رمز الخبر: ۱۵۲۱۰
تأريخ النشر: 08:42 - 02 September 2009
عصرایران ـ القدس العربي ـ أكد الإتحاد الإفريقي دعمه لجهود منظمة الأمم المتحدة من اجل تجاوز المأزق الحالي الذي يتواجد فيه نزاع الصحراء الغربية وتعثر المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو، ودعا الطرفين الى مفاوضات تضمن الوصول الى حل دائم وعادل ونهائي للنزاع المتفجر منذ منتصف سبعينات القرن الماضي.

وجدد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المجتمعين في طرابلس دعمهم لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو إلى مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليزاريو دون شروط مسبقة قصد التوصل إلى حل عادل ودائم يقبله الطرفان ومن شأنه أن يسمح للصحراويين بتقرير مصيرهم طبقا لميثاق الأمم المتحدة.

ولا يشارك المغرب في هذا الاتحاد الذي يعتبر امتدادا لمنظمة الوحدة الافريقية التي انسحب منها 1984 احتجاجا على ضم المنظمة الجمهورية الصحراوية التي تشكلها جبهة البوليزاريو رغم ان المنظمة لا تقبل في عضويتها الا الدول الافريقية المستقلة.
وفشلت جهود ليبيا التي كانت المحفز للافارقة من تحويل منظمتهم الى اتحاد في اقناع المغرب بالعودة الى العمل الافريقي الرسمي المشترك.

وتولت منظمة الوحدة الافريقية مهمة تسوية النزاع منذ اندلاعه حتى منتصف الثمانينات ووضعت قمتها الثامنة عشر التي عقدت في نيروبي حزيران/يونيو 1981 اول مشروع تسوية للنزاع يوافق عيه المغرب وجبهة البوليزاريو الا ان قبول المنظمة لعضوية الجمهورية الصحراوية وانسحاب المغرب ادى الى نقل الملف الى الامم المتحدة ويشترط المغرب لعودته ابعاد الجمهورية الصحراوية منها.

وتسعى الامم المتحدة الى الدفع بعملية السلام الصحراوي من خلال مفاوضات بين الاطراف المعنية عقد منها 4 جولات الا انها لم تسفر عن اختراق حقيقي للمأزق الذي تعرفه بسبب تمسك اطراف النزاع بمواقفها.

وأكد جاك بينغ رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي في تقرير قدمه أمام هذه الدورة الخاصة أن نزاع الصحراء الغربية "لا يزال أمام طريق مسدود" بسبب "تركيز مواقف الطرفين وإلحاح المغرب على أن اقتراحه المتمثل في الحكم الذاتي يبقى الأساس الوحيد للمفاوضات مع البوليزاريو وذلك بالرغم من تسجيل مجلس الأمن لاقتراحات الطرفين مثلما تم طرحها في نيسان/أبريل 2007 كما صادق المجلس في 30 نيسان/أبريل الماضي على قرار يطلب من طرفي النزاع مواصلة المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية قصد التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان. وشكل القرار ارضية لكريستوفر روس لمبعوث الخاص للامم المتحدة للمنطقة لدعوة المغرب وجبهة البوليزاريو الى محادثات غير رسمية جرت بداية اب/اغسطس الماضي في العاصمة النمساوية فيينا ووصف بينغ هذه المحادثات "بالمشجعة" داعيا إلى "تعجيل مسار البحث عن تسوية نهائية لنزاع يدوم منذ عقود على حساب التعاون الإقليمي الضروري بالمغرب العربي.

من جهة اخرى أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية، الحكم الصادر من طرف محكمة مغربية في حق النعمة أصفاري الناشط في ميدان عن حقوق الإنسان، بسجنه 4 اشهر نافذة، مؤكدة "أن هذا الفعل يدل على أن المملكة المغربية تواصل قمع ومعاقبة النشاط السلمي المؤيد لاستقلال الصحراء الغربية".

وقالت هيومان رايتس واتش، في بيان لها الإثنين، أنها تعتقد أن السلطات المغربية التي اعتقلت وحاكمت الناشط الحقوقي النعمة أسفاري بمدينة الطنطان جنوب المغرب، ثلاث مرات خلال الثلاث سنوات الأخيرة عمدت إلى اعتقاله هذه المرة ومحاكمته فقط للإنتقام منه لنشاطه المناهض للمغرب.

واتهمت السلطات المغربية النعمة اصفاري بالاعتداء على دورية للدرك الملكي كانت على حاجز مراقبة على مدخل مدينة طانطان/ جنوب اغادير بعد رفضه الادلاء باوراقه.

ووصفت المنظمة في بيانها تفاصيل الحدث، معتبرة أن القضاء المغربي اعتمد في إدانته لأصفاري على شهادة خصومه من الشرطة، الذين اتهمهم بإهانته، والإعتداء عليه فقط لأنه رفض إزاحة علم جبهة الابوليزاريو من حمالة مفاتيحه.

وعبرت المنظمة عن استغرابها لعدم تحقيق المحكمة المغربية في ادعاءات النعمة، وصديقه علي الروبيو اللذين أكدا أنهما تعرضا للضرب والإعتداء والإعتقال بعنف.

ودعا تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان "كوديسا"، المنتظم الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الدولة المغربية لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

وأعلن التجمع عن تضامنه المطلق مع ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال السياسي ومع عائلاتهم التي تناضل من أجل الكشف عن مصير أبنائها بدون قيد أو شرط.

وندد التجمع المؤيد لجبهة البوليزاريو في بيان ارسل لـ"القدس العربي" بما وصفه مواصلة الدولة المغربية في ممارستها لجرائم الاختطاف والتعذيب وكافة الممارسات المشينة التي تطال المواطنين الصحراويين بهدف منعهم من ممارسة حقهم في التعبير والتجمهر بطرق سلمية للمطالبة بتقرير المصير والاستقلال.

ودعا إلى الكشف عن مصير كافة المختطفين الصحراويين ـ مجهولي المصير- وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومحاكمة المسئولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية.

الا ان جبهة البوليزاريو او مؤيدوها بالصحراء الغربية لم تسجل منذ منتصف 2008 اية انتهاكات جسيمة ارتكبتها الدولة المغربية في المناطق المتنازع عليها.

وتسعى جبهة البوليزاريو من خلال تركيزها على مسألة حقوق الانسان الى اصدار قرار من مجلس الامن لتوسيع صلاحيات قوات الامم المنتحدة المنتشرة بالصحراء الغربية لتشمل مراقبة حقوق الانسان وهو ما يرفضه المغرب باعتباره مسا بسيادته على المنطقة.