رمز الخبر: ۱۳۶۰۹
تأريخ النشر: 10:10 - 21 June 2009
محمد الأمين - أجابني هذا الزميل لقد طرحت هذه النقاط في اجتماع هيئة التحرير ، ولكني جوبهت بردود فعل عنيفة من قبل رئيس التحرير وزملاء آخرين ، ولاأعرف سببا لهذا الموقف الذي يكاد يتكرر في الصحافة العربية
 محمد الأمين
شاعر وصحافي عراقي- امستردام

بعد يومين من اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية ، هاتفني زميل صحافي وأخبرني عن الضغوط التي يواجهها من رئيس تحريرالصحيفة التي يعمل محررا فيها وهي صحيفة عربية واسعة الانتشار ، قال لي ، لقد جن جنونه ، أصدر أوامر بالكتابة في كل الأقسام عن الحدث الايراني وبانحياز لتيار معين ، انه يتصور بان صحيفته قادرة على اسقاط النظام في ايران ، أجبت صديقي :حسنا بامكانك ان تخصص أكثر من حلقة للسير الذاتية للمرشحين الخاسرين وان تضمنها آراء المشاركين من كل التيارات ، هناك ايضا محور المشاركة العالية التي فاقت ال 84 في المائة وهي نسبة تشير بوضوح الى نقطتين يمكن كتابة مواد صحافية عديدة عنها : أولا ،ايمان الشعب الايراني بنظام الجمهورية الاسلامية ، ثانيا حيوية المجتمع الايراني وتأصل الأسس الديمقراطية والاحتكام الى صناديق الانتخاب .

أجابني هذا الزميل لقد طرحت هذه النقاط في اجتماع هيئة التحرير ، ولكني جوبهت بردود فعل عنيفة من قبل رئيس التحرير وزملاء آخرين ، ولاأعرف سببا لهذا الموقف الذي يكاد يتكرر في الصحافة العربية ، قلت لزميلبي :يكفي أن نعود قليلا الى الوراء ، الى ثمانينات القرن الماضي ، فأغلب الصحف العربية كانت تطبل للحرب التي فرضها نظام صدام حسين تخت شعار (قادسية صدام )ضد الجمهورية الاسلامية وتدافع عنه وعن جرائمه البشعة ، ان هذا الحقد تفاقم ضد الايرانيين حكومة وشعبا فايران تحتل الريادة في توظيف الثروات الوطنية وتطور قدراتها العسكرية كركيزة حضارية تضمن الاستقلال ولايران الفخر الكبير في دعم القضايا العادلة للشعوب المضطهدة وفي دعم حركات التحرر الوطني ، فيما تقف أغلب الحكومات العربية والاعلام العربي في المدار التابع للقوى الكبرى .

تعبر اسئلة هذا الزميل عن جانب من جوانب انحياز الاعلام العربي المتماشي مع الاعلام الغربي المعادي للجمهورية الاسلامية ، ولقد فات لاعلام العربي ان ايران سجلت في تاريخها ملحمة وطنية تمثلت بمشاركة بلغت حوالي 84 في المائة وهي نسبة نادرا مانشهد مثيلا لها في الدول التي ترفع سلاح الديمقراطية ، كما غاب عن أذهان الاعلاميين العرب أن الانتخابات الاخيرة كانت في دورتها العاشرة ، أي ان ايران شهدت عشر دورات انتخابية خلال 30 عاما منذ انتصار الثورة الاسلامية ، فيما مازال كثير من رؤوساء الدول العربية يحتكرون السلطة منذ عقود ثلاثة أو أكثر ، وهم يعرفون برؤوساء مدى العمر ، اما ظاهرة الفوز بنسبة 99 في المائة فهي ظاهرة عربية بامتياز والويل لمن يتحدث عن التزوير سواء في الاعلام العربي او الاعلام الغربي !!!