رمز الخبر: ۱۴۱۸۲
تأريخ النشر: 13:04 - 26 July 2009
تطرق نتنياهو الى السلام ياتي في وقت تقوم على قدم وساق حاليا عمليات توسيع المستوطنات في القدس الشرقية وهذا يدل على خديعة مشتركة تحيكها اميركا ولقيطها الكيان الصهيوني.
عصر ايران – تطرق رئيس وزراء الكيان الصهيوني المتطرف بنيامين نتنياهو في كلمة القاها بمناسبة الذكرى السنوية ال57 لثورة تموز المصرية مرة اخرى الى موضوع "السلام في الشرق الاوسط" ودعا زيفا وكذبا الى اقامة ما يسمى "السلام الحقيقي" مع الدول العربية. ومن جانب اخر دعا في كلمة امام الكنيست الصهيوني الى اقامة سلام شرط عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني وتشكيل دولة فلسطينية منزوعة السلاح وانهاء الشكاوى ضد الكيان الصهيوني.

ان تطرق نتنياهو الى السلام ياتي في وقت تقوم على قدم وساق حاليا عمليات توسيع المستوطنات في القدس الشرقية وهذا يدل على خديعة مشتركة تحيكها اميركا ولقيطها الكيان الصهيوني.

ان مشروع حكومة نتنياهو المتطرفة لتوسيع المستوطنات من اجل السيطرة التامة على الاراضي المحتلة وتغيير النسيج السكاني للفلسطينيين يظهر بوضوح بان "فلسطين" تمر حاليا باخطر مراحلها وان التصرف المتاخر للعالم الاسلامي ستكون له تبعات لايمكن التعويض عنها ، لان اطماع الكيان الصهيوني الملفق في توسيع المستوطنات لن تكون لها نهاية وان بناء المئات من المساكن في القدس الشرقية والمناطق الاخرى يشكل الخطوة الاولى لهذه الخطة.

ان عدم امتثال الكيان الصهيوني للقوانين الدولية ولمطالب الاسرة الدولية لا يشكل جديدا. لان الصهاينة ضربوا مرارا عرض الحائط جميع تعهداتهم السابقة في معاهدات مدريد واوسلو وانابوليس ولم يهتموا بقرارات مجلس الامن الدولي بشان الانسحاب من الاراضي المحتلة 1967.

واضافة الى ذلك فان موقف العديد من الدول العربية من الاجراءات غير الشرعية والوقحة للكيان الصهيوني ، واضح تماما ولا يمكن الركون الى تلك الفئة من الدول العربية الجاهزة للمزيد من التخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني. ان الدول العربية المعروفة بدول محور ما يسمى الاعتدال لا تشكل عائقا اماما اطماع الصهاينة فحسب بل انها تتماشى مع الكيان الصهيوني الهمجي والنماذج على ذلك مشاركتها في "اجتماع الاديان في نيويورك" او تماشيهم مع الكيان الصهيوني في حرب غزة.

لكن المحور الرئيسي لهذا المقال هو الايحاء بوجود مواجهة بين الكيان الصهيوني واميركا حول عمليات الاستيطان في الاراضي المحتلة. بحيث ان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية طلبت من تل ابيب بوقف بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة ومن جهة اخرى فان نتنايهو يتحدى التحذير الامريكي لوقف الاستيطان في القدس الشرقية بحيث يقول بان سيادة الكيان الصهيوني على بيت المقدس "ليس بموضوع يمكن التفاوض بشانه!".

كما دخل ايهود اولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق على الخط بهذا النزاع والمواجهة وحذر واشنطن من وضع عراقيل بهذا الخصوص. كما ان وكالات الانباء تبث تقارير واخبارا عن وجود ما يسمى مواجهة بين تل ابيب وواشنطن حول مواصلة او وقف الاستيطان.

الا ان التامل حول المواجهة بين تل ابيب وواشنطن حول بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة والذي يشكل تحديا امام سلام الشرق الاوسط يظهر بان هذه المواجهة هي مصطنعة ومفبركة وهي في الحقيقة حرب مخادعة.

ان اميركا والكيان الصهيوني تربطهما منذ انعقاد نطفة هذا الكيان مصالح مشتركة ومتشابكة لاسيما فيما يخص منطقة الشرق الاوسط، فالكيان الصهيوني وبوصفه عميلا للبيت الابيض يلعب دور ثكنة اميركا ، لذلك فان لا الصهاينة يدخلون في مواجهة مع اميركا ولا اميركا تريد معارضة الكيان الصهيوني بصورة جادة.


وكما اظهرت ادارة اوباما خلال الاشهر الاخيرة بانها تواصل نهج ادارة بوش ولا يجب الاعتماد على ادبيات ونهج الساسة الامريكيين الحاليين الذين رفعوا شعار التغيير ، فان وجود مواجهة بين الصهاينة وادارة اوباما يندرج في هذا الاطار وليس هناك اي قرائن تشير الى اعتماد اوباما استراتيجية مختلفة عن سلفه بوش. واضافة الى ذلك كشفت صحيفة "الغاردين" البريطانية بان اميركا تساعد الكيان الصهيوني على بناء المستوطنات.

وبلا شك فان الضغوط الاستعراضية التي تمارسها اميركا على اسرائيل لوقف الاستيطان تشكل جزء من الممارسات التي تريد اميركا من ورائها منح امل زائف للدول العربية والاسلامية للوقوف الى جانب ادارة اوباما ، الا ان الخديعة المشتركة لساسة البيت الابيض وتل ابيب في تهويد القدس الشرقية والسيطرة الكاملة والتدريجية على الاراضي المحتنلة ماتزال مستمرة.

انه من السذاجة والبساطة بمكان ان تبقى الدول الاسلامية والعربية بانتظار اجراءات ادارة اوباما لاقرار "السلام" . بل ان الخيار الوحيد للخروج من الاتفاق السري وخلف الكواليس بين الصهاينة والامريكيين فيما يخص بناء المستوطنات وتهويد القدس والاراضي المحتلة يكمن في تعزيز تيار المقاومة في مواجهة اطماع الصهاينة.