رمز الخبر: ۱۴۹۲۹
تأريخ النشر: 12:08 - 20 August 2009
عصرایران - في يوم هو الاكثر دموية هذا العام في العراق، سقط 95 قتيلا وأصيب 536 آخرون اثر سلسلة تفجيرات دموية، ما دفع قوات الأمن العراقية الى الاعتراف بالذنب في حدث نادر واثارت مخاوف من تزايد العنف في رمضان.

ووقعت ستة انفجارات على الأقل بالقرب من مباني وزارات حكومية وأهداف أخرى في قلب الإدارة التي يقودها الشيعة بالعراق بعد أسابيع من انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من المدن في حزيران يونيو لتلعب قوات الأمن العراقية الدور القيادي.

وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قوات الأمن في بغداد إن هذه العملية تكشف عن الإهمال وإنها خرق أمني تتحمل قوات الأمن العراقية معظم مسؤوليته.

وتفجيرات امس هي مثال نادر على هجوم منسق على أهداف تتمتع بحماية مكثفة.

وفي احد التفجيرات انفجرت شاحنة عملاقة بالقرب من نقطة تفتيش أمنية مؤدية إلى المنطقة الخضراء الحصينة محطمة نوافذ وزارة الخارجية القريبة وقاذفة الشظايا في المكاتب المزدحمة مما أسفر عن مقتل العشرات.

وقالت موظفة بوزارة الخارجية قالت إن اسمها آسيا 'تهشم زجاج نوافذ وزارة الخارجية وقتلت الناس بالداخل ورأيت موظفين بالوزارة وصحافيين وحراس أمن من بين القتلى'.

وكان الانفجار من القوة بحيث أدى إلى تحطم بعض نوافذ البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء. ومن الممكن أن تؤدي هذه الهجمات إلى تقويض الثقة في رئيس الوزراء نوري المالكي قبل الانتخابات البرلمانية.

ونادى المالكي في بيان الى مراجعة الخطط الأمنية وقال 'ان العمليات الاجرامية التي حدثت اليوم تستدعي بدون ادنى شك اعادة تقييم خططنا وآلياتنا الامنية لمواجهة التحديات الارهابية والاحتفاظ بالمبادرة وسحب الظرف الآمن للمنظمات الارهابية وزيادة التعاون بين الاجهزة الامنية وابناء الشعب بجميع مكوناته والوقوف بوجه محاولات التشكيك بقدرة قواتنا المسلحة التي اثبتت قدرة عالية في التصدي للارهابيين'.

لكن محللين ومواطنين عاديين اختلفوا مع هذ الرأي.

وقال حميد فاضل المحلل السياسي في جامعة بغداد إن هذه التفجيرات مقصود بها أن ترسل رسالة إلى العراقيين والعالم مفادها أن المتمردين لا يزالون هناك وما زالت لديهم القدرة على عرقلة العملية السياسية. ومضى يقول إن هجمات اليوم تكشف عن ضعف شديد في قوات الأمن العراقية وإنها كانت هجمات كبيرة ومنظمة.

وخلت شوارع العراق التي تكون مزدحمة بطبيعة الحال من المارة فيما صب العدد القليل من الأشخاص الذين كانوا في الخارج غضبهم على قوات الأمن العراقية.
وقال شرطي المرور لؤي محمد 'لا أعتقد أن هذا عمل إرهابيين. أعتقد أن هذا ترتيب عشرات الجماعات السياسية... القدرات العراقية لا تستطيع سوى القيام بالأشياء الروتينية دون كفاءة'.
وقال هيثم عادل وهو عامل 'قوات الأمن لا توفر الأمن'.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات لكن الموسوي قال إن عضوين من القاعدة اعتقلا أثناء محاولة اعتراض سيارة ملغومة أخرى. وعرض التلفزيون العراقي فيما بعد لقطات لشاحنة محملة بخزانات المياه المحشوة بالمتفجرات وتم إبطال مفعولها.

ووصف البيت الابيض الاربعاء موجة الهجمات التي شهدتها بغداد وادت الى مقتل 95 شخصا بانها عمل 'جنوني' نفذه متطرفون مصممون على اشاعة الفوضى.

وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض ان تلك الهجمات 'تظهر الدرجة التي يمكن ان يصل اليها المتطرفون لاشاعة الفوضى من خلال العنف الجنوني الذي يؤذي حياة البشر'.

الا ان المتحدث اكد ان الولايات المتحدة لم تغير رأيها بان القوات العراقية قادرة على تحقيق تقدم امني في العراق. وحمل الرئيس العراقي جلال طالباني مسؤولية الانفجارات العنيفة التي هزت العاصمة بغداد امس ما سماهم بـ'المجرمين من تنظيم القاعدة والصداميين'.

وقال طالباني، في بيان له، نحن ندين 'التفجيرات الإجرامية الأخيرة التي استهدفت المواطنين الأبرياء في مناطق مدنية أهلية وحكومية'.

وأضاف 'نفذ المجرمون الإرهابيون من زمرة القاعدة والصداميين امس الأربعاء عدداً من العمليات الإجرامية التي استهدفت مناطق مدنية أهلية وحكومية واستشهد وجرح خلالها عشرات المواطنين'.

وتابع 'تأتي هذه الجرائم في سياق عدد من الأفعال الإرهابية التي شهدتها العاصمة بغداد ومدن وقرى في الموصل وكركوك والأنبار في الأسابيع الأخيرة وكانت جميعها ضد مواطنين مدنيين في مناطق عملهم أو سكنهم أو راحتهم وهي ذات الأساليب التي دأبت عليها المجاميع الإرهابية خلال أعوام العنف الأولى بعد 2003 '.