رمز الخبر: ۱۴۷۰۳
تأريخ النشر: 11:17 - 13 August 2009
عصرایران - روجت الحكومة الباكستانية مؤخرا أنباء عن مقتل زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود، وتحدثت عن صراع بين قادة الحركة على السلطة من بعده، وهي أخبار أكدت طالبان أنها لا تعدو أن تكون إشاعات كاذبة.

حلقة جديدة من الصراع بين الجانبين يرى مراقبون أنها تدخل في إطار حرب إعلامية تهدف السلطات الرسمية من ورائها إلى شق صفوف طالبان.

ومنذ خمسة أيام والأجواء الإعلامية في باكستان ملبدة بأنباء مقتل بيت الله محسود من عدمه، فالحكومة وعلى لسان وزير داخليتها رحمن ملك تؤكد خبر مقتل محسود بناء على معلومات أمنية، لكن طالبان تنفي.

تبع ذلك تأكيد رحمن ملك مقتل حكيم الله محسود وولي الرحمن وهما من قيادات طالبان إثر خلاف نشب بينهما على خلافة زعيم الحركة، وهو ما نفاه حكيم شخصيا من خلال ظهوره أمام وسائل الإعلام، وانتهى الأمر إلى إشارة الحكومة بانشغال طالبان بالتحضير لمجلس الشورى لاختيار خليفة محسود، وهو ما حرصت طالبان أيضا على نفيه.

كسر الشوكة

ويرى المحلل السياسي منصور جعفر أن الحكومة بعد أن أخفقت في القبض على أي من قادة طالبان الـ19 المطلوبين لديها في عملية "الطريق المستقيم"، التي شنتها في وادي سوات، تحاول الآن عبر حرب إعلامية كسر شوكة الحركة من الرأس.

ويضيف جعفر في حديث للجزيرة نت أن حركة طالبان ليس لديها هيكل تنظيمي قوي ومتسلسل، وأن الحكومة تعتقد أنها من خلال الأنباء التي تبثها في وسائل الإعلام يمكنها النيل من تماسك الحركة وبث الخلافات بين قياداتها على الزعامة.

حكيم الله محسود أشار إلى أن الحكومة، ومن خلال الترويج لشائعات من هذا النوع إنما تريد الضغط على زعيم الحركة بيت الله محسود للظهور أمام وسائل الإعلام، ومن ثم محاولة قتله أو اعتقاله، موضحا أن الحركة ستصدر خلال أيام قليلة شريط فيديو يؤكد وجود محسود على قيد الحياة.

المحلل السياسي رحيم الله يوسف زي وصف ما يجري بين الحكومة وطالبان بالحرب الإعلامية المفتوحة على جميع التكتيكات، مضيفا في حديث مع الجزيرة نت أن ظهور حكيم الله محسود بعد تأكيد مقتله من قبل الحكومة أضر بمصداقيتها ومصداقية وزير الداخلية.

وأشار زي إلى أن إقرار طالبان بمرض بيت الله محسود قد يكون مؤشرا على إصابته في الغارة الأميركية على منزل والد زوجته الأربعاء الماضي جنوب وزيرستان، وأن الرجل قد يكون بالفعل فارق الحياة وتحاول الحركة كسب الوقت لتنظيم صفوفها قبل تأكيد الخبر.

تحد متواصل

وزير الداخلية رحمن ملك، الذي تحدى طالبان مرارا أن تؤكد بقاء زعيمها بيت الله محسود على قيد الحياة، قال في تصريحات أخيرة له إن تنظيم القاعدة يعمل على تعيين زعيم جديد لحركة طالبان باكستان عقب رحيل زعيمها، موضحا أن السلطات الرسمية تحاول الحصول على عينة من الحمض النووي لمحسود لإعلان خبر مقتله رسميا.

وينظر المحلل السياسي جاويد رانا إلى معلومات الأجهزة الأمنية التي تؤكد مقتل محسود على أنها غير كافية، مشيرا في حديث للجزيرة نت إلى أن حديث الحكومة عن الحصول على عينة من الحمض النووي أمر مستبعد في ظل وقوع الهجوم الصاروخي في منطقة نفوذ كامل لمحسود وأنصاره يصعب على الحكومة والجيش الوصول إليها.

وأضاف رانا أن قفز الحكومة عن الحقائق حول مقتل بيت الله محسود يضع علامة استفهام حول مقاصدها من الترويج لهذه الأنباء التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تدمير حركة طالبان من الداخل بعد أن صعب فعل ذلك من الخارج.