رمز الخبر: ۱۲۵۱۶
تأريخ النشر: 08:52 - 02 May 2009

عصرایران  ـ القدس العربي ـ يشهد ملف محمد السعودي المهاجر المغربي الذي قُتل على يد أفراد من الشرطة البلجيكية مؤخرا تطورات مفاجأة بعدما كشف الإمام الذي أشرف على غسل الجثة وجود آثار ثلاث رصاصات وهي رواية مختلفة عن الرواية الرسمية، في حين يستمر التوتر في هذه العاصمة وسط الجالية المغربية نتيجة الاعتداءات التي تعرض لها اللاعب المغربي الشهير مبارك بوصوفة.

وكانت الشرطة البلجيكية قد قتلت بالرصاص، في ما تزال ظروف غامضة، يوم 19 نيسان/أبريل الماضي مواطنا من أصل مغربي اسمه محمد سعودي. وترتب عن ذلك احتجاجات قوية خاصة في حي إسكاربيك بالعاصمة بروكسيل، لم تهدأ الى أن تدخلت عائلة الضحية التي أعلنت ثقتها في التحقيق الذي يقوم به القضاء البلجيكي حول هذا الاعتداء الذي يصفه البعض بالعنصري.

غير أن القضية أخذت أبعادا أخرى نسفت ذلك الهدوء الحذر، عندما أعلن إمام مسجد أوةكلت له مهمة غسل الجثة قبل دفنها، أن القتيل اخترقت جسده ثلاث رصاصات، وليس اثنتين كما ورد في تقرير النيابة العامة.

وقد فتح هذا التصريح الباب لتأويلات عديدة أخذتها السلطات البلجيكية بجدية وخاصة بعد توزيع منشورات جديدة في شوارع حي اسكاربيك تدعو إلى التصعيد ومقاومة العنصرية في صفوف الأمن البلجيكي.
وتوقفت الصحافة البلجيكية عند تصريحات إمام المسجد المعروف باسم "قبع"، وتساءلت عن دواعيها بعدما عاد الهدوء إلى شوارع بروكسيل.
وكتبت صحيفة "آخر ساعة" أن الإمام "ليس بطبيب كي يصرح ان الضحية أصيب بعدة جروح من بينها تلقيه رصاصة في اليد ورصاصتين قريبتين من بعضهما في الصدر".

واعتبرت الصحيفة أن الإمام تجاوز اختصاصه لأنه كلف بمهمة غسل الجثة وفق العادات والتقاليد الإسلامية وليس فحصها، مشيرة الى أن النيابة العامة سبق لها أن أصدرت شهادة جاء فيها ان الشرطة أطلقت على الضحية رصاصتين وليس ثلاث.

وتضاف تصريحات الإمام إلى الوضع المتوتر سلفا نتيجة غضب الجالية المغربية من الاعتداء الذي استهدف اللاعب الدولي المغربي مبارك بوصوفة في الأيام الماضية، كما يزيد في حرارته قرب الانتخابات الاقليمية البلجيكية وتلك الخاصة بالبرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها في شهر حزيران/يونيو المقبل.

وكان اللاعب المغربي الذي يلعب في صفوف إندرخلت البلجيكي، وجرى اختياره أحسن لاعب في بلجيكا سنة 2006، قد تعرض لمعاملة وُصفت بالعنيفة والمهينة في مقهى يرتاده المغاربة في العاصمة بروكسيل من طرف الشرطة لمجرد أنه لم يكن يحمل معه بطاقة الهوية، الأمر الذي دفع أنصاره وجمهور فريقه إندرلخت إلى الاحتجاج وتحطيم زجاج السيارات وترديد شعارات منددة بالعنصرية وأخرى مساندة له.

كما وزع نادي اندرلخت بيانا سجل فيه تضامنه المطلق مع لاعبه المتألق مبارك بوصوفة. لكن الصحافة البلجيكية، وخاصة اليمينية منها، لم تترك الموضوع يمر مرور الكرام بل حاولت استعماله ضد المغاربة ووصفهم بجاهلي القانون البلجيكي الذي، حسب الصحافة، يعاقب من لا يحمل معه بطاقة هويته ولا يميز بين المواطنين لأنهم سواسية أمام القانون لا فرق بين لاعب دولي معروف ومواطن بسيط.

وتطورت قضية بوصوفة عندما تدخل عمدة المدينة، الاشتراكي فريدي تيلمانس، المسؤول الأول عن الأمن في بروكسيل، هو الآخر على الخط وطالب من الشرطة فتح تحقيق في الموضوع وتزويده بتقرير مفصل حول الحادثة. كما وعد باتخاذ إجراءات تأديبية في حق فرقة الشرطة المعنية في حالة ثبوت أنها تجاوزت صلاحياتها أو تعاملت بعنصرية مع اللاعب المعني.

استحسن محبو فريق اندرليخت تدخل عمدة المدينة، إلا أن الجالية المغربية تشكك في نوايا "فريدي تيلمانس" وتخشى استعمال ملف بوصوفة كورقة انتخابية فقط، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية، نظرا للوزن الانتخابي الذي أضحت تشكله الجالية المغربية ببلجيكا.