رمز الخبر: ۱۳۰۸۷
تأريخ النشر: 11:47 - 19 May 2009

عصرایران - حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من احتمال أن تکون المناورة العسکرية الضخمة التي سيجريها الکيان الصهيوني قريباً تحضير لحرب جديدة ومفاجئة، منتقداً لامبالاة الحکومة اللبنانية حيال هذه المناورة وعدم طرح موضوعها في مجلس الوزراء, ومطالباً الدولة بتحمل مسؤولياتها.   

وأکد السيد نصر الله في کلمة متلفزة بثها تلفزيون "المنار" الليلة الماضية مباشرة على الهواء لمناسبة الذکرى الحادية والستين لنکبة فلسطين, على ضرورة التنبه لخطورة هذه المناورة التي تعتبر الأضخم في تاريخ الکيان الصهيوني والتي تشمل کل قطاعات هذا الکيان العسکرية والأمنية والاجتماعية والصحية وحتى الإعلامية, لافتاً إلى أن هذه المناورة لا تعني لبنان فحسب بل دول المنطقة عموماً.

وأشار إلى أن العدو الصهيوني نفذ منذ هزيمته في حرب تموز 2006 وحتى الآن 14 مناورة للألوية النظامية، وقاموا بمناورة جوية هجومية بعيدة المدى.

ووضع السيد نصر الله عدة احتمالات لهذه المناورة منها أن يکون هدفها نفسي ومعنوي لإعادة الثقة وترميم المعنويات التي فقدها الجيش الصهيوني والقيادة السياسية بعد حرب تموز 2006. والاحتمال الثاني أن تکون في سياق دفاعي وتدريبي للحفاظ على قوة الکيان الصهيوني وتفوقه وجهوزيته. والاحتمال الثالث هو "البعد الترهيبي ويهدف إلى إرسال رسالة قوية للجميع بالعالم والمنطقة إلى الفلسطينيين ولبنان وسوريا وإيران والشعوب العربية وحتى الأنظمة العربية کلها والى بقية دول العالم، والغاية من هذه الرسالة أن تقول أن إسرائيل ليست ضعيفة أو مفککة أو متراجعة أو مترددة، بل إن إسرائيل قوية ومقتدرة ومتفوقة وجبارة وستقوم بمواجهة الجميع".

وقال: "هي أيضا رسالة إلى سوريا التي تتطلع إلى أرضها المحتلة، ولکل الشعوب والحکومات العربية، والقول لهم إننا مکملين في دولة يهودية وباقتطاع الأراضي وبالاستيطان وتهويد القدس وتهجير الفلسطينيين، وانتم يا حکومات وجيوش وشعوب عربية اذهبوا وبلطوا البحر لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً، وإذا فکر أحد أن يمنعنا أو يحول دون استمرارنا في مشروعنا الصهيوني على مستوى فلسطين، فهذه إسرائيل المسلحة من رأسها إلى أخمص قدميها ليس بالسلاح العادي والتقليدي فقط، وإنما أيضاً بالسلاح النووي، إسرائيل جاهزة للحرب".

أضاف: "وهي رسالة تهويل أيضاً للبنان أننا قاتلناکم، وسوف نکمل قتلاً بکم، ولست أنا أقول وإنما هناک أوساط أمنية رسمية تخشى من حصول حدث امني کبير في لبنان تقدم عليه إسرائيل، وبالتالي هي تقول للبنانيين مهما أصنع في لبنان وتستبيح طائراتي سماءکم وشبکات التجسس تخترق عائلاتکم وقراکم ومدنکم وطوائفکم ومؤسساتکم لا تفکروا بأن تدافعوا عن أنفسکم أو أن تقوم بأية ردة فعل، عليکم أن تخضعوا لأي عدوان أقوم به، لأنکم ستواجهون کيانا مستعدا للحرب".
وتابع السيد نصر الله: "والرسالة الإسرائيلية لإيران هي أن إسرائيل لن تتسامح بالموضوع النووي لأنه يشکل خطرا عليها وانتم أيها الإيرانيون تهددونا بردة فعل أن هاجمناکم وها هي إسرائيل وجيشها وحکومتها والشعب الإسرائيلي کلها جاهزة لمواجهة ردة الفعل".

وحذر السيد نصر الله من تجاهل احتمال "أن تکون إسرائيل تحضر لحرب جديدة ومفاجئة"، لافتاً إلى خطابات المسؤولين الصهاينة التي تحضر المجتمع الصهيوني لحرب عسکرية واسعة أو شاملة، مما يعطي إيحاء بان الإسرائيلي يحضر لعدوان امني أو عسکري يفترض العدو أنه سيؤدي إلى ردود فعل مفاجئة وغير متوقعة. وقال: "من باب التحليل نحن لا نميل إلى الاعتقاد بان العدو الصهيوني سيشن حربا مفاجئة على المستوى العسکري, أما الموضوع الأمني فيبقى واردا في أية لحظة, من 31 إلى 4 حزيران, أثناء المناورة, بعدها , قبلها, الموضوع الأمني وارد في کل لحظة, لکن الاستفادة من المناورة والجهوزية العسکرية خلال هذه الأربع أو الخمس أيام أن يقدم الإسرائيلي على عدوان عسکري أو عمل عسکري واسع".

أضاف: "نحن معنيون أن نکون محتاطين وحذرين ونکون متنبهين بالخط العريض. نحن بشکل مبکر,لأننا نتبع أساسا منذ انتهاء حرب تموز المناورات الإسرائيلية, والتدريبات الإسرائيلية ضمن قدراتنا المعلوماتية المتاحة".

وأکد أن هذه المناورة لا تعني حزب الله وحده أو المقاومة المسلحة لوحدها إنما تعني لبنان کله، وتعني المنطقة کلها،معرباً عن أسفه الشديد لطريقة تعاطي الحکومة مع هذا الموضوع وعدم مبادرتها لتشکيل لجنة وزارية ولم تدع المجلس الأعلى للدفاع للمناقشة .وشدد على "أن السلطة السياسية التي تقول إنها مسؤولة عن البلد, استقراره, أمنه, مصيره, والدفاع عن البلد، عليها أن تمارس هذه المسؤولية ونحن لم نمنعهم, جئنا وقلنا لکم تفضلوا ومارسوا هذه المسؤولية وقولوا للشعب اللبناني ولنا وللجميع وللجيش کيف يجب أن نتصرف؟ هل سنبقى طبيعيين ونتخذ بعض الإجراءات الوقائية, أم نستنفر؟ أم غيره، ماذا نفعل؟".

وأعلن السيد نصر الله أن حزب الله، سيتخذ مجموعة إجراءات وقائية احترازية احتياطية أثناء فترة المناورة لتفويت الفرصة على أي عمل أمني أو عسکري يمکن أن يستهدف لبنان، أما بالنسبة لقطاع غزة والضفة الغربية وسوريا وإيران "الأمر يعني إخواننا الآخرين".

وقال: "في ما يعني لبنان، نحن معنيون أن نقوم بهذه الإجراءات بشکل طبيعي وفي نفس الوقت سنکون موجودين وجاهزين وحاضرين ومستيقظين بکامل الجهوزية والحذر واليقظة والانتباه، وأنا أعلن هذا الموضوع من الآن ليس لأقلق الناس بل لأطمئنهم (...) نحن وظيفتنا البناء على أسوأ الاحتمالات والعدو الإسرائيلي يعلم من خلال تجربته مع المقاومة في لبنان کتجربته مع المقاومة في فلسطين أن هذه المقاومة لم تهن لم تضعف لن تتردد في القيام بواجبها وفي الدفاع عن أهلها وشعبها وبلدها وکرامته وعزته وعلو شأنه وشموخه".

وفي جانب آخر من حديثه أکد "أن نکبة فلسطين 61 عاماً هي نکبة الامة" مؤکداً على التذکير بالعديد من الحقائق التي يجب الوقوف عندها، ومنها حقيقة نشوء الکيان العدواني وارتکابه المجازر بحق النساء والأطفال، والذي قام على أساس التهجير الجماعي والاحتلال وما يزال. مشدداً على أن الکيان الصهيوني غير شرعي ولا يمکن إضفاء الشرعية عليه بأي حال من الأحوال.

وأشاد السيد نصر الله بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وثباته "طوال مدة 61 عاماً رغم التآمر الدولي والعالمي" عليه, کما أشاد بشهدائه وجرحاه وأسراه وبمهجريه ولاجئيه الذين يعيشون بالشتات بظروف قاسية وصعبة، وأشاد برفضه للتوطين. لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني کان يقوم بالانتفاضات في الوقت الذي انتظر الجميع منه الاستسلام.

وکذلک أشاد بتضحيات الشعوب العربية والإسلامية، والجيوش العربية وبخاصة الجيشين المصري والسوري اللذان قدما ملاحم بطولية بوجه إسرائيل لن ينساها التاريخ.

وذکر السيد نصرالله في ذکرى النکبة بمسؤولية الأمة العربية والإسلامية وجميع أحرار العالم، وبالخصوص الحکومات العربية، تجاه فلسطين، وخصوصاً تجاه ما يعانيه الفلسطينيين اليوم من حروب وأوضاع مأساوية رغم إرادة المقاومة والصمود، واعتبر انه وبرغم أن ذلک هو مسؤولية الشعب الفلسطيني، ولکنه أيضا على الشعوب في المنطقة أن تتحمل مسؤوليتها، والشعب الفلسطيني جدير بان يدعم، بعد رفضه الاستسلام.