رمز الخبر: ۱۲۸۹۸
تأريخ النشر: 11:15 - 13 May 2009

عصرایران  ـ القدس العربي  ـ دعا زعيم سياسي مغربي الى الكف عن "العبث في الحياة السياسية المغربية الذي يدفع المواطنين نحو المزيد من النفور والعزوف وفقدان الثقة في السياسة والاحزاب والدولة والمؤسسات".

وقال اسماعيل العلوي الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية (يساري مشارك بالحكومة) ان الصراع السياسي الحقيقي في المغرب هو الصراع بين "قوى الديمقراطية والتقدم من جهة وقوى النكوص والمحافظة" من جهة ثانية، مضيفا ان ما يجمع بين هذه القوى المتناقضة هو الصراع الديمقراطي في الميدان وليس السجال العقيم المبني على الادعاء والافتراء واحيانا الترغيب والتهديد الذي يتنامى بشكل ملفت للانتباه في الوقت الذي كنا نعتقد فيه ان هذه السلوكات اللامسؤولة انتهت مع زمن انتهى بدوره.

وغمز العلوي من قناة فؤاد عالي الهمة زعيم حزب الاصالة والمعاصرة وصديق الملك محمد السادس الذي شن الاسبوع الماضي هجومات على الاحزاب السياسية المغربية.

وقال العلوي ان حزبه لا ينتظر اليوم "من يعلمنا دروسا في ابجدية العمل السياسي الديمقراطي ولا نريد ان ندخل بالتنابز بالالقاب والتلاعب بتصنيف المشاريع السياسية ولا الايحاء بتوقعات السحرة حول خريطة سياسية مرتقبة".

وتتهم الاحزاب السياسية فؤاد الهمة بمحاولة اعادة سيناريوهات سياسية عرفها المغرب في ستينات القرن الماضي بتشكيل احزاب سياسية لا قواعد شعبية لها ولا تعبر عن مشاريع مجتمعية وتكتفي بالقرب من القصر.

وحسب الاوساط السياسية فإن حزب الاصالة والمعاصرة يشق طريقه نحو الوصول الى اغلبية برلمانية في انتخابات 2012 التشريعية تؤهل الهمة للوصول الى الوزارة الاولى. وتتهم هذه الاوساط الهمة باستغلال صداقته للملك وهو ما ينفيه ويؤكد ان لديه مشروعا سياسيا حداثيا تخشاه الاحزاب التقليدية.

وتراهن مختلف الاوساط على الانتخابات المحلية المقرر اجراؤها يوم 12 حزيران/يونيو القادم بعد تعثر الاحزاب السياسية في انتخابات ايلول/سبتمبر 2007 التي شهدت عزوفا للمواطنين عن المشاركة بالاقتراع الذي لم تتجاوز نسبة المشاركة به الـ37 بالمئة كان من بينها 20 بالمئة اصواتا لاغية.

واعرب اسماعيل العلوي عن اسفه لمآل تحالف الكتلة الديمقراطية الذي يضم حزبه منذ 1992 مع كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال وما تعرفه العلاقات بين هذين الحزبين من توترات ومواجهات سياسية.

وقال ان الكتلة الديمقراطية لا زالت ضرورة استراتيجية للمغرب وان عددا من الاهداف المسطرة في برنامج الكتلة لم تتحقق حتى الان داعيا احزابا يسارية الى العودة الى هذا التحالف الذي هو مكانها الطبيعي.

وأكد الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن برنامج حزبه الانتخابي الخاص بالانتخابات البلدية المقبلة يرتكز على تخليق العمل الجماعي واسترجاع ثقة المواطن في مؤسسة الجماعة ومفهوم الخدمة العمومية، وذلك من خلال العمل على تحديث الإدارة المحلية وعقلنة تدبير الموارد البشرية ومحاربة كل مظاهر الفساد.

وأبرز إسماعيل العلوي، خلال ندوة صحافية عقدها مساء الاثنين بالرباط لتقديم البرنامج الانتخابي للحزب أن هذا الأخير شارك من موقعه في الدينامية التشريعية التي سبقت هذه الاستحقاقات، ولا سيما في ما يتعلق بمدونة الانتخابات والميثاق الجماعي، مؤكدا على ضرورة فسح مجالات أوسع لاختصاصات المجالس المنتخبة للتدخل المباشر في تدبير بعض القضايا ذات الأولية بالنسبة للسكان، وخاصة منها الاجتماعية، وذلك لمواجهة الهشاشة والفقر.

وسجل أن الحزب يولي أهمية قصوى للسياسة المالية للجماعات المحلية والتفكير في تنمية مصادر التمويل بالاعتماد على مختلف مؤسسات القرض العمومية والخاصة.
وأوضح العلوي أن الحزب يتعهد بالعمل على استئصال ظاهرة الأمية وفق نظام تربوي شعبي بمشاركة وتعبئة الجمعيات والمؤسسات المعنية.

وأضاف أن هذا البرنامج يتضمن إجراءات مواجهة مشكلة وفيات النساء والمواليد، وتدابير مصاحبة على مستوى تحسين الخدمات الصحية والتجهيزات الطبية، ولا سيما في العالم القروي.

واضاف العلوي ان الحزب يولي أهمية كبرى للتنمية القروية عن طريق إنشاء شركات ومؤسسات تابعة للجماعات القروية، وتوسيع شبكة النقل العمومي وتقريب السكان من خدمات المؤسسات العمومية كالتعليم والصحة والبريد والإدارة.

أما على الصعيد الحضري، فيؤكد الحزب عزمه على تحسين ظروف الحياة المجالية للسكان، من ترصيف للشوارع وتسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز شبكة الإنارة العمومية وتوسيع الفضاءات الخضراء والعناية بالبيئة وتحسين النقل الحضري العمومي.

وأعرب الحزب عن عزمه على سن سياسة "شعبية وعقلانية" لمحاربة السكن غير اللائق ومدن الصفيح عن طريق وضع تسهيلات في مجالات التعمير والتجزؤات السكنية لفائدة قاطني دور الصفيح.