رمز الخبر: ۱۴۷۶۹
تأريخ النشر: 09:19 - 16 August 2009
عصرایران - الجزیره - قال المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك إن نقل باكستان قوات بأعداد كبيرة من الحدود مع الهند إلى الحدود الأفغانية حقق لها مكاسب كبيرة ضد من سماهم المتشددين، وسمح لبلاده بالتركيز على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لهذا البلد النووي، بدل الأمن.

وقال لصحفيين رافقوه في زيارة بدأها إلى إسلام آباد، مساء أمس وتدوم ثلاثة أيام وهي الثانية في شهر، إن بلاده ترى تقدما أمنيا، بين علاماته استمرار السيطرة على مينغورا عاصمة وادي سوات، وإن "كنا لا نعرف ما إذا قضي على طالبان أم تفرقوا فقط".

وقال "لقد استعيدت سوات وبونير وقتل بيت الله محسود (زعيم طالبان باكستان) ويبدو أن هناك صراعا على خلافته.. لا يعني ذلك أن المشاكل حلت.. لكن الأوضاع أفضل كثيرا منها قبل شهرين".


وشن الجيش الباكستاني عمليات في وادي سوات وملكند وبنير ودير السفلى منذ أبريل/نيسان الماضي -بعد انهيار اتفاق لتطبيق الشريعة– انتهت حسب أرقام رسمية بمقتل 1800 مسلح وعشر هذا العدد من العسكريين، وبتشريد 1.9 مليون شخص، عاد نحو خمسهم إلى ديارهم حسب السلطات.

تقاسم للمعلومات

ومواضيع النازحين والأمن في الشمال الغربي ومناطق القبائل والانتخابات الأفغانية في صلب محادثات هولبروك الذي يطير إلى كابل بعد الزيارة.

ولتأمين اقتراع رئاسي يجرى الخميس، تشن القوات الأفغانية والأميركية والبريطانية عمليةً كبيرة في هلمند تخشى باكستان أن تجعل المسلحين الأفغان يلوذون ببلوشستان المجاورة، ما جعل الأميركيين يتقاسمون معها المعلومات العملياتية.

وتحدث هولبروك عن دعم عسكري أميركي يشمل تقديم قطع غيار مروحيات ومناظير ليلية، في عملية معقدة تمر بالكونغرس، وتحتاج عمليات محاسبة لم تتبعها حكومة باكستان دائما.

عملية مجمدة

وبعد وادي سوات، حيث "قُضِي" على المسلحين حسب رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، خطط الجيش لعملية في جنوب وزيرستان على الحدود الأفغانية.

لكن مسؤولين أميركيين يقولون إن العملية مجمدة، فالحكومة تنتظرها مهمة إعمار هائلة في وادي سوات حيث تحتاج مناطق كثيرة استرجعت إلى تأمينها كما دلل عليه هجوم انتحاري قتل أمس ثلاثة جنود على الأقل، وهي عوامل ربما جعلت عملية جنوب وزيرستان أكثر صعوبة.

وأبلغ مسؤولون باكستانيون نظراءهم الأميركيين أنهم يريدون أولا أن يروا كيف ينتهي الصراع على خلافة محسود، كما يخشون أن تجعل العملية فصائل طالبان تطرّح خلافاتها في مواجهة الجيش.

ونفت طالبان باكستان مقتل محسود الذي قالت استخبارات باكستان إنه لقي مصرعه في هجوم صاروخي الأسبوع الماضي.


تغيير الإستراتيجية

ودعا جيلاني أول أمس إلى تغيير إستراتيجية مواجهة المسلحين، قائلا في ذكرى الاستقلال إن الحل الدائم "تغيير تفكير الناس ومواقفهم إزاء العناصر التي تستغل الدين الإسلامي" معتبرا عمليات وادي سوات ومالاكند التزاما حكوميا ثابتا بالقضاء على المشكلة التي تهدد المصير الديمقراطي.

وألغى الرئيس آصف علي زرداري الجمعة حظرا على العمل السياسي في الحزام القبلي للبشتون، لتخفيف سيطرة الجماعات المسلحة، قائلا إن رجال هذه القبائل يستحقون معاملتهم بثقة كبقية الباكستانيين.

وتتمتع سبع مناطق قبلية بحكم شبه ذاتي، يضعها تحت إشراف حكومة باكستان الفدرالية مباشرة بدل الحكومة المحلية كما حال بقية الأقاليم.

ووفق نظام موروث من الاستعمار البريطاني، يحكم مندوب تعينه الحكومةُ القبائلَ التي تطبق قوانين قبلية عمرها قرون بدل قوانين الدولة الحديثة.

ولم يسمح للأحزاب بالعمل في هذه المناطق، ما ساهم حسب محللين في خلق فراغ سياسي استغله من تصفهم الحكومة برجال دين متشددين.