رمز الخبر: ۱۵۲۳
تأريخ النشر: 17:43 - 10 December 2007
ويأتي هذا الاعلان في وقت اعلنت فيه ترويکا الوسطاء الدوليين (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) المکلفة رعاية المفاوضات بين البان کوسوفو والصرب الرافضين بشدة استقلال هذا الاقليم ذي الاغلبية الالبانية، استحالة التوصل الى تسوية بين الطرفين.
قال المتحدث باسم فريق مفاوضي البان کوسوفو اسکندر حسيني ان القادة الكوسوفيين سيبدأون الاثنين مشاورات مع شرکائهم الدوليين بهدف اعلان استقلال الاقليم، حيث تنتهي المهلة المحددة للتوصل الى تسوية مع صربيا.

ويأتي هذا الاعلان في وقت اعلنت فيه ترويکا الوسطاء الدوليين (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) المکلفة رعاية المفاوضات بين البان کوسوفو والصرب الرافضين بشدة استقلال هذا الاقليم ذي الاغلبية الالبانية، استحالة التوصل الى تسوية بين الطرفين.

وحدد تاريخ 10 کانون الاول / ديسمبر موعدا نهائيا للتوصل الى اتفاق بين الطرفين واعلن قادة کوسوفو الالبان انهم سيعلنون بعد هذه المهلة استقلال اقليمهم في حال عدم التوصل الى تسوية.

وبدت دول الاتحاد الاوروبي باستثناء قبرص على وشك التوصل الى اتفاق حول المسار الواجب اتباعه في حال اعلن البان کوسوفو استقلال الاقليم بالتنسيق معهم، وهو ما يبدو محتوما بعد فشل مفاوضات الفرصة الاخيرة مع بلغراد.

وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروکسل "اعتقد اننا نقترب من موقف مشترك داخل الاتحاد الاوروبي".

فيما رأى الوزير السويدي کارل بيلت الوسيط الذي عمل في البلقان خلال التسعينات من القرن الماضي ان الاتحاد الاوروبي قد يتوصل الى "وحدة موقف افتراضية" يستثنى منها "بلد واحد يواصل التأکيد بحزم على عدم امکانية المضي قدما بدون صدور قرار عن مجلس الامن الدولي".

ولم يحدد بيلت قبرص على وجه الخصوص غير ان زميله من لوکسمبورغ جان اسلبورن اعترف بان المشکلة تتعلق بموقف قبرص. کما اکد اسلبورن ان الاوروبيين عازمون على "التنسيق" وتاخير اعلان استقلال کوسوفو الذي يعتبره الغربيون محتوما.

وتخشى الجمهورية القبرصية في جنوب الجزيرة المقسومة منذ عام 1974 ان يشکل الاعتراف باعلان استقلال کوسوفو من طرف واحد سابقة تستخدمها "جمهورية شمال قبرص الترکية" التي لا تعترف بها سوى انقرة.

ويبدو من المستحيل صدور قرار عن مجلس الامن الدولي نظرا لمعارضة روسيا التي تملك حق النقض (الفيتو).

وقد حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين من ان الاعتراف باستقلال کوسوفو في حال اعلانه من طرف واحد ستترتب عليه "عواقب وخيمة" و"سيثير سلسلة متتالية من الحوادث في البلقان ومناطق اخرى من العالم".

وتابع ان الدول التي ستعترف باستقلال الاقليم الصربي الذي تسکنه غالبية البانية "سترتکب انتهاکا للقانون الدولي ولن نساند ذلك".

وبينما يخشى الاوروبيون ان تعمل موسکو على تحريك الخلافات في وجهات النظر بينهم، قام لافروف بزيارة الى قبرص قبل ان يلتقي مساء الاثنين القادة الاوروبيين.

ومن المهم بالنسبة للاوروبيين تخطي الخلافات الاخيرة حتى يتمکن الاتحاد الاوروبي من ارسال حوالى 1800 شرطي ورجل قانون مطلع العام 2008 الى کوسوفو لمساندة الشرطة والقضاء في الاقليم في اطار فترة غير محددة من الاستقلال تحت الاشراف الذي وافقت سلطات کوسوفو على مبدئه.

ويعول الاوروبيون على موقف "امتناع بناء" عن التصويت من جانب الدول المتحفظة على نشر هذه البعثة الذي يتطلب مبدئيا موافقة الدول الاعضاء الـ 27.

وابدت اسبانيا وسلوفاکيا حتى الان تحفظات غير ان وزيريهما عبرا صباح الاثنين عن مزيد من المرونة. وقال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس "ايدنا باستمرار المهمات الاوروبية وهذه المهمة يمکن ان تعزز الدور الاوروبي وسندعمها".

واوضح "اننا نبذل جهودا هائلة لاقناع" الکوسوفيين بتفادي اعلان استقلال من طرف واحد واعتماد "اعلان بالتنسيق" مع الاميرکيين والاوروبيين.

ويأمل الاوروبيون الا يتخذ الکوسوفيون اي اجراء جذري قبل الانتخابات الرئاسية الصربية التي تجري دورتها الثانية في الثالث من شباط / فبراير. ويرددون عزمهم على مساعدة السلطات الصربية على تقبل استقلال کوسوفو، وهو ما رفضته بلغراد على الدوام حتى الان، ويؤکدون على ان صربيا وکوسوفو ينبغي ان ينضما الى الاتحاد.

غير ان طريق صربيا الى الاتحاد ما زال يعترضها فرار الزعيم العسکري السابق لصرب البوسنة راتکو ملاديتش الذي وجهت اليه محکمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة رسميا تهمة ارتکاب جرائم حرب وابادة.

ويقع اقليم کوسوفو الذي يشکل الالبان غالبية سکانه (88%)، في جنوب صربيا وتديره الامم المتحدة منذ انتهاء النزاع بين القوات الصربية والالبان بين 1998 و1999.

وادى التطهير العرقي الذي اتبعه ميلوشيفيتش الى مقتل الآلاف وتهجير اکثر من مليون من البان کوسوفو.

في آذار/مارس ,1999 شن حلف شمال الاطلسي غارات جوية على صربيا ما ارغم ميلوشيفيتش على الانسحاب من کوسوفو. وخسرت بلغراد السيطرة الفعلية على الاقليم الذي وضع تحت حماية الامم المتحدة والحلف الاطلسي (نحو 17 الف عسکري).

وبعد فشل المفاوضات بين الصرب والالبان حول وضع الاقليم، يريد البان الاقليم يدعمهم معظم الاوروبيين والولايات المتحدة، اعلان استقلاله بينما ترفض بلغراد هذا الاستقلال, وتلقى تأييد روسيا في موقفها هذا.

ويرأس الاقليم فاتمير سيديو منذ شباط / فبراير 2006 خلفا لابراهيم روغوفا الذي توفي في کانون الثاني/يناير 2006. فيما يتولى رئاسة الوزراء اجيم تشيکو وهو زعيم سابق للمسلحين الالبان. انتخبه برلمان کوسوفو في اذار / مارس 2006.

العالم/