغيره معتبره ان اتفاق سوات يشكل بدايه لهيمنه طالبان علي باكستان وافغنه هذا البلد.

وتزامنا مع ذلك اعلنت الحكومه الباكستانيه استعدادها لاجراء محادثات مع نواز شريف وبرويز مشرف وشهباز شريف الشخصيات الثلاث التي تبدي اميركا حساسيه تجاهها وحتي انها اجرت محادثات مع شهباز شريف. لكن مشرف ونواز شريف لم يستجيبا لهذه الدعوه الباكستانيه. ومن وجهه نظر الحكومه الباكستانيه فان الاتفاق مع نواز شريف يمكن ان يودي الي تماشي العربيه السعوديه مع الحكومه المركزيه الباكستانيه وممارسه السيطره بصوره غير مباشره علي طالبان.

كما ان الحوار مع برويز مشرف وشهباز يمكن اعتباره كسب ثقه الخلايا المستاءه في الجيش. فيما تحاول اميركا من خلال التركيز علي ان "طالبان اقتربت 100 كيلومتر من اسلام اباد" لاثاره الحساسيه الدوليه والاقليميه والداخليه ازاء مشروعها لباكستان.

وقالت الصحيفه انه فيما يخص التطورات الباكستانيه فانه يجب التوقف عن النقاط التاليه :

1- - لقد ركز الامريكيون خلال عام 2008 علي افغانستان وتغيير في الموقع الامني والسياسي لهذا البلد لكنهم اعلنوا في نهايه العام ان طريق التغيير في افغانستان يمر عبر باكستان. لكن مع تولي باراك اوباما الرئاسه تزايد اهتمام الحكومه والقاده العسكريين الامريكيين بافغانستان.

ومع القاء نظره علي مجمل التحرك الامريكي – منذ اغتيال بينظير بوتو عام 2007 ولحد الان – يبدو ان استراتيجيه اميركا تجاه باكستان تتمثل في اذكاء الخلافات الداخليه والقوميه وتحريض الحركات الانفصاليه ودعمها ماليا وفي الوقت ذاته تقويض موسسات الحكومه المركزيه.

2- - علي الرغم من ان الحكومه الباكستانيه الحاليه يمكن ان تناور علي مشروعيتها المتاتيه من الانتخابات ودعم مناصريها لها لكنها لا تستطيع الدخول في تحد متزامن مع طالبان – المحليه والوطنيه – ومواجهه الاحزاب المنافسه. في حين ان التماشي مع طالبان لا ينسجم مع سياسه اميركا المتمثله باحتواء قوات الطرد المركزي وهذا يشكل تناقضا عسيرا بالنسبه لحكومه زرداري.

3- - بذل الجيش الباكستاني خلال الاسابيع الاخيره محاولات ثنائيه ؛ فمن جهه تعهد الجنرال اشفق كياني قائد الجيش بدحر الارهاب والارهابيين ومن جهه اخري مارس الجيش ضغوطا علي زرداري لكي توافق الحكومه علي وجهة نظر الجيش في التماشي مع طالبان ونقل الازمه الي خارج الحدود الباكستانيه.

4- - لقد هددت مجموعه طالبان خلال الاسابيع الاخيره مرارا وتكرارا بانه في حال واجهت تكثيف الجيش الباكستاني لعملياته فانها ستحول باكستان الي افغانستان اخري اي انها تقوم باسقاط الحكومه وتاسيس اماره اسلاميه.

5- ان باكستان تواجه اقتصادا منهارا. وحسب الارقام الرسميه للبنك الدولي فان اكثر من 40 بالمائه من سكان باكستان البالغ عددهم 160 مليون نسمه يحصلون يوميا علي دولار واحد كعائد كحد اقصي كما انهم يعانون من فقر في الدواء والغذاء والصحه.

وقالت صحيفه "كيهان" انه فيما يخص افاق التطورات الحاليه في افغانستان فانه يمكن الاشاره الي عده نقاط هي :

1- ان الحكومه الحاليه في باكستان قد تنهار علي الارجح خلال الاشهر القليله المقبله الا اذا استطاعت حل التناقض المتمثل في تماشيها مع اميركا او مع الشعب.

2- ان اميركا تعتبر ان الوضع الراهن غير مقبول لكنها لا تستطيع اداره التغيير وفقا لمصالحها ووجهات نظرها لذلك يبدو انها ستكون مضطره لعقد ائتلاف مع اشخاص لم يكونوا يرغبون لحد الان للحوار معها – مثل مشرف وشريف – لذلك فانه يجب ان تقلل من مطالبها الي الحد الادني.

3- ان الجيش الباكستاني يامل ان يتمكن من اعاده تاهيل قوته من خلال اعاده تاهيل الحكومه الائتلافيه في اسلام وكسب الدعم الامريكي وان يتحول شيئا فشيئا الي القوه الاولي في هذا البلد.

4- ان معارضي الحكومه لا يثقون بشكل اساسي بالتغييرات المتوقعه لذلك فانهم لاذوا بالصمت تجاهها ورفضوا طلب زرداي للحوار معهم.

5- تقوم حكومه ضعيفه مره اخري علي انقاض الحكومه الحاليه ويستمر الوضع الهش الحالي في باكستان. وهذا يمكن ان يلحق الضرر بامن دول الجوار – بما فيها ايران - .

6- ومع ضعف الحكومه المركزيه فانه سيتم اذكاء ازمه كشمير من قبل الهند التي تعتبر الوضع الحالي مؤاتيا لتسويه ازمه كشمير الغربيه بشكل نهائي.

7- ستعاني باكستان من ظروف ازمه الانسجام وانعدام الحكومه وهذا الوضع غير مرجو بالنسبه للشعب الباكستاني وجيران باكستان اضافه الي انه لا يمنح اميركا موقعا مقبولا .

8- سيدعم العسكريون الباكستانيون بصوره سريه استمرار وتصعيد انعدام الامن وحتي انهم يعتبرون الهجوم العسكري الامريكي علي مناطق من باكستان مقدمه لاعاده بناء سلطه العسكريين لان هذه الهجمات ستضعف الحكومه الحاليه ويجعلها تكون بحاجه الي الجيش.

وفي الختام اشارت "كيهان" الي جانب من التقرير المشترك الصادر عن وكاله الاستخبارات المركزيه الامريكيه ومنظمه الاستخبارات الوطنيه الامريكيه عام 2005 بان "ان المصير النهائي لباكستان ان تتحول الي دوله مهزومه ومنهاره حتي عام 2015". واضافت : لكن هذا السوال يطرح نفسه : عندما تكون اميركا غير قادره علي اداره التطورات في باكستان – وفي اي مكان اخر – الا تستخدم باكستان كمصدر لتصدير انعدام الامن الي الدول المجاوره لباكستان واضعاف الموقع الحالي لهذه الدول؟