رمز الخبر: ۱۳۰۳۵
تأريخ النشر: 10:03 - 18 May 2009

عصرایران ـ القدس العربي ـ في ظل تشاؤم كبير عبرت عنه الصحف الموريتانية، يستأنف الوسطاء السنغاليون المدعومون من مجموعة الاتصال الدولية حول موريتانيا، وبخاصة من فرنسا، الاثنين مساعيهم لدفع طرفي الصراع في الأزمة نحو القبول بحلول وسطى تخرج البلد من المعضلة التي تعصف بمؤسساته منذ عشرة أشهر.

وكان هذا الاستئناف قد تقرر بعد أول لقاء مباشر بين طرفي الأزمة ليلة الجمعة قدمت خلاله المواقف واشترطت الشروط واعتبرته السنغال مؤشرا إيجابيا على نجاح وساطتها التي تتحفظ عليها ليبيا رئيسة الاتحاد الافريقي لكونها نجاح فيما فشل فيه العقيد القذافي.

ومنح الوسطاء السنغاليون أطراف الأزمة فرصة عطلة الأسبوع ليدرس كل طرف هوامشه ومواقفه بحيث يتسنى الاتفاق اليوم الاثنين على الحل النهائي.

وتبقى المعضلة هي المعضلة فالجنرال محمد ولد عبد العزيز وأنصاره يرفضون تأجيل الانتخابات عن تاريخها الذي حدده المجلس العسكري يوم 6/6/2009، دون الفاعلين الآخرين في الساحة ويرون التأجيل انتحارا سياسيا للجنرال وإجهاضا لمشروعهم القائم على شرعنة سريعة للأمر الواقع وإعادة الجنرال ولد عبد العزيز للقصر عبر صناديق الاقتراع.

وفي المقابل ترفض القوى السياسية المناوئة للانقلاب هذا التوجه وترى فيه خيانة للدستور وتشريعا للانقلاب على نظام ولد الشيخ عبد الله المنتخب بكل ديمقراطية وشفافية.

وتطالب المعارضة بإيقاف أجندة الجنرال ولد عبد العزيز وبرلمانيوه والاستعاضة عنها بخارطة طريق وطنية مجمع عليها تنقل البلاد من حالة الفوضى السياسية إلى عهد مستقر تحكمه دولة المؤسسات ويتولى فيه الجيش مهامه التقليدية بعيدا عن الشأن السياسي.

ولا تبشر التصريحات الصادرة عن الطرفين لحد مساء الأحد بنذر اتفاق، بل إن الطرفين يتمترسان بقوة وراء مواقفهما فلا تأجيل بالنسبة لفريق ولد عبد العزيز ولا تفاوض قبل التأجيل بالنسبة لفريق الرئيس ولد الشيخ عبد الله ولفريق زعيم المعارضة أحمد ولد داداه.

ومع أن الجبهة المناوئة للانقلاب أعلنت الاحد عن وقف جميع الأنشطة الاحتجاجية المناوئة للانقلاب تعبيرا عن حسن النوايا قبل استئناف جلسات الحوار اليوم، فإن قياديين فيها اتهموا الجنرال ولد عبد العزيز ومجموعته بإفشال المبادرة السنغالية وبالتعنت والسعي لتكريس الأمر الواقع.

ورفض محمد عالي شريف رئيس الفريق البرلماني المؤيد للجنرال ولد عبد العزيز في تصريحات الاحد تأجيل الانتخابات ووصف خصوم الجنرال بالمفسدين مؤكدا أن التأجيل "مرفوض ولا حوار حوله".

وكانت الصحف الموريتانية المستقلة قد حملت الأحد عناوين تؤكد استمرار الأزمة واستعصاءها على الوساطة السنغالية.

وأكدت يويمة "بلادي" السياسية المستقلة أن الجنرال ولد عبد العزيز يتمتع بقوة "تجعله غير محتاج لتقديم تنازلات مما يجعل الحل بعيد المنال".

وذهبت يومية "الامل الجديد" إلى "أن المبادرة السنغالية تتأرجح بين النجاح والفشل".

وقالت يومية "الوطن" من جهتها ان هناك "هدنة في انتظار جولة جديدة".

وأكدت يومية "أخبار نواكشوط" أن "لقاءات الرئيس السنغالي مع أقطاب الأزمة السياسية في نواكشوط، رافقتها حالات من المد والجزر بين التفاؤل واليأس، تمكن الوسطاء خلالها من جمع ممثلين عن الأطراف على طاولة الحوار، دون التوصل إلى اتفاق ملموس بشأن تسوية الأزمة السياسية التي تعرفها البلاد.