رمز الخبر: ۱۲۸۴۳
تأريخ النشر: 08:49 - 12 May 2009

عصرایران - انتقدت حركة المقاومة الاسلامية حماس زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى إسرائيل ورأت أنها ستضعف من فرص ملاحقة القايادات الإسرائيلية كمجرمي حرب.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في تصريح له الاثنين تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، ان زيارة البابا للاحتلال الصهيوني، تحديداً بعد ارتكابه مجزرة ومحرقة بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة، واستخدامه أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دوليا، ستجمّل من صورة الاحتلال وستضعف من فرص ملاحقة قيادته كمجرمي حرب.

واستغرب البيان من تسويق البابا لفكرة حل الدولتين، معتبراً أن ذلك يعني تأييد قيام دولة يهودية عنصرية متطرفة تشكل خطراً على الشعب الفلسطيني وعلى المنظومة برمتها.

وكانت إسرائيل شنّت عملية عسكرية على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي استمرت 22 يوماً، وأسفرت عن سقوط نحو 1400 شهيد و5400 جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال.

واعتبر برهوم أن ما يجري من نهب للأراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وتهويد لمدينة القدس واجتثاث الوجود الفلسطيني منها واستهداف للمقدسات المسيحية والإسلامية، يكشف تلك المخططات الصهيونية الخطيرة والمدمرة.

ورأى أن تعاطف البابا مع عائلة الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة غلعاد شاليط، هو تعاطف في غير محله لما فيه من تجاهل لمعاناة 12 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال تمارس بحقهم كافة أشكال الظلم والقهر والتعذيب والحرمان.

وكانت إسرائيل قد سمحت الاثنين لعشرات من مسيحيي غزة بمغادرة القطاع للتوجه الى بيت لحم في الضفة الغربية للمشاركة في استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر، حسبما أفادت مصادر فلسطينية.

وقالت المصادر ان إسرائيل سمحت لنحو 95 من مسيحيي غزة بمغادرة القطاع عبر معبر ايريز والتوجه الى بيت لحم لاستقبال البابا بنديكتوس السادس عشر الذي سيزور الاراضي الفلسطينية الاربعاء المقبل. وقد بدأ هؤلاء بمغادرة القطاع متوجهين الى بيت لحم.

وكانت السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل السماح ل120 فلسطينيا من مسيحيي القطاع بالتوجه الى بيت لحم ولكن إسرائيل وافقت على تنقل 95 منهم فقط، حسب المصادر الفلسطينية.

ويعيش حوالى 2500 مسيحي معظمهم من الارثوذكس في قطاع غزة الذي يضم حوالى 5،1 نسمة غالبيتهم العظمى من المسلمين وتسيطر عليه منذ حزيران/يونيو 2007 حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وفي الاجمال يعيش حوالى خمسين ألف فلسطيني مسيحي في الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة.

ووصل البابا الاثنين إلى اسرائيل في إطار رحلة حج الى الاراضي المقدسة تشمل الاراضي الفلسطينية أيضا.

وقال البابا الألماني الجنسية الذي تعرض لانتقادات بسبب سياساته تجاه اليهود ومنها إعادة ترسيم أسقف أنكر مقتل ستة ملايين يهودي على أيدي النازيين: انتهز فرصة تبجيل ذكرى ستة ملايين يهودي ضحايا المحرقة.

وأضاف: معاداة السامية تطل برأسها البغيض في أماكن كثيرة من العالم وهذا غير مقبول تماما، يجب ان تبذل كل الجهود لمكافحة معادة السامية أينما وجدت، داعيا في كلمة بعيد وصوله إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب إلى مصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين تسمح لكل منهم العيش بسلام في بلده.

ومن جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زيارة البابا بيندكتوس السادس عشر إلى إسرائيل، بأنها مجاملة للاحتلال الإسرائيلي، وأنها تتناسى جراحات القدس ومشاهد المحرقة التي نفذها الاحتلال في قطاع غزة.

وقالت حركة الجهاد في بيان لها الاثنين تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه: يصل بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر إلى فلسطين المحتلة في زيارة واضحة العنوان والهدف، منتقدة عدم اعتذاره عن تصريحات له عام 2006 اعتبرها المسلمون مسيئة للإسلام وللنبي محمد.

ورأت في الزيارة مجاملة للاحتلال تتناسى جراحات القدس وتغمض العيون عن مشاهد المحرقة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مطلع العام الجاري.

وقال إن الأمر الذي لا يبعث الثقة في نوايا الكنيسة الغربية وعلاقاتها مع المسلمين.

وانتقدت الحركة تصريحات البابا خلال زيارته للأردن، معتبرة أنها رفعت حدة الغضب، عندما تجاهل مشاعر المسلمين وتحدث عن مصالحة تاريخية ودينية بين المسيحيين واليهود مستدلاً بحج المسيحيين إلى البلاد المقدسة.

وأضافت: يتناسى بابا الفاتيكان أنها بلاد محتلة ومغتصبة وأن الوجود الصهيوني عليها هو وجود باطل أشعل حروباً وأوقع آلاف الضحايا وأصبح يشكل تهديداً للأماكن المقدسة بفعل جرائم التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال وحربه على المقدسات بهدف تهويدها.

وجددت الحركة مطالبتها لبابا الفاتيكان بالاعتذار عما بدر منه من إساءة للإسلام ولرسالته السمحاء ولنبيه العظيم محمد، كما وطالبته بأن يقول موقفاً ينسجم مع توجهات العالم الحر تجاه ما يحدث من ظلم وحصار واضطهاد للشعب الفلسطيني بفعل سياسات وعدوان الاحتلال العنصري.

وشددت على أن مجاملة اليهود ونفاق الصهيونية فإنه سيؤسس لحالة من انعدام الثقة ولن يسهم على الإطلاق في تعزيز العلاقة بين الإسلام والكنيسة الغربية بل يعيدنا إلى الوراء ويستحضر العداوات والنعرات الصليبية التي يتنادى لها رجال المسيحية الصهيونية والبروتستانتية وهو ما لا ينسجم مع رداء السلام الذي يتقدم البابا لارتدائه اليوم.