رمز الخبر: ۱۳۸۱۶
تأريخ النشر: 09:33 - 04 July 2009
عصرایران - أعلن مسؤول أمريكي كبير في تصريح صحافي ان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن هدد الجمعة محاوريه العراقيين بالتراجع عن الالتزامات السياسية اذا ما استؤنف العنف الطائفي أو العرقي في العراق.

وأكد بايدن الذي التقى في المساء رئيس الوزراء نوري المالكي انه اذا استؤنف العنف، فان ذلك سيغير طبيعة التزامنا. ولقد كان صريحا جدا حول هذه النقطة.

واضاف: اذا ما وقع العراق من جديد، بسبب تصرفات مختلف الاطراف، في العنف الطائفي أو وقع في العنف العرقي، فهذا أمر لا يتيح لنا الاستمرار في التزامنا، لان ذلك لن يكون في مصلحة الشعب الامريكي.

وسئل المسؤول الامريكي الكبير هل هذا الكلام يعني تهديدا، فقال: هذا وصف للحقيقة.

وشدد المسؤول الكبير على القول ان كميات كبيرة من الدم قد اهرقت، وانفقت أموال لمساعدة العراق على النهوض. وكنا نريد ان يحصل ذلك لكن لا تتوافر أي ارادة لاعادة ترميم ما ينكسر اذا ما انهار العراق جراء تصرفات البعض.

واعترف هذا المسؤول بأن واشنطن تمارس ضغطا على بغداد. لكنه اعتبر ان هذا التهديد يولد حافزا قويا لدى العراقيين.

وقال ان المسؤولين العراقيين متفقون على المشاكل التي تحتاج الى تسوية قبل سواها لتثبيت الاستقرار في البلاد، كادخال جميع المكونات العرقية والطائفية في العملية السياسية ووضع مدينة كركوك (شمال).

وترتبط مسألة كركوك بتوزيع الثروات النفطية، فالدستور الكردي الذي سيتم التصديق عليه اواخر تموز/ يوليو، ينص على الحاق كركوك بكردستان، وهذا ما ترفضه الحكومة المركزية رفضا قاطعا.

وأكد بايدن للصحافيين بعد اجتماعه بالمالكي ان الرئيس باراك أوباما وانا شخصيا مسرورون بالطريق الطويل الذي اجتازه العراق منذ سنة لكن الطريق المؤدي الى السلام والاستقرار ما زال صعبا. ولم ينته بعد.

واضاف بايدن ان على العراقيين اتخاذ تدابير سياسية واستخدام العملية السياسية لتسوية خلافاتهم وتقديم مصلحتهم الوطنية على ما سواها، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تبقى مستعدة اذا ما طلب منها للمساعدة في هذه العملية.

ووصف أيضا انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية في 30 حزيران/ يونيو، بأنه مرحلة بالغة الاهمية على طريق عراق مستقر وآمن ومستقل.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي من جهته ان الانسحاب الامريكي من المدن يؤكد صدقية الاتفاقات الموقعة مع الولايات المتحدة. وأوضح ان هذه الاتفاقات طبقت تطبيقا دقيقا، ملمحا بذلك الى الاتفاق الامني الذي وقع في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي والذي فتح الطريق الى الانسحاب الشامل للقوات الامريكية في 2011.

وقبل ساعات من تصريحاته نظم أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الجمعة مسيرة بأحد الأحياء الفقيرة في بغداد مرددين الهتافات المعادية للولايات المتحدة احتجاجا على زيارته.

وقال مسؤولون أمريكيون في افادة لاحقة إن بايدن استغل الاجتماعات ليؤكد للمالكي والزعماء الآخرين أن احراز تقدم يتوقف على عثور العراقيين على الحلول بأنفسهم.

ومن بين القضايا التي تناولها النزاعات على الأرض ودمج الميليشيات الموالية للحكومة في الحياة السياسية والاتفاق على علاقة متوازنة بين الحكومة المركزية والمحلية.

وفي رد على بايدن اصدر مكتب المالكي بيانا دافع فيه عن سجله بشأن المصالحة. واجتذب المالكي الساسة السنة بشن حملة على الميليشيات الشيعية العام الماضي وبقانون عفو أدى الى الافراج عن الاف من السجناء السنة.

ولكن كان أقل وضوحا بشأن مسألة المصالحة مع أعضاء حزب البعث السابق المحظور الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل صدام حسين.

وأكد رئيس الوزراء ، من خلال البيان،ان الحكومة العراقية ملتزمة بتنشيط مشروع المصالحة الوطنية. ولكنه قال ان حزب البعث المنحل ليس له صلة بالمصالحة الوطنية وهو محظور لانه مسؤول عن الدمار الذي شهده العراق.

وعقب صلاة الجمعة أخذ المئات وربما الآلاف من سكان حي مدينة الصدر يهتفون (تسقط أمريكا) وأحرقوا أعلاما أمريكية احتجاجا على زيارة بايدن، كما جرت مظاهرة صغيرة في مدينة كربلاء بالجنوب الشيعي.

وكان بايدن ساهم عام 2006 في وضع خطة لتقسيم العراق إلى جيوب سنية وشيعية وكردية تتمتع بحكم ذاتي. وأثارت تلك الخطة غضب كثير من العراقيين ونحيت جانبا بهدوء مع انحسار العنف.

وقالت رسالة من الصدر قرأها إمام مسجد إن بايدن جاء لتقسيم العراق وفقا لخطته.

وتباينت آراء الساسة العراقيين بشأن زيارة بايدن، حيث أوضح عبد الكريم السامرائي زعيم جبهة التوافق بالبرلمان إن تفعيل المصالحة ينبغي أن يكون على يد العراقيين أنفسهم لا بتوصيات من الخارج.

وبين أسامة النجيفي نائب القائمة العراقية لرئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي إن الولايات المتحدة لا تلتزم الحياد تجاه مختلف الأحزاب بل تساند حزبا ضد آخر.

وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إن بايدن سيلتقي بقادة القوات الأمريكية والجنود بمناسبة عطلة يوم الاستقلال الأمريكي الذي يوافق الرابع من يوليو تموز.

وهذه ثاني زيارة يقوم بها بايدن إلى العراق هذا العام والأولى له في منصب نائب الرئيس. وكان الرئيس باراك أوباما زار العراق في ابريل نيسان.