رمز الخبر: ۱۴۰۳۴
تأريخ النشر: 09:11 - 15 July 2009
الصحفيين الكويتيين نسوا حسب الظاهر بان الشيخ صباح امير الكويت ومن ابناء جابر من اسرة الصباح استولوا قبل نحو اربعة اعوام على السلطة من خلال انقلاب داخل العائلة على الشيخ سعد ولي العهد الكويتي السابق ومن ابناء سالم من اسرة الصباح.
عصر ايران - محمد بوستاني – في حين انحسرت موجة نشر الموضوعات المعادية لايران في الصحف الكويتية الى حد ما ، الا ان ثمة صحفا كويتية يتم دعمها وتحريكها من بعض اجهزة الاستخبارات في دول المنطقة والاوساط الدولية المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية ، ماتزال تواصل اسلوبها المخرب.

وقد اشتدت هذه القضية لاسيما بعد الانتخابات الرئاسية العاشرة في ايران وان بعض الكتاب باجر من المعارضين للجمهورية الاسلامية الايرانية يضخمون القضايا ويتناولون بسلبية التطورات الداخلية في ايران بدرجة وكأن النظام السياسي في البلاد يقف على حافة الهاوية وسينهار قريبا!!

ويزعم بعض الكتاب الكويتيين في مقالاتهم ومقابلاتهم بحدوث تزوير في الانتخابات الرئاسية الايرانية ويلقون بظلال من الشك على اركان الجمهورية الاسلامية الايرانية. ان هؤلاء الذين لا يخفون حقدهم وضغينتهم المستمرة على مدى 30 عاما ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ، يعبرون عن امنياتهم وافكارهم وتوجهاتهم قبل ان يتناولوا الحقائق السائدة في المجتمع الايراني. والان وبعد عودة الهدوء الى البلاد ما يزال هؤلاء ينفثون سمومهم ويمارسون تهريجهم متغافلين عن ان الاحتجاج والاعتراض يشكل جزء من تطور مجتمع يسير نحو التقدم والتنمية على طريق الديمقراطية الدينية.

والملفت في هذا الخصوص هو ان الصحفيين الكويتيين ومن دون ان يهتموا بوضعهم ومشاكلهم الداخلية ، تحولوا الى منبر لاعداء ايران الاقليميين والدوليين.

وهذه المجموعة من الصحفيين الكويتيين نسوا حسب الظاهر بان الشيخ صباح امير الكويت ومن ابناء جابر من اسرة الصباح استولوا قبل نحو اربعة اعوام على السلطة من خلال انقلاب داخل العائلة على الشيخ سعد ولي العهد الكويتي السابق ومن ابناء سالم من اسرة الصباح.

ومع انه بذلت جهودا للحد من تسرب انباء هذا الانقلاب داخل العائلة الى الخارج الا ان اخبارا مؤكدة نشرت حول التهديد العسكري الذي اطلقته العناصر الامنية البارزة من فرع الجابر ، ضد معارضي هذا الاجراء.

ورغم ان هذه التهديدات تركت اثرها في ذلك الوقت وادت الى تثبيت سلطة الشيخ صباح الا ان هذه القضية اسفرت منذ توليه السلطة الى حدوث خلافات واسعة النطاق بين اعضاء اسرة الصباح الذين يتولون المسؤوليات المهمة في هذا البلد.

ان هذه الخلافات قد تصاعدت منذ تولي امير الكويت الحالي السلطة بحيث ادت الى ايجاد ازمة سياسية واسعة وما تبعها من الحل المتتالي لمجلس الوزراء والبرلمان الكويتي وبالتالي تعطل الكثير من القضايا الاساسية في هذا البلد.

ان نسبة المشاركة في الديمقراطية الكويتية الموجهة لتعيين اعضاء المجلس البلدي في الكويت بلغت 20 بالمائة اي نحو 70 الف شخص. ومع مقارنة عدد الناخبين في ايران مع الكويت ومشاركة 87 بالمائة من ابناء الشعب الايراني في الانتخابات الاخيرة ومقارنتها مع الوضع المماثل في الكويت ، يمكن الوصول الى حقيقة هذا البلد المسمى بالديمقراطي.

وربما يستطيع علماء الاجتماع في المستقبل البعيد اعطاء تعريف جديد وغريب عن هذا النمط من الديمقراطية الكويتية التي لا يوجد لها مماثل لحد الان في اي مجتمع سياسي.

ومن العلائم المهمة للسطة في الكويت ، هو منع توجيه اي انتقاد للاسرة الحاكمة خاصة الامير وولي العهد. في حين يعتبر المسؤولون الكويتيون ان حرية التعبير عن الراي والفكر تعد من ملزومات الديمقراطية في العالم.

وتتحدث الصحف الكويتية بين الفينة والفينة عن اعتقال اشخاص وجهوا انتقادات ولو خفيفة وسطحية للامير او اسرة الصباح في مدوناتهم الشخصية وحتى اوساطهم الخاصة.

وقبل اربعة اشهر وتزامنا مع تصاعد حدة الازمة السياسية في الكويت والتي ادت الى حل مجلس الامة ، تصاعدت انتقادات الناس ووسائل الاعلام للاسرة الحاكمة لان الناس اعتبروا ان الخلافات بين كبار شخصيات الاسرة الحاكمة هي وراء الازمة السائدة في هذا البلد.

وكانت ردة فعل الحكومة الكويتية على انتقادات الناس والكتاب ، تكثيف التصدي لهم ووضع قيود على حرية التعبير عن الراي عن طريق تاسيس محكمة خاصة.

ان هذه الحالات تظهر التعارض الذي يسود تعامل السلطات الكويتية مع الصحف في هذا البلد لان هذه الصحافة لها الحق في توجيه الانتقادات ونشر الموضوعات الكاذبة وتجاوز الخطوط الحمر ضد بعض الدول مثل ايران لكنها غير مسموح لها توجيه الانتقاد للاسرة الحاكمة.

اذن كيف يمكن التحدث عن الديمقراطية في بلد يعتبر فيه منصب الامارة ، وراثيا وان الاسرة الحاكمة تسيطر على جميع المناصب الرئيسية والفساد الاداري والمالي والاختلاس والتواطؤ ينخر فى اعماق جسد النظام الاداري.

لذا من الافضل للكتاب والصحفيين الكويتيين ان يردوا على هذا السؤال وهو ماهي الديمقراطية ولماذا يحرم الشعب الكويتي من حقه هذا قبل ان يعبروا عن افكار واراء حكامهم حول الانتخابات الديمقراطية في ايران.