رمز الخبر: ۱۵۰۰۸
تأريخ النشر: 11:46 - 24 August 2009
عصرایران - مرة أخرى، قد لا تكون الأخيرة، أعلنت القاهرة الأحد، تأجيل الجولة النهائية للحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية، التي كانت مقررة هذا الأسبوع، إلى ما بعد "عيد الفطر"، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إعلامية إلى أن رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس، قرر الإفراج عن 200 من أعضاء وقياديي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية.

وأعلن مسؤولون في القاهرة أن مصر قررت استمرار الجولات المكوكية، التي يقوم بها بين دمشق ورام الله، اللواء محمد إبراهيم، مساعد مدير المخابرات العامة، بهدف "إنهاء كافة الخلافات المتبقية بين مختلف الفصائل الفلسطينية، تمهيداً لدعوة التنظيمات الفلسطينية إلى القاهرة بعد عيد الفطر المبارك، للتوقيع على اتفاق المصالحة وإعلان إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني."

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مسؤول مصري، لم تكشف عن هويته، أن قرار تأجيل الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني، "جاء في ضوء الجولات التي تقوم بها مصر بين رام الله ودمشق، والتي بدأت الاثنين الماضي، والاجتماعات التي عقدت مع رئيس السلطة الفلسطينية، وكافة قيادات التنظيمات والفصائل الفلسطينية والمستقلين."

وكانت جولة المفاوضات الماضية بين ممثلين من حركة "التحرير الوطني الفلسطيني" المعروفة باسم "فتح"، التي يتزعمها عباس، وحركة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، قد عُقدت بالقاهرة الشهر الماضي، وخلصت إلى استئناف المفاوضات بالقاهرة في 25 أغسطس/ آب الجاري، على أن يتم توقيع اتفاقية "الوفاق الفلسطيني"، يوم الجمعة 28 من نفس الشهر.

من جانب آخر، ردت حركة حماس، على قرار رئيس السلطة "المنتهية ولايته"، بالإفراج عن 200 معتقل من قيادات الحركة وأبنائها من سجون السلطة في الضفة الغربية، بالقول إنه "من المبكر الحكم على هذا القرار"، وفق ما ذكر المتحدث باسم الحركة، سامي أبوزهري.

وشدد أبوزهري، في بيان نقله المركز الفلسطيني للأعلام، المقرب من حماس، على أن "ما يهم حماس هو تنفيذ هذا القرار، والإفراج عن المعتقلين لا الإعلان"، مشيراً إلى أنه تم الإعلان في مرات سابقة عن الإفراج عن معتقلين ولم يتم التنفيذ، كما أشار إلى أن "هذا القرار لم يأت في سياق خبر رسمي، وإنما جاء في سياق تسريبات إعلامية."

وقال أبو زهري: "إن مطالب الحركة واضحة، وهي إنهاء الاعتقالات ووقفها، والإفراج عن جميع المعتقلين"، معتبراً أن "أية خطوة لا تتضمن ذلك هي خطوة بلا معنى"، مشيراً إلى أن "إعلان عباس النية عن الإفراج عن 200 معتقل، هو تفنيد لادعاءات سلام فياض، وادعاءات سابقة لعباس نفسه، بأنه لا يوجد معتقلون سياسيون في سجون السلطة."

وحول حديث عباس أنه أبلغ الوفد الأمن المصري قبوله بمطالب الحركة، مقابل قبول حماس بملف الانتخابات، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية: "هذا كلام صحفي ويفتقر إلى الدقة والحقيقة، لأن عباس - كما أبلغ المسؤولون المصريون- طالب بحصر ملفات الحوار في ملفّ واحد هو ملف الانتخابات، وهو أمر غير مقبول لدينا في حماس."


كما شدد على أن ملفات الحوار يجب أن تبحث، وأن يتفق عليها رزمة واحدة، ثم إن هناك ملفات أكثر أهمية من ملف الانتخابات، مثل ملفي المنظمة والترتيبات الأمنية، موضحاً أن "رغبة عباس في التعامل مع الحوار بانتقائية تخدم موقفه، هو أمر غير مقبول."

وأكد رفض حماس إبرام اتفاق جزئي خاص بالانتخابات، وقال: "يجب أن يأتي ملف الانتخابات في سياق اتفاق شامل حول مجمل الملفات، كما أن الانتخابات بحاجة إلى ظروف خاصة تضمن نجاحها"، مؤكداً أنه "لا انتخابات بدون اتفاق سابق ينهي الانقسام أولاً"، بحسب قوله.