رمز الخبر: ۱۲۹۹۵
تأريخ النشر: 09:52 - 17 May 2009

عصرایران - حذرت الوكالة الدولية للصليب الأحمر من أن كارثة إنسانية جسيمة بصدد الوقوع في سريلانكا بسبب المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومتمردي جبهة تحرير نمور تاميل إيلام، فيما أعلن رئيس البلاد أن الجيش حسم الحرب الأهلية بإلحاق الهزيمة بالمتمردين.
 
وقالت الوكالة الدولية للصليب الأحمر -وهي الوكالة الدولية الوحيدة العاملة في شمال شرق البلاد- إن كارثة إنسانية أصبحت وشيكة في سريلانكا لأن عشرات الآلاف من المدنيين الفارين من المواجهات هناك لا يجدون غذاء ولا دواء.
 
وكشفت الصور التي التقطت من الجو في مناطق القتال بين الجيش السريلانكي ومتمردي نمور التاميل أن عشرات الآلاف يواصلون فرارهم سيرا على الأقدام نجاة بأنفسهم من الموت.
 
وقد رُصد نحو 12 ألفا وهم يغادرون مناطقهم أمس السبت وحده ليرتفع العدد إلى 25 ألفا في خلال الأيام الثلاثة الأخيرة وحدها.
 
وتعرضت الحكومة السريلانكية لانتقادات عديدة حول الطريقة التي اتبعها الجيش في قتال المتمردين. وحسب الأمم المتحدة، فقد قتل سبعة آلاف مدني بين يومي 20 يناير/كانون الثاني الماضي و7 مايو/أيار الجاري، ويتحدث أطباء عن ألف قتيل مدني آخر سقطوا في أسبوع فقط.
 
انتصار الحكومة
في غضون ذلك قال الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسي إن الجيش ألحق هزيمة عسكرية بالمتمردين التاميل وإن بلاده خرجت منتصرة من الحرب الأهلية التي دامت ربع قرن، حيث سيطر الجيش على كامل ساحل الجزيرة للمرة الأولى منذ عقود.
 
وخاطب راجاباكسي مواطنيه أمس السبت -في كلمة من الأردن أثناء زيارة رسمية ووزعت على وسائل الإعلام في سريلانكا- قائلا "أفخر بأن أعلن أن حكومتي وبالتزام كامل لقواتنا المسلحة في عملية إنسانية غير مسبوقة، هزمت أخيراً جبهة تحرير نمور تاميل إيلام عسكرياً".
 
وقال إنه سيعود إلى "بلد حرر كلياً من الأعمال الهمجية" لجبهة نمور التاميل.
 
وأعلن مسؤولون بوزارة الدفاع أن قتالاً متقطعاً كان لا يزال جارياً في المناطق الساحلية شمال شرق البلاد، ولكن فقط في جيوب صغيرة من بعض المتشددين من المقاتلين.

وقال المتحدث العسكري أودايا ناناياكارا إن دوي انفجارات ضخمة سمع عبر ساحة المعركة حيث يفجر المتمردون مستودعات الذخيرة المتبقية.
 
وكان الجيش أعلن صباح أمس السبت سيطرته على كامل الساحل الشمالي الشرقي لأول مرة منذ 25 عاماً، وقطع طريق الفرار عبر البحر على من تبقى من قادة التمرد.
 
وقال الجيش إن المتمردين الباقين يحاولون شن هجمات انتحارية أفشلها قناصته، وتحدث عن عشرة آلاف مدني استطاعوا أمس الفرار إلى مناطق يسيطر عليها، يضافون إلى 13 ألفا فروا الخميس ونحو مائتي ألف الأشهر الأخيرة.
 
كما تأتي هذه الأنباء بينما كان من المتوقع أن يصل إلى كولومبو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الأممي فيجاي نامبيار في إطار جهود جديدة لدفع عملية السلام بين المتمردين والحكومة.
 
يشار إلى أن المتمردين يحاولون منذ عام 1983 إنشاء وطن قومي للتاميل في شمال البلاد وشرقها بحجة تهميشهم على أيدي الأغلبية السنهالية منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1948، وأطلقوا في سبيل ذلك حرباً واسعة ضد الجيش السريلانكي.