رمز الخبر: ۱۳۹۷۳
تأريخ النشر: 15:24 - 12 July 2009
عصرایران - (رويترز) - على مديري الاصول والدبلوماسيين والساسة الذين يختفون في عطلات صيفية طويلة ان يعوا ان التاريخ يكشف لنا ان الاحداث الكبرى ابتداء من الحروب الى انهيار الاسواق غالبا ما تحدث على نحو مربك عندما يتوجه الجميع الى الشاطئ.

ففي الصيف الماضي افسدت الحرب غير المتوقعة بين روسيا وجورجيا "موسم اغسطس السخيف" والذي يخلو عادة من الاخبار الجادة. وشهد العام الذي سبقه بدايات ازمة الرهون العقارية عالية المخاطر وازمة الائتمان بينما اندلعت الحرب بين لبنان واسرائيل في يوليو تموز عام 2006 .

وبدأت الازمة المالية الاسيوية في يوليو تموز 1997 والتي تسببت جزئيا في ازمة الروبل الروسي في اغسطس اب 2008. وغزا العراق الكويت في اغسطس 1990 بينما اطاح متشددون سوفييت لفترة وجيزة بالرئيس ميخائيل جورباتشوف في اغسطس 1991 حين كان في عطلة.

وبالعودة لفترات أبعد الى الوراء نجد ان الحرب العالمية الاولى اندلعت في اغسطس 1914 والثانية في بداية سبتمبر ايلول 1939.

فهل يعني هذا ان الصيف في نصف الكرة الشمالي يجنح بشكل خاص الى الاحداث غير المتوقعة عالية التأثير التي يمكن ان تقلب العالم رأسا على عقب بين عشية وضحاها..

ويقول سام ويلكين المستشار الكبير بمؤسسة اوكسفورد اناليتيكا "فرضية ان هذه الاشياء تحدث في الصيف..الحروب والازمات المالية الخ.. مثيرة للاهتمام لكن يصعب اثباتها.

"التفسير المعتاد كان دوما ان الناس يكونون بعيدين عن مكاتبهم ومن ثم يتولى الصف الثاني الاقل كفاءة التعامل مع كافة الامور."

وتقول هذه النظرية ان صناع القرار الرئيسيين الذين يرصدون عادة الازمات أثناء نشوئها ويقومون على الفور بالتعامل معها قد لا يكونون ببساطة متواجدين في اللحظة الحاسمة ومن ثم لا يتصرفون مما يسمح للاحداث بان تخرج عن نطاق السيطرة.

وقد يساعد ذلك على تفسير سبب وقوع بنك نورذرن روك البريطاني في مشاكل بعد ان شحت اسواق الائتمان في صيف عام 2007 وهو ما ادى الى ازمة متسارعة افضت الى سحب عدد كبير من عملاءئه ايداعاتهم وتأميمه في سبتمبر ايلول.

وأحيانا ينتهز المتسببون في تلك الازمات فرصة انشغال العالم بقضايا اخرى. فأيا كان الطرف الذي يمكن القاء اللوم عليه في بدء حرب جورجيا عام 2008 فحقيقة انها اندلعت فيما كان العالم منشغل بحفل افتتاح الاولمبياد في بكين تبدو اكثر من مجرد مصادفة.

ويفضل القادة العسكريون تعبئة قواتهم والقتال في الصيف ويأملون في الغالب ان يتمكنوا من اكمال اهدافهم قبل دخول الشتاء حتى تكون الحرب قد "انتهت بحلول عيد الميلاد".

وقال ريتشارد فينين استاذ التاريخ الاوروبي بجامعة كينجز كوليدج بلندن "بشكل عام هناك ميزة عسكرية لبدء الحملة في الصيف .. فبالاضافة الى عامي 1914 و 1939 بدأ غزو الاتحاد السوفيتي الذي كان البداية الحقيقية للحرب العالمية الثانية في يونيو 1941 لنفس السبب."

وفي اسواق المال هناك ايضا تفسير معقول للازمات الصيفية او على الاقل لماذا يكون لها هذا التأثير الشديد. ففي ظل وجود كثير من اللاعبين الاساسيين في الاسواق في عطلات فان حجم التداول يكون عادة اقل لكن التقلب يكون اكبر كثيرا.

وقال مايكل جانسكه رئيس ابحاث الاسواق الناشئة في مصرف كومرتس بنك الالماني "اذا كنت مديرا للاصول فعليك ان تتخذ موقفا دفاعيا بدرجة اكبر كثيرا في الصيف خاصة اذا كنت ستبتعد عن العمل لبعض الوقت..وبالتأكيد سيكون ذلك اكثر من اي وقت اخر في العام تبتعد فيه عن العمل.

"اي تحركات للسوق ستكون اكبر كثيرا."

وهذا الصيف ربما يكون خطيرا على وجه الخصوص. فالاسواق متقلبة بعد الاضطراب الذي سادها العام الماضي وباتت السياسات اكثر تقلبا جراء ارتفاع معدلات البطالة والمصاعب الاقتصادية والتي كانت من العوامل وراء الاضطرابات التي وقعت هذا الشهر في جنوب افريقيا والانقلاب في هندوراس وربما النزاع العرقي في الصين.

غير ان الصيف في بعض الاحيان يمكن ان يكون له الاثر العسكي. فالاضطرابات السياسية في اليونان تشتهر بشكل عام بانها تهدأ مع ارتفاع درجات الحرارة وشهدت الاجازة الصيفية عام 1968 تراجعا في حدة الاضرابات واعمال الشغب الطلابية التي هيمنت على بقية العام.

وقال فينين من جامعة كينجز كوليدج بلندن "الاجازة الصيفية يمكن ان يكون لها تأثير مهدئ..الناس يذهبون في عطلات وينسون كل شيء."