رمز الخبر: ۱۴۲۰۴
تأريخ النشر: 12:43 - 27 July 2009
يقول الامريكيون في الوقت الحاضر في ظل التطورات ما بعد الانتخابات الايرانية انهم منهمكون في مراجعة استراتيجيتهم تجاه ايران. وهذا الشئ تكرره بصراحة وسائل الاعلام الامريكية فيما لوح به المسؤولون الامريكيون خلال الاسابيع الماضية.
عصر ايران – يقول الامريكيون في الوقت الحاضر في ظل التطورات ما بعد الانتخابات الايرانية انهم منهمكون في مراجعة استراتيجيتهم تجاه ايران. وهذا الشئ تكرره بصراحة وسائل الاعلام الامريكية فيما لوح به المسؤولون الامريكيون خلال الاسابيع الماضية.

وهذا الكلام يظهر وكأن الامريكيين يملكون استراتيجية محددة تجاه ايران ، الا ان معظم القرائن والشواهد تشير الى ان هكذا استراتيجية غير موجودة اطلاقا لدى الامريكيين .

وقد حاول الامريكيون لعدة اشهر التوصل الى وجهة نظر موحدة تشمل جميع الخيارات تجاه ايران لكنه اتضح ان الشئ الوحيد الذي يمكن ان يصبو اليه حول ايران هو "انه يجب الحوار مع ايران" وطالما لم يحدث هكذا حوار فانه لا يمكن صياغة اي استراتيجية شاملة وجامعة ، بحيث ان محادثاتهم مع الروس والصينيين والاوروبيين والعرب والصهاينة لم تسفر سوى عن هذه النتيجة.

ان جميع المحاولات التي بذلها الصهاينة خلال الاشهر الاخيرة مع الامريكيين هو اقناعهم لممارسة العقوبات التي اسموها المدمرة على ايران ومن ثم التفكير بالخيار العسكري في حال فشل المفاوضات.

ان ظاهر السلوك الامريكي لاسيما مناورات الكونغرس في مجال التصويت على العقوبات على ايران يتمثل في انهم قبلوا بهذه الاستراتيجية وهو انهم بمجرد ان يشعروا بان ايران لن ترضخ لمطالبهم بشان البرنامج النووي فانهم سيدخلون مجال فرض العقوبات.

وقد قبلت هيلاري كلينتون في الاسبوع المنصرم بافتراض وجود ايران نووية لكنها اختزلت مجمل هذه الافكار في اطار هذه الجملة وهي ان اميركا وفي حال تحولت ايران الى دولة نووية فان اميركا ستنشر مظلتها النووية في ارجاء المنطقة.

فالاسرائيلون ادركوا سريعا هذه النقطة وقالوا ان كلام اميركا هذا يعني انهم قبلوا بظهور ايران نووية لكن الامريكيين طمانوا حلفاءهم بانهم سيدافعون عنهم في مواجهة الاخطار المحتملة لهذه الظاهرة.

ان النقطة الاساسية في كلام وزيرة الخارجية الامريكية هي اعمق من دلالتها على قبول اميركا لايران نووية. ان الفهم العام في طهران يتمثل الان في ان اميركا تقوم بارسال هذه الرسالة الى العالم باسره بان "حاجتها الاستراتيجية" الى ايران اصبحت حادة بدرجة انها غير جاهزة للتخلي عن امكانية الحوار مع ايران حتى وان تحولت ايران الى دولة نووية.

وكما ذكر المسؤولون الاستخباراتيون الامريكيون خلال الاشهر الاخيرة "فان اخطار الامن القومي الفعلية" بالنسبة لهم تكمن الان في مناطق اخرى مثل باكستان وافغانستان لذلك فانهم يفضلون تشجيع ايران على التعاون لمعالجة المشاكل الاكثر حدة بدلا من اهدار الطاقة والفرص في المواجهة غير المثمرة مع ايران.

ان الامريكيين لا يفكرون اصلا بمرحلة ما بعد المحادثات بل ان هاجسهم الرئيسي يكمن في ان تقبل ايران مبدأ الدخول في مفاوضات. ان الاجراءات العقابية التي يناورون عليها هي من اجل جر ايران الى طاولة المفاوضات لا لمعاقبة ايران اذا ما فشلت المحادثات.

فالوضع هو بهذا الشكل حاليا ، فالامريكيون يتحدثون بلغة غير مهذبة على طريقة رعاة البقر وهم يلتمسون اجراء حوار مع ايران. ان طبيعتهم الاستكبارية لم تعلمهم بعد بان طلب اجراء حوار مع جهة يحتاجون اليها له اداب وتقاليد وان الضجيج والصراخ لا يعد مؤشرا على القوة.