رمز الخبر: ۱۳۰۲۷
تأريخ النشر: 15:18 - 17 May 2009

عصرایران - ارنا - تقام في الکويت الاثنين المقبل أمسية شعرية ادبيه في ذکري الشاعر الايراني الکبير الحکيم عمر الخيام و ذلک بحضور نخبة من الأدباء و المفکرين في رحاب المکتبة المرکزية للشعر العربي .   

و صرح عضو اتحاد الکتاب و الادباء العرب الدکتور سمير ارشدي لمراسل وکاله الجمهوريه الاسلاميه للانباء " ارنا " بأن احتفاء منظمة اليونسکو بالشاعر الفارسي الکبير عمر الخيام و انتخاب يوم الأثنين 18/5/2009 يوما عالميا لتکريمه ناجم عن جهود هذا الشاعر لتحقيق الوفاق الانساني و التعايش السلمي و التسامح في عصر أتسم بالعنصرية و المادية و التشاحن فضلا عن تطويره لعلوم الفلک و الرياضيات و الطبيعيات والموسيقى و الفلسفة.

و اضاف بإن الغاية الاساسية من تکريم هذا المفکر العملاق هي تصحيح الصورة و الشبهة التي التصقت به في الأدب العربي خلال القرن الأخير في حين ان الخيام کان تلو ابن سينا في الحکمة و يضرب به المثل في النجوم و يعتبر سيد حکماء الشرق و الغرب و أزخرهم بحرا و أرفعهم قدراً و أطولهم في الرياضيات باعاً.

و أشار الى ان الخيام کان يجيد العربية کإجادتة الفارسية و قد نظم شعرا عربيا و کان من العلماء المسلمين البارزين في القرن الخامس الهجري حيث فاضت روحه بينما کان ساجداً في آخر لحظات عمره وهو يردد:
سئمت يارب من حياتي
وکل هذاالضيق بالحاجات
و انت من تخلق کل الورى
من عدم ومن حياة الذات
أدعوک ان تخرجني بالردى
من عدم الى الوجود الآتي
و اکد ارشدي بان اکثر من ستين اديب و شاعر ترجموا رباعيات الخيام الى العربية بدءا من احمد رامي التي اختارت ام کلثوم منها قصيدة (سمعت صوتا هاتفا في السحر) لتکون من اشهر أغانيها.
و اضاف ان اغلب الترجمات تمت بواسطة اللغة الانجليزية فقد فقدت الکثير من مضامينها وتعتبر ترجمة الشاعراحمد الصافي النجفي وهو من کبار شعراء عصر النهضة في العراق(1894/1977) وترجمة الأديب المصري احمد رامي من افضل الرباعيات المعربة نظرا لأن المعربين قاما بالترجمة مباشرة عن اللغة الفارسية کما عکفا على دراسة الفارسية و آدابها لاسيما الصافي النجفي الذي أمضى ثماني سنوات يدرس الادب الفارسي في المعاهد الايرانية؛ کما لابد من التنويه بتعريب العلامة محمد الفراتي من سوريه و الراحل ابراهيم العريض من البحرين و الدکتور مصطفى جواد من العراق والعلامة عباس محمود العقاد لما لترجماتهم من اهمية جليلة و رائعة.

و يشير ارشدي الى ان ابا حفص عمر الخيام من کبار فقهاء زمانه و له رسائل متعددة في الفقه و الشريعة و أمثاله لا يأتون الى الدنيا إلا في احقاب متباعدة متطاولة، انه شاعر ملأ الأرض عبقا شعريا تستطيبه مشام اولئک الذين أحبوا الجمال و أدهشتهم تجلياته في عالم الخلق .

و استطرد قائلا من المعروف ان الخمرة في الأدب الفارسي الصوفي هي رمز للعشق الآلهي، فالسکران هو العابد الزاهد و الساقي هو الذي يعطي الخمرة و يدخل الفرحة على قلوب العباد حيث يرمز عادة الى الباري المتعال.

و يضيف استاذ اللغة الفارسية بجامعة الکويت ان الذي شاء الخيام ان يقوله للناس من خلال رباعياته هو لم القلق و مزيل القلق موجود؟ وهل هناک ما يستحق ان نقلق من أجله؟ و اذا کان هناک ما يبعث في النفس السرور و البهجة فلم العزوف عنه؟ وهو القائل:
إشرب المدام التي تزيل
من القلب هم الکثرة و القلة
وتبعده عن الانشغال
بالاثنتين و السبعين ملة
ولاتتعف عن الکيمياء التي
تناول جرعة واحدة منها
يزيل الف علة و علة
وأشاد أرشدي بالشاعر الأنکليزي فيتزجرالد الذي کسا عظام الخيام لحماً وأعاد اليه الروح من جديد و بعث الخيام من مرقده و أسمع اوروبا الحائرة صوته الرخيم ليملأ الخواء الروحي و المعنوي الذي يعاني ابناء قومه.

يرى الخيام بأن العمر رأس مال الأنسان وعليه ان يعرف کيف يقضيه ولا ينسى بان العمر قصير محدود طافح بالهموم و الغموم يمرعابرا ويصفه بالقول:
قد انطوى سفرالشباب و اغتدى
ربيع افراحي شتاء مجدبا
لهفي لطير کان يُدعى بالصبا
متى أتى وأي وقت ذهبــا؟
و قال ارشدي ان أکثر من ثلاثمائة کتاب باللغة العربية دونت حول هذا الشاعر اللغز الذي حير العالم برباعياته العرفانية و حکمه الانسانية ولا نزال نجهل الکثير من افکاره؛ شاعر يدعو للتسامح و الألفة ولم الشمل بلغة فلسفية خلدها التاريخ؛ شاعر يلفه التناقض والتضاد وهذا هو السر الکامن في کل فنان و مبدع.